مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المقامة الزمزمية !!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

المقامة الزمزمية !!! Empty
مُساهمةموضوع: المقامة الزمزمية !!!   المقامة الزمزمية !!! I_icon_minitimeالإثنين مارس 26, 2012 11:29 am



محمد ملوك

من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني:

حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني فقال : لطالما عشت فارا من الفتنْ ، أرضى بالفتات وأنأى عن خضراء الدمنْ ، أحب ديني وأعشق الوطنْ ، وبقرب الحيطان أمشي مرتعدا مكتئبَا ، أرتدي البؤس وللبأس أمسي منتخِبَا ، أواري ذلي وأظل لإحقاق الحق مرتقبَا ، وكنت كلما ضاقت علي جوانب الدارْ ، أو طغت علي خفافيش الليل والنهارْ ، أو تصارعت بداخلي الخطط والأفكارْ ، أسرع الخطى نحو سوق الخطرْ ، لملاقاة خل له بعد نظرْ ، اسمه كما عرف به بين البشرْ ، ابن أبي الرعايهْ ، صاحب ألف حكاية وحكايهْ ، فأشفي بما له من دراية وروايهْ ، مرارتي وحيرتـِي ، وأخفف بكلامه سهادي ولوعتـِي ، وأزيل عنده بعضا من غربتـِي ، وحين أصدر فقيه من المغرب الحبيبْ ، فتوى تعجب لها العجب العجيبْ ، واستغرب لصاحبها البعيد كما القريبْ ، أغلقت الحاسوب بعد طول تدقيقْْ ، وتوجهت بسرعة نحو مجمع الخل والصديقْ ، فألفيته يردد على كل ذي زفير وشهيقْ ، أبياتا من بحر بسيط رقيقْ ، يقول فيها :

أبكي على لوعتي في خلوتي وهــَــنا = فاسمع فما عدت أرضى عيشة الخـدمِ
الأمس يومي ويومي قد يصير غــــــــــــدي = والروح مني تعيش اليوم في العدَم
ناضل وجاهد كما ربي بذاك أمر = ندد بظلم العــــــــــــــــــــدى في هيأة الأمـــــم
عرج على زمرة الحكام في زمني = حطم قلاعا لهم وامضي إلى القــــــــــــــمم
أنصت إلى حرقة المظلوم في بلدي = وامحُ بأنوار حقٍّ ظلمة الظــُّــــلـَــــــــــــــم
واصنع لنا جيل عز يرتدي أمــــــــــــــــلا = جيلا يداوي شعوبا من لظى الألـــــــــم

فقلت له لما انتهى من سرد شِعرهْ ، ما رأيك في شيخ قرنه وظهرهْ ، فقد أفتى بما لم يفتي به العلماء في عصرهْ ، وأباح للنساء ما لم يبحه مالكْ ، وقال في الجزر ما لا يرضاه الحي والهالكْ ، وجعل من يد " المهراز " ضرورة تبيح المحظوراتْ ، بل وأجاز جلوس النساء على القاروراتْ ، ورخص لهن استعمال ما تستحي من ذكره الكلماتْ .

فقال : يا مفجوع الزمان الجوعاني ، قد تسمع لو ناديت حيا في هذه الثواني ، وقد تتعجب من لهجتي حين تفر مني المعانِي ، لكن لا حياة لمن تنادِي ، ولا معنى من وجود المعنى في بلادِي ، ويرحم الله أجدادك وأجدادِي ، فقد كان الحياء عندهم بالعلم يسقَى ، وكان علمهم بالحياء يرقَى ، وكانت الفتوى بينهم بالدليل تُلقَى ، يصوغها من كان عالما برا تقيّا ، ويتصدر لها من لم يكن للسلاطين وليّا ، ولأجل ذلك جاء الدين من عندهم صافيا نقِيّا ، أما اليوم يا مفجوعْ ، فالفتاوى تذرف لهولها الدماء لا الدموعْ ، وتسخر منها ومنا بنات عزير ويسوعْ ، أبطالها متفيقهون كسالَى ، صوتهم بالجهل يتعالَى ، وفضائحهم بالجهر تتوالِى ، أطلقوا على أنفسهم لقب " العلماءْ " ، وظنوا أنهم ورثة الأنبياءْ ، وأنهم الأولياء الأصفياءْ ، وتوهموا لفرط جهلهم بالأشياءْ ، أنهم منزهون عن اللحن والأخطاءْ ، فركبوا قطار جهل مائعْ ، وابتعدوا عن فقه الواقعْ ، وبحثوا عن شهرة بين المواقعْ ، ومن هؤلاء يا مفجوع الزمانْ ، طويلب علم سليط اللسانْ ، محرف لمعاني الفقه والسنة والقرآنْ ، ظلوم جهولْ ، شوه سنة الرسولْ ، واستفز الثقات العدولْ ، فإن شئت فقل عنه يا خل القلـّـهْ ، شاذ به علــّهْ ، أو قل عنه مدلس يسيئ للملـّهْ ، وإن شئت فصف علمه بالقليلْ ، وعقله بالضليلْ ، وجواده بالهزيلْ ، وإليك ما يشفي الغليل ْ :

إن هذا الذي أفتى بما لا يُقبلْ ، وأجاز ما لا يُعقلْ ، ولنيران الفتنة أشعلْ ، ما هو إلا بليد بالبلادة يُقرنْ ، وبشرع إبليس لا بشرع الله يستنّْ ، وإن كان هذا الشيخ من هذا الكلام يحزنْ ، فليأتني بدليل واحد معقولْ ، لا شاذ ولا معلولْ ، متواتر مقبولْ ، أو متفق عليه بين الثقات و العدولْ ، يقول أن المرأة إن خشيت على نفسها من الزنـَا ، فلها أن تقتني من محلات الخـنـَا ، قضبانا تكبح بها جماح شهوتها هناك وهنـَا ، أو فليأتني بالحجة والبرهانْ ، على أن شرع المصطفى العدنانْ ، يبيح للمرأة إن خافت من الفسوق بعد الإيمانْ ، أو خافت من الوقوع في المحظوراتْ ، أن تجلس على القارورات ْ، أو تدخل في فرجها بعض الخضروات والمأكولاتْ ، وليخبرني أين وكيف قرأ هذه المعلوماتْ، فإن لم يستطع ردا ولن يستطيعْ ، فليغسل أذنيه بمياه البيان والبديعْ ، وليفهم ما سأقوله أمام الجميعْ ، فإني أراه ديوثا بطوله وعَرضِهْ ، والديوث من لا يغار على عِرضِهْ ، ويسعى لنشر الفساد في قطره وأرضِهْ ، ولو كان فقيهنا الهمامْ ، حرا يغار على العرض العامّْ ، لما أفتى بما لا ترضاه لنفسها الدواب والأنعامْ ، ولو كان فقيهنا علامة كالحافظ ابن حجرْ ، لما أفتى بجواز الاستنكاح بالجزرْ ، ولما رخص بما يعود على بناتنا وأخواتنا بالخطر والضررْ ، ولو كان هذا الفقيه الخبير بمأذونيات القصورْ، يقول لا أعلم في ما أشكِل من قضايا وأمورْ ، لعلمه الله سر ما يجري ويدورْ ، ولو أنه كان عليما بما للشرع من مقاصدْ ، لعلم أن المفاسد لا تدرأ بالمفاسدْ ، وأن المصالح لا تــُـجلـَب بفساد زائدْ ، وأن من قل فقهه كثرت عليه سياط الناقدْ ، وجاز تشبيهه بالذباب المتساقط على الموائدْ ، ولو كان في الفقه يفهمْ ، لعلم أنه لا يعلمْ ، ولتريث قبل أن يندمْ ، ولكن ولأنه قزم مغرورْ ، يحب كثرة الظهورْ ، لا يرتضي من العلم إلا القشورْ ، ولا يعمل إلا بـ " خالف تعرف بين الجمهورْ " ، أجاز ما أجازْ ، فكان الصوت النشازْ ، وبأجر المجتهد المخطئ ـ أظنه ـ ما فازْ ، ولو أنه قرأ قول من خلق لنا مساء وصباحَا، << وليستعفف الذين لا يجدون نكاحَا >> ، لما قال إن الجزر كان للنكاح مباحَا ، ولو أن هذا الشيخ المفتونْ ، فهم ماذا يريد رب " كن فيكونْ " ، من قوله << والذين هم لفروجهم حافظونْ >> ، لأدرك أنه أغبى الأغبياءْ ، لأنه لا القارورة ولا الجزر ولا يد المهراز الجرباءْ، ستحفظ لنا الفروج بالمعنى الذي أراده رب الأرض والسماءْ .

يا مفجوع الزمان الجوعاني ، " زمزميك " من عقد معقدة يعانِي ، فاقرأ عليه السبع المثانِي ، وذكره بالجاه الفانِي ، فلا المأذونية له ستشفعْ ، ولا السلطات عنه ستدفعْ ، ولا فقه نوازله له سينفعْ ، وقل له يا ذا الهم الكبيرْ ، إن الفتيا أمر خطيرْ ، فإما نار منها سيستجيرْ ، وإما جنة بعد حساب عسيرْ ، فإن أعجبه النصح واقتنعْ ، فليعتذر لبناتنا عما سقط منه ووقعْ ، وإن تشبت بجهل له رضعْ ، فقل له من غير التماس للأعذارْ ، ما بال قوم كالحمير يحملون الأسفارْ ، ويرتضون في التنقيط كثرة الأصفارْ، وما العمل مع من حمِّل علما بغير درايهْ ، ووقف على حق فلم يبلغه لذوي الأمر والولايهْ ، وأدرك الصواب فاتبع الغوايهْ ، وسله ما العمل مع شخص مفتونْ ، متلون مجنونْ ، تظنه واحدا وفيه شركاء متشاكسونْ ؟؟؟

يا مفجوعا بالله دوما يستعينْ ، إن بلدا يلقب ملكه بأمير المؤمنينْ ، وتنص ما فيه من دساتير وقوانينْ ، على أن الإسلام هو دين الدولة المتينْ ، بلد يجب على سلطاته أن تحمي دينه من لعب المتلاعبينْ ، وأن تقف سدا منيعا في وجه الفساد والمفسدينْ ، لتبين بحق أنها سلطة تحترم القانون والدستورْ ، وأن بنودهما تسري على الآمر والمأمورْ ، وأنها تطبَّق على الواقع من غير حذف أو تمييز يدورْ ....

و<< إنك لعلى خلق عظيمْ >> ، هكذا نريد هذا البلد الكريم ْ ، قبلة للأخلاق الحميدة لا مرتعا للشيطان الرجيمْ ، فحيهلا يا أيها العلماء ويا ايها الأحباب ويا أيها الرفاقْ ، حيهلا على إتمام مكارم الأخلاقْ ، وإطلاق حملة تدوي في كل الآفاقْ ، شعارها لا للحرب على الأخلاقْ ، لا لمحاربة الواحد الرزاقْ ، لا للرذيلة لا للدنية لا للفساقْ ، لا للشذوذ لا للواط لا للسحاقْ ... ولا لفقهاء فتنتهم سير العشاقْ ، فرخصوا استنكاح الجزر في الأسواقْ ، وأباحوا جماع الميتة وهي لقبرها تساقْ ، وتناسوا يوما تلتف فيه الساق بالساقْ .

http://www.goulha.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
المقامة الزمزمية !!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ديــــن وفلسفــــة-
انتقل الى: