أصدرت مع مطلع السنة الجارية مجموعة من الروايات المغربية عن دور نشر عربية بلبنان والجزائر وسوريا والأردن ومصر، وهي ظاهرة تستحق الانتباه وتفيد أن دور النشر المغربية مهتمة بالكتاب التجاري والمدرسي وتعرض عن الكتاب الثقافي، مما جعل الأدباء المغاربة من مختلف الأجيال، في مجالات الرواية والنقد والفكر يدفعون بكتبهم إلى ناشرين عرب، وفي ذلك سؤال يُطرح على الناشر المغربي الذي يدّعي ،في لقاءات كثيرة، بأنه يساهم في البناء الثقافي والواقع يكذبُ ذلك .
من بين هذه الإصدارات روايتين جديدتين للأديب نور الدين صدوق؛ الأولى بعنوان "مريض الرواية "عثمان يقرأ رواية الروايات"" عن دار النايا في دمشق ودار محاكاة، أما الثانية فتحمل عنوان "نثار الذاكرة "الإيقاعات الثلاثة لرواية مجنونة" " عن منشورات دال السورية .
كما صدرت لشعيب حليفي طبعة جديدة من روايته "رائحة الجنة" عن دار نايا، وقد جاءت بعد صدور طبعة جديدة أيضا من روايته "زمن الشاوية".
وحول روايته "مريض الرواية" يقول نور الدين صدوق: تعد "مريض الرواية"، روايتي الثالثة بعد "الكوندليني" و"الروائي".. ولا يمكنني القول بأنها تجربة مغايرة، وإنما تنخرط في مسار التوجه السابق صيغة ومادة، من حيث سؤال الذات وهاجس الكتابة..وقد تم تقسيم"مريض الرواية" إلى ثلاثة أسفار تتفرد بعناوين مستقلة، لولا أن ما ينتظمها ككل المكان.. وهو أساسا مقهى "لرويال" الذي يقع في مدينة شاطئية اختارت شخصية عثمان المتقاعد إمضاء الصيف فيها بشكل دائم..
والواقع أن الارتباط بهذه المدينة ناتج عن لحظات قوية ودالة من زمن الطفولة، تتحقق استعادتها..لذلك توازي الرواية زمنيا بين فترة السبعينيات وإلى غاية الألفية الجديدة.. وعلى السواء ثمة هذا الولع الدافق بالرواية، حيث إن تلقي حكايتها كبعد تخييلي يتوافق وقراءة نص "زوربا" اليوناني..
ولقد اخترت اللعب روائيا على فكرة المخطوط، والذي يدرج في السفر الثاني..وذلك بصيغة مغايرة لتخليق كتابة روائية تقول ذاتها ككتابة، وما يختلف عنها من حيث التوثيق للمكان توثيقا ثقافيا وحضاريا.. فـ"مريض الرواية" امتداد لكن في سياق التنويع الإضافي"..
أما شعيب حليفي فقد صرح بأن روايته "رائحة الجنة" في طبعتها الجديدة تأخذ نفسا جديدا في سياق الراهن ،كما لو أنه كتبها حديثا في فورة ما يجري وليس قبل عقد ونصف.
وأضاف قائلا : " إن مساهمة الإبداع - وتحديدا الرواية – في إنضاج الوعي ورسم الآفاق جَلِيّ وضروري، بدليل أن الكثير من النصوص الروائية العربية، منذ الستينات حتى الآن، قرأت وما تزال تقرأ مجتمعاتنا أحسن من التقارير المليئة بالافتراء والدجل".
.