"جرائم حرب" في سوريا أمام "مؤتمر تونس" اليوم

ينطلق اليوم (الجمعة) في العاصمة التونسية “مؤتمر أصدقاء سوريا” الذي يدرس بشكل أساسي فكرة “الممرات الإنسانية” في سوريا التي طرحتها فرنسا في الآونة الأخيرة، إضافة لخطة مساعدة إنسانية دولية، في وقت استبعد دبلوماسيون غربيون إمكانية تطبيق “الممرات الإنسانية” من دون اللجوء إلى القوة العسكرية أو موافقة السلطات السورية . وأكدت الصين بعد روسيا عدم مشاركتها في المؤتمر، وجددتا وإيران رفض أي تدخل خارجي في سوريا، وشددت على ضرورة إطلاق الحوار بين نظام دمشق والمعارضة . ويستعد الاتحاد الأوروبي لتغليظ عقوباته على النظام بإدراج سبعة وزراء جدد والبنك المركزي إلى العقوبات، خاصة بعد تقرير الأمم المتحدة الذي أشار إلى جرائم حرب يقوم بها النظام، وتقديمه أسماء محددة من النظام والمعارضة مسؤولة عن هذه الجرائم . وأكد مسؤول أمريكي ل”الخليج” أن تقرير الأمم المتحدة الأخير سيحرج روسيا والصين، ما قد يحملهما على تغيير موقفيهما من الأزمة . وأشادت واشنطن بالمجلس الوطني واعتبرته “ممثلاً ذا صدقية للمعارضة” وصعّدت هجومها على النظام .

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتوصل إلى حل سريع لمشكلة إرسال معونات إنسانية ملحة إلى المناطق السورية المضطربة . وصرح هشام حسن المتحدث باسم الصليب الأحمر فيما تجتمع منظمات دولية في جنيف لمناقشة سبل إرسال المساعدات إلى سوريا “نأمل في التوصل إلى حل بالسرعة الممكنة لأن الوضع الإنساني في سوريا ملح” . وأضاف “نحن نواصل مناقشاتنا” مع السلطات السورية والمعارضة . وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من بريطانيا، بسقوط 46 قتيلاً في أعمال عنف بمناطق مختلفة من البلاد، بينهم 13 من عائلة واحدة في حماة بنيران القوات السورية . وقالت منظمة “آفاز الكس رانتون” الحقوقية إن سبعة ناشطين متطوعين للعمل معها “تعرضوا لعملية تصفية” في حمص، بينما لا يزال اثنان مفقودين، أحدهما أجنبي . وقال مسؤول في الحملة، من لبنان، عثر أحد الناشطين “على سبعة منهم مقتولين بالرصاص، وأيديهم مقيدة وراء ظهورهم . . . قرب مدخل بابا عمرو” .

وأكد مصدر أمريكي ل”الخليج” أن تقرير محققي لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الذي قدم بالأمس سيضع روسيا والصين أمام تحدٍ لإثبات الصدقية في ما يتعلق بالموقف الإنساني الحرج في سوريا، وذلك في إشارة لما ورد في التقرير حول “ارتكاب قوات المعارضة بقيادة جيش سوريا الحر لانتهاكات شملت الخطف والقتل، وإن كانت لا تقارن بما ارتكبته قوات النظام السوري ضد المدنيين” .

أضاف المصدر أن التقرير الذي اشتمل أيضاً على قائمة غير معلنة وسلمت في ظرف مغلق بأسماء قادة سوريين، قال المحققون الدوليون إنهم مسؤولون عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ستكون حافزاً مهماً بالنسبة للمجتمعين في تونس لتفعيل خطط وضعت بمشورة أمريكية، أهمها تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم، بمن فيهم الرئيس السوري بشار الأسد، للمحكمة الجنائية الدولية والاتفاق علي خلق ممرات آمنة من الشرق والشمال والجنوب إن أمكن لتسهيل قيام منظمات إنسانية بإيصال مساعدات إنسانية، وانه لن يكون بوسع أي قوى دولية الاعتراض على مثل هذا الأمر خاصة في ظل التقارير المتواصلة من الداخل السوري وكذلك أدلة التقطتها طائرات مراقبة أمريكية تؤكد تعمد القوات السورية قصف الأحياء السكنية .

وقال المصدر الأمريكي ل”الخليج” إنهم في واشنطن يتعاملون مع الوضع في سوريا “كأمر منته ومسألة وقت، وعما قريب جداً سيجد الأسد نفسه ومن حوله معزولين تماماً وملاحقين في العالم ومدانين بجرائم حرب، ولن يجدوا ممراً آمناً لهم أو لأموالهم في العالم كله” . وأضاف “لذا كانت رسالتنا واضحة حتى للمقربين منه والذين نصحوا من واشنطن بأن ينجوا بأنفسهم .

وأكد مسؤول أمريكي رفيع للصحفيين رافضاً ذكر اسمه أن اجتماع أصدقاء سوريا سيركز على ثلاث قضايا، هي القدرة على إيصال المساعدات للداخل السوري وسبل دعم المجلس الوطني المعارض لكي يضع خطة المرحلة الانتقالية وزيادة الضغوط على نظام الأسد بما فيها حصاره بالمزيد من العقوبات الدولية، في تأكيد على استبعاد واشنطن للخيار العسكري ضد النظام حتى الآن على الرغم من مطالبة ساسة أمريكيين بالكونغرس بتسليح المعارضة السورية، غير أنه وبعد ورود تقرير لجنة حقوق الإنسان ورصد التصعيد السوري الرسمي لأعمال العنف قام المتحدث باسم البيت الأبيض بالتلميح إلى التدخل العسكري في سوريا إذا ما استحال الحل السياسي للأزمة، ومعلقاً بأن الولايات المتحدة في هذه الحالة قد تدرس “خيارات أخرى” . وأضاف أنهم مع ذلك ما زالوا يرون أن الحل السياسي هو المطلوب .

,