نجاح محمد علي
تثير الزيارة التي قام بها الرئيس الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني، الثلاثاء، إلى سجن إيفين (شمال العاصمة طهران)، للقاء نجليه فائزة ومهدي، سجالاً داخل إيران وخارجها خصوصاً في أوساط الإصلاحيين.
ونقلت الصحف الإيرانية، الأربعاء، أن رفسنجاني، الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي كان يوماً أعلى سلطة ترسم السياسات الاستراتيجية في إيران، وصل في الساعة السابعة من مساء أمس الثلاثاء إلى سجن إيفين، والتقى في غرفة خاصة نجليه فائزة ومهدي.
وأبلغت مصادر في مجلس تشخيص مصلحة النظام، "العربية.نت" أن زيارة رفسنجاني للسجن، سبقتها تحضيرات واتصالات مكثفة قام بها مدير مكتبه الخاص وشقيقه، محمد هاشمي رفسنجاني، مع رئيس السلطة القضائية، آية الله صادق لاريجاني آملي، ومع رئيس الادعاء العام في البلاد، حجة الإسلام غلام حسين أجئي، لكي لا تمنح الزيارة بعداً سياسياً في خضم النقاشات الجارية حول الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو/حزيران العام المقبل.
وكانت فائزة رفسنجاني، عضو البرلمان سابقاً، نقلت في سبتمبر/أيلول المنصرم إلى السجن لتقضي عقوبة السجن 6 شهور بتهمة نشر "دعاية ضد النظام"، بعد أن أدينت في يناير/كانون الثاني وصدر ضدها حكم بالسجن، بسبب مقابلة أجرتها مع موقع إخباري معارض انتقدت فيه انتهاكات حقوق الإنسان والسياسة الاقتصادية في إيران.
واعتقلت السلطات مهدي رفسنجاني أيضاً بعد عودته من بريطانيا، بعد يومين من اعتقال شقيقته. وجاء الاعتقال بعد تحقيق معه استمر ساعات في المطار، إثر وصوله إلى طهران من دبي آتياً من بريطانيا حيث كان يعيش منذ 3 سنوات.
وأصدر القضاء الإيراني مذكرة اعتقال بحق مهدي هاشمي في العام 2010. ووجه له الادعاء 4 تهم خطيرة هي التجسس للأجانب وزعزعة الاقتصاد وتخريبه، والتلاعب في عقود النفط خلال فترة رئاسته، إضافة إلى دوره في التحريض على الاحتجاجات التي اندلعت بُعيد الإعلان عن الانتخابات الرئاسية، التي أجريت في يونيو/حزيران عام 2009.
وهذا الشهر، زار رفسنجاني نجله مهدي في المستشفي بعد ما نقل إليه من السجن، بسبب ما تقوله أسرته إنها أزمة في القلب والشرايين، وهو ما رفضه الادعاء العام، معترفاً أن مهدي معتقل في زنزانة خمس نجوم انفرادية، ويعامل بطريقة مختلفة عن باقي نزلاء السجن.
ونشرت وسائل الإعلام آنذاك صورة تظهر رفسنجاني في المستشفى إلى جانب ابنه، الذي يقول إنه يعاني من أزمة في قلبه تعود إلى معاناته منذ فترة الحرب الإيرانية العراقية".
ويعتقد الاصلاحيون وكثير من العارفين بالشأن الإيراني أن رفسنجاني (78) عاماً وافق على عودة نجله مهدي، لأنه كان يخطط للعودة مجدداً إلى الساحة السياسية، والترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويسعى المحافظون بكل تياراتهم، وفي ظل هيمنتهم على البرلمان، إلى إحباط هذا المخطط، وهم يطالبون بإجراء تعديلات على قانون الانتخابات الرئاسية، ومنها أن لا يسمح لمن تجاوز سن الـ (75) التقدم لخوض الانتخابات الرئاسية.
ويقول الإصلاحبون إن القانون فصلت تعديلاته لحرمان رفسنجاني ومرشحين إصلاحين آخرين من خوض سباق الانتخابات الرئاسية، وضمان فوز مرشح يريده المرشد آية الله علي خامنئي الذي أنشأ بعد الانتخابات الرئاسية السابقة مجلساً جديداً لفض الخلافات بين السلطات الثلاث: القضاء والرئاسة والبرلمان، (وكانت من صلاحيات رفسنجاني في تشخيص مصلحة النظام)، وعهد برئاسته إلى رئيس القضاء السابق محمود هاشمي شاهرودي.