نجوم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يتفاعلون مع الجمهور

مراكش- بعيدا عن قاعات السينما وخارج الصالات يعيش مهرجان مراكش الدولي للفيلم عديد الأحداث والمواقف الطريفة التي رصدتها العيون وسجلتها الكاميرا، ولعل التفاصيل الصغيرة التي حصلت خلال الدورة الـ12 من المهرجان تجعل منها دورة متميزة واستثنائية بكل المقاييس، لحظات عاشها الجمهور مع نجوم الفن السابع وخصوصا الأسماء التي صنعت مجد "بوليود الهندية " المكرّمة هذا العام، بالإضافة إلى أسماء مغربية سجلت حضورها في المحافل الدولية.

نجوم السينما الهندية تفاعلوا مع الجمهور المراكشي بكل عفوية وتلقائية، فالممثل "شاه روخان"، في يوم تكريم سينما "بوليود" أصرّ على تحيّة جمهوره المغربي من قلب ساحة جامع "الفنا" الشهيرة، بعد أن صعد إلى المنصة وترك جمهوره يختار أي دور سينمائي يريدون أن يؤديه لهم، كما رقص نجم الرومانسية الهندية التي تجعل من المستحيل ممكنا، وتفاعل مع جمهوره الذي هبّ بالآلاف لرؤية نجمهم الذي طالما أدخلهم إلى "مدرسة الحب" في سويعات سينمائية. ومن الطرائف التي شدّت الانتباه سقوط وشاح مديرة المهرجان "مليتا طوسكان دوبلانتيني" عندما أرادت أخد صورة تذكارية مع النجم الهندي "شاه روخان"، الذي سارع حارسه الخاص لحمل وشاح الفرنسية وإعادته إليها.

هذا ولم يخف بعض نجوم بوليود٬ خاصة ممن تم تكريمهم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش٬ رغبتهم في تصوير أفلام بالمغرب٬ نظرا لإعجابهم الشديد بالمملكة وللإقبال الكبير للجمهور المغربي على السينما الهندية.

الممثلون المغاربة، بدورهم، كان لهم نصيب من حب الجمهور كما كان لهم كواليسهم الطريفة التي ضمها الفندق الذي يقيمون فيه، فبشرى أهريش، كانت نشطة طيلة أيام المهرجان، وتفرق الابتسامات بالعدل بين زملائها في المهنة.. أهريش التقطتها عدسات في إحدى ممرات الفندق، خارجة من غرفتها، وهي حافية القدمين، وتحمل نعليها وتسرع كي لا تتأخر على البساط الأحمر الذي يمر منه النجوم، للدخول إلى قصر المؤتمرات حيث تدور فعاليات المهرجان.من جهته كان الفنان الكوميدي محمد الخياري حاضرا في دورة الفيلم الدولي بمراكش، حيث طبعت تهكماته على السياسة والسياسيين أغلب التصريحات التي أدلى بها للصحافيين.

أما الراقصة نور فقد فضلت أن ترتدي أثوابا تعبر عن مهنتها المرتبطة بالرقص، مع وضع أقراط في أذنيها تحمل اسمها. نور أو نور الدين كما هو مُدون في جواز السفر، ظلت طوال يوم الافتتاح توزع القبل، وهي تتحدث بصوت خشن عن مهرجان مراكش الذي قالت عنه إن له الفضل في شهرتها لأنه "المهرجان الذي ترعرعت فيه وعُرفت بفضله عند الجمهور الواسع". من جهته أصر الممثل هشام بهلول أن يعلن عن رسالته الخاصة للعالم، وهو يسير على السجاد الأحمر في افتتاح المهرجان.

هذا في الوقت الذي استعرض الممثل العالمي محمد القيسي، بعض فنياته في القتال مع أحد زملائه، ملفتا إليه الانتباه من طرف جمهور مهرجان مراكش الذي تابع حركات القيسي باهتمام كبير. القيسي شارك في العديد من الأفلام العالمية مع مشاهير "هوليود" مثل ما هو الحال حينما شارك في بطولة فيلم "كيك بوكسينغ" مع الممثل العالمي كلود فان دام.

"الهجوم" و"جمع الفطر" ولحظة الوصول إلى النجمة

من الأفلام التي شدّت الانتباه وتميّزت في هذه الدورة كان فيلم "الهجوم" للمخرج اللبناني زياد دويري٬ الذي تم عرضه الأربعاء وفيه مقاربة لخلفيات الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي كأحد أعقد الصراعات السياسية والإديولوجية في عالم اليوم٬ من خلال رؤية فكرية تراهن على تجاوز الخطاب الأخلاقي والكشف عن البعد المأساوي والإنساني لهذا الصراع.

يحكي الفيلم٬ الذي يستوحي أحداثه من رواية ياسمينة خضرة٬ وهو من إنتاج فرنسي لبناني قطري مصري وبلجيكي مشترك٬ قصة أمين جعفري الجراح الإسرائيلي ذو الأصول الفلسطينية٬ والذي يعيش في تل أبيب مندمجا في المجتمع الإسرائيلي٬ ويحيا حياة طبيعية سرعان ما سوف تنقلب جذريا حينما تخبره الشرطة الإسرائيلية بتورط زوجته سهام في هجوم انتحاري بواسطة قنبلة أودت بحياة 17 شخصا من المواطنين.

كذلك يمكن ذكر الفيلم الأستوني "جمع الفطر"٬ للمخرج توماس هوسار كعنوان بارز للترشيحات والفيلم عبارة عن نقد للسياسة حينما تتجرد من جوهرها وعمقها الإنساني من خلال فكاهة سوداء. وفي هذا الاتجاه اعتمد فيلم "جمع الفطر" حبكة درامية ترتكز على الشخصيات والمواقف المفارقة٬ ليتطور في اتجاه نقد اجتماعي وثقافي لاذع وساخر للسياسة ومشاهيرها عموما٬ ولوسائل الإعلام التي تهيمن بقوة على مفاصل مجتمع اليوم.

"جيمس غراي" يريد اكتشاف المغرب

المخرج الأميركي" جيمس غراي"، عضو لجنة تحكيم بالمهرجان عبّر عن إعجابه الكبير بالمغرب، رغم أنه كان لا يعرف جيمس غراي الكثير عنها٬ لكن مجرد معرفته بأن المخرج الكبير مارتن سكورسيز صور اثنين من أفلامه بالمغرب تحفزه على التفكير في تصوير مشروع سينمائي بالمملكة يوما ما. ومن موقعه داخل لجنة تحكيم الدورة 12 لمهرجان مراكش٬ لا يخفي المخرج الاميركي إعجابه بجودة الأفلام المشاركة في المسابقة٬ مع التزامه بواجب التحفظ الذي تتطلبه صفته كحكم بسينما جادة.

هذا ويعد "جيمس غراي" أحد الضيوف المنتظمين لمهرجان كان٬ إذ شارك بأفلامه الثلاثة الأخيرة في مسابقة المهرجان٬ وكان عضوا في لجنة تحكيم دورة 2009٬ التي ترأستها الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير٬ المحتفى بها من طرف الدورة الحالية لمهرجان مراكش. أخرج جيمس غراي "أوديسا الصغيرة" "1994" و"الساحات" "2000" و"نحن نملك الليل" "2007" و"عشيقان" "2008" و"العندليب" "2012".