أعربت الخارجية الأميركية عن دعمها للمبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، ما يؤكد تكهنات سابقة بأن عرض الخطيب أكبر من مبادرة شخصية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "إذا كان لدى نظام "دمشق" أدنى اهتمام "بصنع" السلام، يتعين عليه الجلوس والتحدث الآن مع الائتلاف السوري المعارض، وسندعم بقوة دعوة الخطيب".
واستخدمت نولاند مرة أخرى التعبير نفسه الذي تردده منذ أشهر واشنطن التي تطالب برحيل الأسد قبل أي عملية انتقالية سياسية في سوريا.
وقالت المتحدثة الأميركية "نقول منذ وقت طويل ان الذين تلطخت أياديهم بالدماء في سوريا يجب أن يحاسبوا، لكن على الشعب السوري أن يحدد الطريقة التي سيحاسبون بها"، في إشارة إلى ضرورة رحيل الأسد.
وقال مراقبون إن عرض الخطيب كان مثل لغم لو انفجر كان سينسف دوره في قيادة الائتلاف، وهو بمثابة المجازفة الكبرى، لكنها مجازفة محسوبة.
ولفت هؤلاء إلى أن النقد الذي رافق تصريحات الخطيب حول التفاوض من داخل الائتلاف أو في ساحة المعارضة السورية، كان اقرب إلى الاستغراب والبحث عن سر هذا التحول النوعي.
ويضيف هؤلاء أن دعوة الخطيب إلى أن يكون فاروق الشرع هو محاوره من داخل النظام، كشفت ما وراءها.
وكانت تقارير سابقة قالت إن واشنطن تحبّذ الحل السياسي في سوريا على شاكلة السيناريو اليمني، أي أن يترك الأسد مكانه لشخصية مؤثرة في النظام تنهض بالحكم في المرحلة الانتقالية.
وسبق أن طرح اسم الشرع "73 عاما" من قبل كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة وتركيا، ليحل محل بشار الأسد .
وأعلن الشرع، الذي قيل إن الأسد وضعه تحت الإقامة الجبرية كردة فعل على الترشيحات السابقة، في كانون الأول أنه يؤيد حل النزاع عن طريق الحوار، مؤكدا ان خيار الحسم العسكري الذي اختاره الأسد لن ينجح.
وفي مقابلة نادرة مع الإعلام، قال فاروق الشرع إن أيّا من نظام الرئيس بشار الأسد و معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكريا في سوريا، داعيا الى "تسوية تاريخية" لإنهاء الأزمة.
وانضمت الجامعة العربية إلى قائمة المؤيدين لمبادرة الخطيب، وقال بيان في الموقع الرسمي للجامعة إن الأمين العام نبيل العربي عبر عن أمله في أن تتجاوب الحكومة السورية مع الدعوة إلى الحوار وأبدى استعداد الجامعة "لتقديم كل الدعم والرعاية اللازمة لتسهيل انعقاد مثل هذا الحوار."
وأضاف البيان ان العربي شدد "على ضرورة الاستفادة من أية فرصة متاحة لكسر دائرة العنف وحقن دماء الشعب السوري ووضع هذه الأزمة المستعصية على مسار الحل السياسي".
ويقول محللون إن عرض الخطيبِ الحوارَ كان بالونة اختبار لردود الفعل المختلفة، واتضح أن الجهة الوحيدة الرافضة للحوار هي النظام السوري.