ميساء يوسف- سبق- المنامة
كشفت عفوية طفل في البحرين أخيراً، عن إجبار معلمة لغة عربية، شقيقه الصغير ذا "الأربعة أعوام" على تقبيل قاع قدمها يومياً وعلى مدى خمسة أشهر متواصلة؛ لأن "اسمه عمر".
وشهدت الواقعة "مدرسة النور العالمية"، وهي إحدى المدارس الخاصّة المشهورة في البحرين. وكان يتحدث شقيق عمر الذي يكبره بعامٍ واحدٍ ويُدعى "يوسف" إلى والديه بعفويةٍ شديدةٍ بأن معلمة اللغة العربية تحب شقيقه أكثر من أيِّ طالبٍ آخر في المدرسة، لأن جميع الطلبة يقبلون خدها كل صباح، إلا عمر يقبل "قاع قدمها" بعد أن تقوم بخلع حذائها له؛ لأنها دائماً ما تردّد له أنه "الأقرب إلى قلبها".
وصُدمت أسرة عمر بما ذكره ابنهم يوسف، الأمر الذي حرمهم النوم طيلة ثلاثة أيام، فيما دخلت الوالدة في حالةٍ نفسيةٍ شديدةٍ من شدة الحزن والغضب الذي أصابها على ابنها ذي الأربعة أعوام؛ بسبب مدرسة مريضة بالطائفية! من جانبها، استدعت وزارة التربية والتعليم مدير المدرسة؛ لمعرفة مُلابسات الواقعة، فأوضح لهم أنه باشر التحقيق في الحادثة، وسيوافيهم بالنتائج.
وفي اليوم نفسه، أوقفت إدارة المدرسة المعلمة المعنية، عن العمل دون راتب لمدة أسبوع؛ لمعاملتها غير التربوية، إضافة إلى أخذ تعهدٍ منها بعدم تكرار هذا السلوك غير التربوي، كما نقلت المدرسة الطالب إلى صفٍ آخر نتيجة لما تعرّض له من معاملةٍ غير تربوية وإحاطة ولي الأمر بهذا الإجراء وقد قبل به.
وشنّ الشارع البحريني، حملةً شعبية ضدّ "المعلمة الطائفية" على مواقع الإنترنت و"التواصل الاجتماعي"، خاصةً في "تويتر"، مطالبين وزير التربية والتعليم باتخاذ إجراءاتٍ أكثر صرامةً في وزارته التي بدأت تنخرها الطائفية والأخلاق غير التربوية الصادرة من مدرسين ومدرسات طائفيين منذ أكثر من عامٍ منذ اندلاع الاحتجاجات التخريبية في البحرين العام الماضي في أكثر من قصةٍ وحادثة.
واستنكروا عدم قيام الجمعيات الحقوقية والسياسية التي تتحدث عن حقوق الإنسان والطفل والمرأة وتبكيهم يومياً في المحافل الدولية وأمام وسائل الإعلام الأجنبية بالتطرُّق إلى قصة الطفل عمر ولو بسطرٍ واحدٍ، بل وصل الأمر ببعض المواطنين الطائفيين إلى تكذيب القصة جملةً وتفصيلاً؛ لأسبابٍ طائفيةٍ ومذهبية، الأمر الذي يؤكّد وجود توتراتٍ طائفية وعنصرية عنيفة في المجتمع البحريني والتي بدت واضحةً وجليةً من خلال ردود فعل الجمعيات السياسية والحقوقية وتصريحاتها التي تنحاز لطائفةٍ دون أخرى وتصمت عن طائفةٍ دون أخرى، وتروّج لقصصٍ دون أخرى حسب المذاهب والأصول.