مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأديبة سوزان ابراهيم: القلق مرادف آخر للكتابة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

الأديبة سوزان ابراهيم: القلق مرادف آخر للكتابة Empty
مُساهمةموضوع: الأديبة سوزان ابراهيم: القلق مرادف آخر للكتابة   الأديبة سوزان ابراهيم: القلق مرادف آخر للكتابة I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 24, 2012 1:59 am




سوزان ابراهيم أديبة تكتب الشعر والقصة بلغة تعبيرية تتكون من مفردات الطبيعة والموسيقى والمجتمع اضافة الى وسائلها الثقافية التي تضيف الى نتاجها طابعا يجعل النص او القصة شيئا يخص المتلقي ويلازمه دون أن ينتابه ملل أو نفور.

وعن توصيف كيفية كتابتها للشعر تجد إبراهيم صعوبة بالغة في ذلك قائلة.. عندما اكتب الشعر كل كياني يتحرك ويدخل مرحلة أخرى كل ثانية من الوقت تتوحد معي وكل خلية بيولوجية تتأهب وتحلق الروح.

وهي تشتبك جميعاً في برهة مقتطعة من سيل العمر أحدثك وتتشابك الرؤية مع الرؤيا.. مع العاطفة.. مع اللغة.. مع الوعي واللاوعي في بؤرة واحدة رهيفة قصيرة تومض بشدة.. بسرعة.. ثم تمضي مخلفة مخلوقا جديدا أنجبته تلك الغواية البديعة.. فلا يمكن لأحد أن يضبط الروح في تلبس لغوي أجمل من الشعر ولا يمكن لأي شيء في الكون أن يضبط النشوة في صورة فوتوغرافية.

وتضيف الأديبة عن علاقة القصيدة بشخصيتها.. قصيدتي هي تؤمي السيامي.. أحياناً ننجح أنا وهي في الانفصال موءقتاً.. لأمضي أنا إلى يوميات حياتي.. وتبقى هي بانتظاري.. فلو رافقتني كل الوقت لأرهقتني وقصرت سنوات عمري لأن لضوئها ثقلاً نوعياً على الحياة.. الواقع يهرب من كاميرتها.. وتفر هي من زعيقه الموتور.. أنا ابنة الحياة والواقع.. وهي ابنة الحلم والصمت والتأمل.

في لحظة محددة نتجاور.. نلتصق.. نتفاعل.. إلى أن نتوصل إلى اتفاقٍ بين ما في جعبتي.. وما في فضائها فحين أكتب قصيدة.. فهذا يعني أننا أنا وقصيدتي دونا الاتفاق بيننا بوثيقة تثبته.

وتوضح صاحبة "كثيرة أنت" أن الشاعر ابن الحياة والواقع.. فلا يمكنه الانفصال عن قضايا الحياة والواقع بشكل بديهي. وهو يختلف عن عمل المصور وعلينا أن نعلم ان اللغة ذاتها نتاج الناس في الواقع.. ووسيلة للتواصل والحوار وبناء الجسور.. ولأن الذاكرة أيضاً أرشيف لصور الواقع وأحداثه.. أحزانه وأفراحه.. أبيضه وأسوده.. فأين يهرب الشاعر أو الكاتب من اللغة والذاكرة.. الشعر هو اتحاد بين اللغة كناتج اجتماعي.. وبين الذاكرة كلغة مصورة.

وتقول إبراهيم.. أن مهمة الشاعر لا يمكن أن تختزلها عدسة كاميرا.. الأمر أكثر تعقيداً من هذا.. وثمة أمر يطرح هل يكون شعري انعكاساً لقضايا المجتمع أم لقضاياي أظن أن الفرق بينهما ليس كبيراً.

أنا فرد في مجتمع.. أختبر كثيراً من همومه وقضاياه التي تتقاطع مع هموم وقضايا شريحة واسعة من الناس.

هل أعاني نقصاً في العدالة الاجتماعية كامرأة حسن.. نساء بلادي كلهن يعانين ذلك بنسب متفاوتة.. وكذلك الرجال.. هل أعاني من عسف الواقع وهمومه ومشقاته نساء بلادي يعانين كل ذلك.. وكذلك الرجال..

هكذا تتحول أنا الشاعر إلى أنا الجماعة.. أي أن تخرج الأنا من أنانيتها وفردانيتها لتلتقي بالأنا الجمعية.. لا لتتطابق معها.. بل لتكرس حالة جديدة من الوعي والتنوير.. وترمي حجراً في بركة السائد المتبلدة الجامدة.. لتثير دوائر التساؤل والشك والقلق.

وتوضح الشاعرة انه يجب ان يكون الشعر تصادمياً قائلةً.. لا أحبّذ تحويل الشعر إلى قطة أليفة.. لا أحب قطط الشعر المدجّنة أفضّلّه برياً حراً.

التصادم ضرورة في راهننا العربي والسوري بخاصة ليس لأنني أهوى الصدام.. فأنا كائنٌ أليفٌ اجتماعياً.. لكن عقلي ليس كذلك.. وهكذا بمنطق التشابه بيني وبين قصيدتي كما أشرت آنفاً.. تغدو لغتي مزيجاً بين الألفة والتمرد.

وتضيف إبراهيم التمرد عندي ليس حالة لغوية استعراضية بل فكر وعمل أرفد فرنه بكثير من فحم الواقع والكتب وبوقود عال وسريع الاشتعال كي أستمر على قيد الكتابة بصدق ووجع حقيقي.

أما عن رأيها بالشعر الحديث فقالت صاحبة "لتكن مشيئة الربيع" يوجد على الساحة الأدبية نماذج كثيرة من الشعر الحديث.. بالمعنى الزمني.. وما هو قديم اليوم بالنسبة لنا كان في زمن كتابته حديثاً لأبناء ذلك الزمن.. بمعنى أن هناك دوماً شعراً حديثاً.. يحاول الخروج على آباء الشعر التقليديين..

وهذا منطق التطور البديهي. النماذج الشعرية ذات الطيف الواسع من التنوع والاختلاف.. لابد لها من زمن ينقضي عليها.. ليحق لنا الحكم بحداثتها وجودتها والقيمة المضافة التي أضافتها على ديوان الشعر العربي أو السوري.

وتضيف.. وهذا ينطبق على توصيف مفردة "الحديث" حين نتحدث عن الأجيال الشعرية.. أما إن أردت بمفردة /الحديث/ نوع الشعر.. قصيدة النثر مثلاً.. فأقول هي ابنة شرعية وطبيعية جداً لزمن وعصر وتقاليد وتقنيات آبائها الشعريين.

وأشارت الشاعرة ان مستقبل هذا الشعر سيكون زاهرا وأنه من الظلم أن تكون معايير الحكم على الشعر الحديث.. معاييراً أوجدها نقّاد أوكتّاب في زمن مضى فالقصيدة كائن متطور ومتحول ومتحرك.. وعلى معايير التحكيم أو الحكم عليها أن تواكب سيرورة وصيرورة القصيدة.

وتوضح صاحبة "حين يأتي زمن الحب" أنها تكتب القصة الى جانب الشعر لانه لكل جنس أدبي مسار مختلف.. بمعنى التنوع لا بمعنى الاختلاف والتناقض.. في اللغة وقواعد الكتابة والتعبير والأفكار والتقنيات لافتة إلى أن تعدد الأجناس الأدبية لا يعني تعدد الكتابة بل تعدد أشكالها ومذاقاتها.. التعدد بحث متواصل عن مستقر.. عن توطين للفكر والرؤى.. وحين يراودني شعور بأن قرية الشعر أو مدينته لم تستوعب جميع سكاني.. أبحث عن قرية أو مدينة أخرى بمعنى أن تعدد الأجناس الأدبية لدي يشبه إقامة الحواضر على ضفاف الأنهار.

وتضيف ابراهيم أن القلق مرادف آخر للكتابة وهو حالة تسبق الكتابة وترافقها إلى أن تتم الولادة مبينة أنها لا تفصل بين لغة الشعر ولغة القصة تحت أي بند نقدي لأن هذا التصنيف يفيد عمل الناقد لتأسيس نظريات وقواعد وقوالب ورسم مميزات عامة لهذا الجنس الأدبي أو ذاك أما في الكتابة فهذا الفصل غير واقعي.

تقول الأديبة.. أنا أكتب الشعر بلغة العاطفة والرصد وأكتب القصة بلغة الرصد والعاطفة.. ولكن قد تتغلب صفة للغة هنا على صفةٍ أخرى لها هناك. ولأن اللغة بصمة وعي الذات فلابد أن تتبدى خصائصها فيما أكتب.. ولاسيما أنني شخص مزاجي.. متقلب.. قلق.. يتسلل الملل إليه بسرعة وينبذ الاعتياد ومن هنا تختلط لغتي السردية بالشعرية أو العكس.

وختمت صاحبة "لأنني لأنك" أن لكل فكرة حاملها اللغوي والتعبيري والرؤيوي فالشعر لا يقبل زيادة وزن في المفردات ويتبع حمية لغوية صارمة.. يغلق باب الشرح ويفتح باب التأويل والتخييل..

أما القصة فلا تهتم جداً برشاقتها قد تقبل زيادة طفيفة في وزنها اللغوي والسردي مبينةً أنها ميالة إلى اتباع حمية مستمرة للحفاظ على رشاقة اللغة والتعبير وهذا كما تعتقد يتيح مجالاً أرحب للقارئ ليشاركها متعة اكتشاف المعنى المخبأ في قلبي.

"سانا"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
الأديبة سوزان ابراهيم: القلق مرادف آخر للكتابة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: