من غير أدنى شك أنّ التسلط التربوي ينمي في الشخصية قيما لا أخلاقية سوداوية ، مثل البغضاء، الضغينة، الجمود، الكراهية، القلق، الخجل، الإضطراب، الإثم، مركب النقص، فقدان القدرة على التكيف، الإتكالية وروح الإنهزام.
أما على صعيد المعرفة فلا يمكن مطلقا لهذه التربية أن تنمي في الإنسان القدرة على الإبداع وحب التحصيل أو الميل إلى تأكيد الذات وحضورها ، بل على العكس سوف تجعل محاولاته لاثبات وجوده تعكس وجود أمراض و انحرافات و عقد نفسية اصلها و سبب نشأتها التسلط !
تربية الإكراه والتسلّط تؤدي حتماً إلى عملية هدم في الشخصية، وإلى حالة أزمة متواصلة ومستمرة تفقد فيها الشخصية مشاعر الإحساس بالأمن والإنتماء والثقة إلخ…
إنّ التربية التي تقوم على العُنف، والتعسُّف، والقهر، والتسلُّط، ومصادرة الحريّة و منع المبادرات، هي أقصر الطرق لتحطيم الفرد و مسخ انسانيته، وتدمير المجتمع ، و خلق ثغرات لا يمكن سدّها .
كما تسهم السلطوية التربوية في تنمية النزعة الفردية والأنانية عند الأطفال. و فرض الخضوع، وزرع الخوف، وإكساب الشعور بالضعف، والذنب، والعجز، والنقص، وعدم الثقة بالنفس.و تعمل على تعزيز إنطواء الفرد وإنزواؤه، وربما انسحابه من ميدان الحياة الاجتماعية.و تعزز صعوبات تكوين شخصيته المستقلة ذات المبادرة الحرة و تضعف قدرته على التعبير عن نفسه و أحلامه و طموحاته و ستنشأ كراهية السلطة في نفسه بشكل عام، وسلطة الوالدين بشكل خاص.
.