من سيستقبل "عميد الحكام العرب" و"ملك ملوك افريقيا" و"امام المسلمين" ؟
09/03/2011
عبد الرحمن القاسمي
استأثرت الثورة الليبية باهتمام العديد من الباحثين والمهتمين من ذوي التخصصات المتابينة والمجالات المعرفية المختلفة.ومما لا شك فيه أن شخصية العقيد معمر القذافي "عميد الحكام العرب وملك ملوك افريقيا وامام المسلمين"،قد حظيت بنصيب أوفر من هذا الاهتمام.والسؤال المطروح هل سيتتنحى هذه الشخصية الفريدة من نوعها عن حكم ليبيا؟واذا كان الأمر كذلك فما هي وجهته المرتقبة؟وهل هناك من سيقبل بمن قال بتطهير ليبيا زنكة زنكة وبيت بيت ؟
لقد خلصت معظم التحليلات الى أن شخصية القذافي تتسم بكثير من التناقض،سواء على مستوى الخطابات المعلنة والتي هي في غالب الأحيان مسرحيات مفتوحة؛أو على مستوى الممارسة الميدانية المباشرة.هذا التناقض الذي لطالما ميز القذافي هو الذي يجعل من الصعوبة بمكان التكهن بوجهته الأخيرة.فقائد الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى،كان واضحا في موقفه – على الأقل في البدايات الأولية للثورة – اذ قال أنه لن يغادر التراب الليبي تحت أي ظرف كان, وهو الأمر الذي أكده نجله سيف الإسلام أن نظام العقيد سيقاتل حتى آخر قطرة دم وآخر رصاصة وآخر رجل وامرأة.ومع ذلك فامكانية التسوية وتنحي القائد واردة،خاصة اذا ما وضعنا في الحسبان تأكيدات الثوار لرغبة القذافي التفاوض غير المباشر لتأمين خروجه حيا من ليبيا وعدم متابعته.
اذا أعدنا الشريط الى الوراء ووقفنا عند خطابات وخرجات القذافي الاعلامية المثيرة للجدل،تتبلور في الذهن وجهة واحدة قد تكون ملاذه الأخير وهي افريقيا.فالرجل اختار وحسم فصممم له معظم زيه من القماش المزركشة المعروفة افريقيا،بل أكثر من ذلك خريطة افريقيا حاضرة وبقوة في زيه.أليس معمر القذافي من ردد وركب على شعار افريقيا للأفارقة الذي قال به ماسينيسا؟
يخيل الينا – والله أعلم - أن القذافي لن يفكر في التوجه نحو أي بلد أفريقي رغم تغنيه طويلا بالبعد القاري لنظامه, وذلك لكون عدد من الأنظمة الأفريقية تخضع للتبعية المباشرة للغرب وستخضع للقرارات الدولية إذا تم طلبه للعدالة, فيما يشهد عدد من البلدان الافريقية الأخرى حالات من عدم الاستقرار السياسي والأمني وهو ما قد يجعل لجوء القذافي إليها عبئا ثقيلا لا يمكنها تحمله.
واذا كان الأمر كذلك في قارة نصبته يوما ما "ملك ملوك افريقيا"،فهل ستقبل به دولة عربية خليجية باعتباره "عميد الحكام العرب" ؟ الحق يقال أن معمر القذافي حرق جل أوراقه مع بلدان الخليج من خلال مواقفه العدائية تجاهها،ولكن محتمل لأسباب إنسانية بحتة أن تقبل دولة خليجية به.ان المجد الذي لا يمكن لأي ليبي وافريقي وأي انسان التخلي عنه هو معمر القذافي كما قال في احدى خطبه،هذا المجد الذي أخد المعول بيده ليدك مجد ليبيا الحقيقي زنكة زنكة وبيت بيت قد يجد لنفسه ملاذا أمنا في أمريكا اللاتينية وبالتحديد دولة فنزويلا؛باعتبار العلاقات المتميزة التي تربطه بالرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وزعماء "الحركات الثورية" في المنطقة.
هذه السيناريوهات المحتملة لوجهة "عميد الحكام العرب" و"ملك ملوك افريقيا" و"امام المسلمين" تبقى غير ذات معنى اذا نحن لم نستحضر أن أغلب المراقبين يؤكدون أن ألاف الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال قمع المظاهرات المناهضة لنظامه, ونوعية الأسلحة المستخدمة ( مقاتلات جوية،مدرعات ...) قد ترتقي إلى جريمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وهو ما قد يجعل مدينة لاهاي الهولندية الوجهة المقبلة لمعمر القذافي للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية.
موضوع: من سيستقبل "عميد الحكام العرب" و"ملك ملوك افريقيا" و"امام المسلمين" ؟ 
الأربعاء نوفمبر 02, 2011 1:37 pm
