هسبريس – هشام تسمارت
قالت مجلة ليكسبريس الفرنسية، إنَّ تياراً ذا حضورٍ متنامٍ وسطَ العدل والإحسان غدَا يميلُ إلى تحويل الجماعة التي أسسها الشيخ الراحل الراحل عبد السلام ياسين بدايةَ الثمانينات إلَى حزبٍ سياسيٍّ،علَى غرار حزب العدالة والتنمية.
بيدَ أن مكمنَ الاِختلافِ حسبَ ليكسبريس؛ هوَ أنَّ حزبَ المصباح كانَ على الدوام قابلاً بالملكيةِ، فيمَا يتجسدُ أكبرُ رهانٍ أمامَ ورثة ياسين فِي مسألة الاعتراف بإمارة المؤمنين للملكِ المغربي من عدمهَا، والإقرار بنسبهِ الشريف وانتمائه إلى سلالة النبي، في الوقتِ الذي يدعُو فيهِ منتسبُو الجماعة إلى دولةٍ خلافة ذات قيادتين، أولاهما بزعيمٌ سياسي، والثانية بمرشدٍ دينيٍّ.
وزادت المجلة الفرنسية أنَّ من وصفتهم بــ"أيتام ياسين"، سيظطرونَ إلى اتخاذ خيارٍ، قد يتحولونَ بموجبه إلى جمعية دينية شأنها شأن باقي الجمعيات، أو يؤسسونَ حزباً سياسياً، يقتضِي الاعتراف بإمارة المؤمنين، التي تعدُّ واحدةً من مرتكزات النظام الملكي بالمغرب.
وبشأن مركزية الزعيم الراحل للجماعة، أردفت ليكسبريس أنَّ "العدلَ والإحسان" أنشات قبلَ سنواتِ مضت مؤسسات تتيحُ لهَا الاِشتغالَ بمعزل عن زعيمهَا الكاريزمي، كمجلس الإرشاد، الذي يديرُ الشأنَ الروحيَّ ومختلفَ الأمور المتصلة بالتوجهات الدينيةَ، والدائرةَ السِّيَاسيةَ المضطلعة بمهمةَ الإشرافِ علَى البنية التنفيذية والجانب المتعلق باتخاذ القرار، يقولُ عبد الله الترابي، المختص في الجماعات الإسلامية بالمغرب، فالجهازانِ يُدَارانِ حسب الباحث بشكلٍ جماعي، دونَ أن يكونَ ذلكَ مؤشراً على وجودِ أزمة.
في السياق ذاته، قالت ليكسبريس إنَّ الطريقةَ الَّتِي أديرَ بهَا الانتقالُ عقبَ وفاة الشيخ ياسين، يخلفُ انطباعاً مفادهُ أنَّ الأمورَ قد تمَّ تحضيرُهَا منذُ فترة ليست بالقصيرة، إذ يعدُّ محمد العبادي واحداً من المتوافق حولهم في الجماعة حاليًّا، في ظلِّ انعدامِ آمال نجلة الشيخ، نادية ياسين، رغمَ خلقِها للحدث قبلَ سنوات، عندمَا قالت إنَّ النظامَ الجمهوريّ أصلحُ للمغرب.