الرباط - حسن الأشرف
العربية نت
أكد الشيخ محمد الفزازي، أحد أبرز رموز ما اصطُلح عليه أمنياً وإعلامياً بالسلفية الجهادية في المغرب، في حديث مع "العربية.نت"، أنه يعكف حاليا على التحضيرات النهائية التي تسبق الإعلان عن تأسيس جمعية دعوية ذات نَفَس سياسي، لتتحول فيما بعد إلى حزب سياسي بنَفَس دعوي وديني، بهدف خلق منافسة شريفة للتيارات والهيئات السياسية الموجودة في الساحة.
ويرمي الفزازي، الذي كان معتقلا في قضايا الإرهاب قبل أن يحظى بعفو ملكي في شهر أبريل المنصرم، من إطلاق هذا الحزب الجديد إلى التصدي بمنهجية وتأطير واضحَيْ المَعالم لآفة الغلو والتطرف الفكري والديني خاصة عند عدد من الشباب الملتزم في المجتمع المغربي، وأيضا إلى محاربة مظاهر الفساد والاستبداد، فضلا عن الدعوة إلى القيم والخصال الأخلاقية الرفيعة.
التصدي للتطرف والفساد
وقال الشيخ محمد الفزازي لـ"العربية.نت" إن مشروع الجمعية ثم الحزب مشروع قائم، و"نحن بصدد وضع الأسس لهذا الكيان المرتقب"، مشيرا إلى أنه يأمل في أن يكون إضافة نوعية للمشهد الإسلامي الدعوي في البلد، وأن يكون في المستقبل القريب إضافة سياسية نوعية.
واسترسل الفزازي "إننا نريد الآن مُكَونا دعويا بنَفَس سياسي ليتحول إلى مُكَون سياسي بنَفَس دعوي، قبل أن يوضح طبيعة مهامه الراهنة التي تتمثل في البحث عن الأطر والكوادر الذين سيحملون هَمَّ المولد الجديد، ويرعونه حتى يترعرع وينمو، ويشتد عوده ليكون منافسا شريفا لكل التيارات والكيانات السياسية في البلاد.
وحول الحديث بأن حزبه سيأتي لمنافسة ومزاحمة حزب "العدالة والتنمية" ذي التوجه الإسلامي، والذي يقود الحكومة الجديدة الحالية، أفاد الفزازي بأن الحزب لن يكون بأي حال من الأحوال مخالفا مضادا لمن هم ينشطون في الساحة الآن، مثل العدالة والتنمية مثلا، بل "سيكون الاختلاف ـ إن شاء الله ـ اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد".
وعبَّر الداعية الإسلامي الشهير، بنبرة متفائلة، عن أمله في استقطاب هذا التنظيم المقبل، الذي يوجد في مرحلة المخاض، لمن لم يتم استقطابهم حتى الآن خاصة من الذين ستستهويهم برامجنا وتُغريهم تصوراتنا وبرامجنا الدعوية والسياسية، على حد تعبير الفزازي.
وزاد المتحدث بالقول إن أمله من وراء هذا التنظيم يتجلى أساسا في العمل على التأطير والترشيد، لتخفيف ما يوجد من بعض الغلو لا سيما في صفوف بعض المتدينين، مضيفا أن هذا التصدي للتطرف ومواجهته بحزم سيكون بمنهجية واحترافية ومهمة جماعية.
ولفت الفزازي إلى "أننا نضع على رأس سلم أولوياتنا الدعوة إلى قيم الإسلام الخالدة وأخلاقه؛ من حياء وعفاف وحشمة، ودفء أسري، وتعايش سلمي، وحفاظ على الاستقرار، ونهج أسلوب التغيير بالتي هي أحسن وبأقل الخسائر، فحربنا ـ يضيف الداعية ـ ستكون ضد الفساد والاستبداد بالأسلوب الحسن، وهو أسلوب الرفق والذكرى والتبصرة، والسلم والسلام.
وبعد أن قال الفزازي إنه سيكون على قدر تحمل المسؤولية في تأسيس التنظيم المقبل الذي سيرفع راية الوسطية والاعتدال، بعيدا عن التطرف والتسيب في كل شيء، خلص إلى أن الظروف السياسية الراهنة تسمح باتخاذ مثل هذه المبادرات، وأن الربيع العربي مركبة لكل المخلصين الراغبين في خدمة دينهم وبلدهم، قبل أن يجزم قائلا "لن نفوت الفرصة، وسنركب العربة، وكلها بركة بإذن الله".
وجدير بالذكر أن الشيخ محمد الفزازي، سبق أن اعتقل في إطار ملف "الإرهاب" على خلفية التفجيرات الأليمة التي استهدفت مدينة الدار البيضاء في مايو 2003، وحُكم عليه بـ30 عاما سجنا نافذا، قضى منها قرابة الثماني سنوات، قبل أن يُفرج عنه بعفو ملكي خلال شهر أبريل من العام المنصرم، وقد كشف الفزازي عن عدد من التراجعات الفكرية والإيديولوجية عن ما كان يعتقده من قبل.