هسبريس من الرباط
وصل الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، في أول زيارة عمل رسمية له إلى المملكة العربية السعودية منذ توليه العرش عام 1999، حيث يستقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قصره بمدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، وذلك ضمن جولة خليجية للملك ستمتد إلى بلدان الكويت والإمارات وقطر والأردن.
ووصف مراقبون زيارة الملك إلى هذه الدول الخليجية الرئيسية بكونها "نادرة" نظرا لما عُرف عن العاهل المغربي من توجه لمتابعة القضايا الوطنية في البلاد، بتدشين شخصي لمشاريع وإطلاق أشغال خلال جولاته العديدة، فيما يتخلف بشكل مُلفت عن حضور اللقاءات والمؤتمرات الدولية، حتى بات شعار "تازة قبل غزة" ملتصقا برؤية الملك للأوضاع وتركيزه الأكبر على مجريات الأمور بالداخل قبل العناية بالخارج وسياقاته.
وفي سياق ذي صلة كشفت مصادر إعلامية سعودية مُتطابقة أن الملك محمد السادس سيقوم خلال زيارته للبلد بأداء مناسك العُمرة قبل التوجه نحو باقي البلدان الخليجية موضوع زيارته الرسمية.
ويهدف تحرك الملك أساسا إلى جلب استثمارات خليجية كبيرة إلى البلاد، فضلا عن المساهمة في برامج تمويل، على شكل هبات، لمشاريع التنمية بالمغرب في إطار الشراكة الاستراتيجية المبرمة بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي، وهي الهبات التي تصل إلى مليار دولار أمريكي سنويا، خلال الفترة ما بين 2012 و2016، بمجموع يصل إلى 5 ملايير دولار.
جدير بالذكر أن المغرب غالبا ما كان يلجأ إلى السعودية لضخ أموالها في شرايين الحياة الاقتصادية والمالية بالرباط، حيث سبق للرياض أن قدمت هبة ناهزت 500 مليون دولار من أجل تخفيف تداعيات الفاتورة النفطية الباهظة على ميزانية المغرب، كما قدمت هبة من ملايين الدولارات للمساعدة على مواجهة آثار الفيضانات التي ألمت بالمغرب قبل سنوات، علاوة على مساهمتها في تمويل مشروع القطار السريع "تي جي في" الذي سيربط بين البيضاء وطنجة.