الجزائر ـ 'القدس العربي':
تابع الجزائريون بكثير من الاهتمام قضية محمد مراح المشتبه به في قضية اعتدءات تولوز، والذي تم القضاء عليه من طرف قوات التدخل الخاص الفرنسية بعد حصار دام 33 ساعة.وقال الخبير في الشؤون الأمنية علي الزاوي لـ'القدس العربي' إن السلطات الأمنية الفرنسية أخطأت عندما سارعت للإعلان عن انتماء مراح لتنظيم القاعدة، لأنه حتى لو لم يكن ذلك صحيحا، فإن القاعدة ستسارع لتبنيه وتبني اعتداءات تولوز، وهذا ما حدث فعلا.
وأكد على أن القضية لم تنته بالقضاء على محمد مراح، التي لن تكون إلا البداية، مشددا على أن الوضع الأمني متفجر في منطقة الساحل، وأن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يحتجز رهائن فرنسيين، بعضهم سبق لهم العمل مع أجهزة الاستخبارات الفرنسية، وأنه قد يلجأ للانتقام منهم، ويستغل قضية مراح لتصفية الرهائن، مثل سبق وأن فعل مع الرهينة ميشال جرمانو في تموز (يوليو) 2010.واعتبر الصحافي المتخصص في الشأن الأمني سامر رياض أن اعتداءات تولوز كان من ضحايها أيضا مسلمون، وهذا خير دليل على أن الضحية الأولى للإرهاب والتطرف هم المسلمين.
وأشار إلى أن فرنسا مطالبة بمراجعة سياستها في مجال التعامل مع ممارسة الديانة الإسلامية، وأن التضييق في مواضيع مثل البرقع، يفتح الباب لتطرف بعض الشباب الذين يقعون بين أيدي الجماعات الجهادية، التي تستغل ظروفهم الاجتماعية والفراغ النفسي الذي يمرون به، من أجل تحريضهم على الدول التي يعشيون بها، ويستغلون أشياء مثل قضية البرقع أو اللحم الحلال لإقناع الشباب بأن هذه الدول معادية للإسلام.
وأثارت الأصول الجزائرية لمحمد مراح الكثير من الجدل، خاصة في ظل التركيز عليها بشكل كبير في كل مرة كان يذكر فيها اسم محمد مراح، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من الجزائريين، الذين أكدوا على أن مراح فرنسي المولد والجنسية والتربية والثقافة، ولم يسبق له أن وضع قدمه في الجزائر.
ويعلق عمار سفوان وهو مصور صحافي قائلا 'كجزائري لا أعتبر نفسي معنيا بقضية محمد مراح بشكل مباشر، صحيح أننا تابعنا هذه القضية، لكن لا أفهم لماذا التركيز على أصوله الجزائرية، ولا أفهم أيضا، لماذا عندما رفع زين الدين زيدان كأس العالم لم يقل أحد أنه فرنسي من أصل جزائري، ولماذا لا يقولون أيضا أن نجم ريال مدريد كريم بن زيمة فرنسي من أصل جزائري، ولكن لما يتعلق الأمر بالإرهاب نسمع في كل مكان كلام عن أصوله الجزائرية، وكأنها هي السبب في تطرفه وفي ارتكاب جرائم ضد الأبرياء'.