هسبريس - هشام تسمارت
قال المفكر والمؤرخ السابق للمملكة، حسن أوريد، إن "الإعلام المغاربي كان للأسف الشديد في أغلب الأحيان عائقا أمام تجسير الهوة بين الشعوب المغاربية وطرح القضايا الثقافية المشتركة بين بلدانها".
وأضاف صاحبُ "الحديث والشجن" في الندوة المنظمة، السبت المنصرم بالرباط من لدنِ الجمعية المغربية لخريجي برنامج فولبرايت بمناسبة انعقاد مؤتمرها السنوي، أنَّ الجيل الجديد من الشباب المغاربيِّ يجهل بعضهُ البعض٬ محملاً المسؤولية الكبرى لِلإعلام المغاربي، خاصة أن جدارا ثقيلا يفصل بيننا وبين إخواننا في الجزائر، داعياً في الآن نفسهِ إلى إحياء مصطلح مغرب الشعوب، كشعور اِلتحمت بموجبهِ شعوب المنطقة في معارك التحرير٬ قائلا إنَّ"على الصحافة أن تعبد الطريق المحفوفة بالمخاطر التي تعصف بنا جميعا، لبناء غد أفضل يكون فيه للصحافة دور في تجسير الهوة".
من جهته جعل وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفَى الخلفي، تحقيق الاندماج الإعلامي المغاربي مرتهناً بإحداث تقارب بين هيئات التقنين والتشريعات ببلدان المنطقة، مردفاً أنَّ التطور الكمي للفضائيات وتطور قوانين الصحافة بالمنطقة، لم يواكبه تطور مؤسساتي وتشريعي وتقنيني٬ سيمَا في مجال السمعي البصري٬ في ظل غياب فضاء مغاربي للفاعلين في قطاع الاتصال.
القياديُّ في حزب المصباح رأَى في ذات الندوة المنظمة حول "الاندماج الإعلامي بالمنطقة المغاربية: هدف أسمى ووسيلة تعاون أكبر" ٬ أنَّ التقارب في ميدانِ الاتصال غدَا ضرورةً ملحة٬ معرباً عن أسفه لكون الإعلام المغاربي لم يتخلفْ عن دورهِ فقط في تحقيق الاندماج٬ وإنما كان عاملا في عرقلته وإشاعة التوتر بالمنطقة. قائلاً إنَّ هناك إرادة جديدة لتحقيق الاندماج بما يشرعُ الأبواب أمامَ فاعلي الشأن العام لوضع آليات وطرح برامج في هذا الإطار٬ على اعتبار أنَّ كسب رهان التحول للتلفزة الرقمية الأرضية في أفق 2015 كالتزام دولي يبقَى صعبا، حسبَ الخلفي، وسطَ غياب تعاون مغاربيِّ في المجال.
أما الأمين العام للاتحاد المغاربيِّ، الحبيب بنيحيى فأكد في مداخلته، أنَّ الحراكَ الذي تعرفه المنطقة المغاربية والشرق الأوسط٬ يتملِي التفكير بشكل عميق في إرساء نماذج إعلامية من شأنها تجنيب الجميع المزيد من المواجهات والقيام بدور جديد في تحقيق التقارب. حاثًّا علَى وسائل إعلام أكثر مسؤولية ومنخرطة في تحقيق المزيد من التفاهم بين الأمم٬ خاصة الجيران٬ والمزيد من التنسيق كي يتجاوز الإعلام٬ سواء المكتوب أو السمعي البصري٬ الاختلافات وتباعد وجهات النظر ويتوجه نحو المسقبل.
وفي سياقٍ متصل٬ أشارَ رئيس الجمعية المغربية لخريجي برنامج فولبرايت، عبد المجيد حجي٬ إلَى أن الواقع الجديد والإمكانيات التي أفرزها "الربيع العربي"، والإرادة الجديدة المعبر عنها لتجسيد الاتحاد المغاربي يطرح كيفية تحقيق الاندماج الإعلامي المغاربي، الذي يتأتى أساسا عبر التكوين وتجميع الموارد وتبادل الخبرات والمدونات المهنية والبرامج والأخبار وغيرها.
جدير بالذكر، أنَّ الجمعية المغربية لخريجي برنامج فولبرايت، تضمُّ أزيد من 1300 من قدماء الخريجين الذينَ استفادُوا من اللجنة المغربية الأمريكية للتبادلات التربوية والثقافية وبرنامجي فولبرايت وهامفري في المغرب، وتسعَى منذ إحداثها سنة 2004 إلى العمل لأجل تنمية المغربِ، من خلال خبرة أعضائها وإرساء شراكات٬ إلى جانب الرقيِّ بالتعاون والتفاهم المتبادل والتقارب بين الشعبين المغربي والأمريكي.