هسبريس من الرّباط
قال عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، إن "هجوم الصحافة الجزائرية على المغرب، مؤخرا، أصاب المتتبعين بالإحباط.. خصوصا في قضية اتهام الملك بمسؤوليته عن ملفات مخدرات"، واصفا ذات الأمر بـ "النقاش السيئ ومنحط الذي يمكن أن يسمم العلاقات المغربية الجزائرية".
وزاد بنعتيق، الذي كان أحد ضيوف برنامج "ملف للنقاش" لقناة ميدي 1 تي في، أن الجزائر "تدّخر 184 مليار دولار في البنوك الأجنبية، بفائدة ضعيفة، وهي أموال يجب أن توجهها نحو مشاريع مندمجة مع المغرب وباقي بلدان المنطقة، وهو ما يمكن أن يحوّل البلدين الجارين إلى قوة اقتصادية كبيرة".
وزاد الأمين العام للحزب العمالي أن المغرب "يعد ثاني زبون للجزائر، حسب إحصائيات 2011، إضافة إلى كون عائدات الجزائر قوية على مستوى العملة الصعبة.. وستكونالمستفيد الأكبر من الاندماج مع المغرب، إلا أن المشكل الحقيقي سياسيّ بالدرجة الأولى وليس اقتصاديا، على اعتبار أن الدولة الجزائرية هي سجينة مافيا تدير البلاد"، داعيا إلى حضور قوي للتيار الاصلاحي من أجل "إعطاء هيبة للدولة الجزائرية في الاقتصاد والسياسة".
و قال محمد تاج الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إنه "لا يمكن التفكير آلية اندماج تدريجي بين المغرب والجزائري، انطلاقا من منطقة التبادل الحر واتحاد جمركي واتحاد اقتصادي ثم سوق مشتركة، دون ضمان حرية عبور الأشخاص والخدمات والمواد بين الأقاليم المعنية، أي فتح الحدود.. على اعتبار أن المغرب والجزائر محورين مركزييْن لمنطقة شمال افريقيا، بفضل عدد السكان والوضع الاستراتيجي والجغرافي".
كما أشار الحسني إلى أن فتح الحدود بين البلدين، والمضي نحو اندماج مشترك متدرج، من شأنه أن "ينعكس على نسبة النمو والبطالة لكلا الدولتين"، ساندا قوله بتقرير لمؤسسة "كارنجي" يورد أن نسبة البطالة في صفوف الشباب دون الـ30 بكل من المغرب والجزائر وتونس "يبقى مرتفعا، (تونس 72% والمغرب 69% والجزائر 75%)، وهو "أمر خطير يستدعي إنشاء 20 مليون فرصة عمل بالمنطقة في أفق عام 2020" يورد ذات المتحدّث من على ميدي1 تي في.
واعتبر تاج الدين الحسني أن المحور المركزي لبناء اندماجي بين المغرب والجزائر هو "التعاون القطاعي في صناعات السيارات والسياحة"، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على نصف احتياطي الفوسفاط العالمي، وأن فكرة شراكة شركة "سوناطراك" الجزائرية مع المكتب الشريف للفوسفاط المغربي ستمكن البلدين من "همينة حقيقية على سوق الفوسفاط العالمي، خصوصا في دول مستهلكة كبرى كالهند والصين".
ودعا ذات الأكاديمي النظام الجزائري إلى "المرور لمرحلة التعاون الحقيقي"، معتبرا أنّ "كل مجموعة لا تقل عن 100 مليون نسمة،لم تحقق اندماجها، سيكون مصيرها الضياع أو العزلة والتهميش".
وقال عثمان تازغارت، الكاتب والمحلل السياسي الجزائري والخبير في الشؤون المغاربية، إن الدولة الجزائرية "طوت صفحة علاقاتها مع المغرب، بعد أن فتحتها السنة الماضية، بمجرد أن خفت ضغوط الربيع العربي، خصوصا بعد الانتخابات"، معتبرا أن "السبب الحقيقي وراء غلق الحدود بين البلدين هو طبيعة الاقتصاد الجزائري الذي تحول من الاشتراكية إلى الرأسمالية المهيمنة، وليس على خلفية المنطق العدائي القديم أو قضية الصحراء..".
ضات المتحدث الجزائري اعتبر أن "فتح الحدود، ومعها السوق، وتنمية الموارد الاقتصادية الجزائرية، هو في حد ذاته ضد من مصلحة الجزائر، لأن المستفيدين من الاقتصاد الموازي، الذي يعادل 3 أضعاف الاقتصاد الرسمي، ستضيع مصالهم.. والوضعية الحالية هي ضرر موجه ضد الشعب الجزائري قبل المغرب.. كما أن مصالح المؤسسة العسكرية المهيمنة على النظام الجزائري مرتبطة باقتصاد التهريب.. لذلك فهي لا تريد أن يحدث تغيير في بنية الاقتصاد الحالي حتى يستمر ذات الوضع".