شدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأربعاء خلال استقباله وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي على ضرورة التعاون الثنائي مع طهران "لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة".
وذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء أن المالكي أكد خلال استقباله وحيدي "على ضرورة التعاون الثنائي بين البلدين لتثبيت الامن والاستقرار في المنطقة، ومكافحة الارهاب".
وشدد رئيس الوزراء على أن "ما تشهده المنطقة يتطلب المزيد من التفاهم والتنسيق بما يحمي بلدانها من التحديات التي تواجهها".
ونقل البيان عن المسؤول الإيراني تأكيده على "استعداد الجانب الإيراني للتعاون مع العراق في المجالات كافة، بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة".
وجاءت زيارة وحيدي الى بغداد بعد يوم من اعلان السلطات العراقية أنها أمرت وللمرة الاولى الثلاثاء طائرة شحن ايرانية كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران بالهبوط لتفتيشها في مطار بغداد قبل ان تسمح لها باكمال رحلتها.
وكان هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي أعلن في تصريحاتٍ نُشِرت الأحد أن بغداد عازمة على تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة عبر أجواء البلاد إلى سوريا.
وجاء في تقرير أميركي ان خطة العراق في تفتيش الطائرات الإيرانية المارة عبر أجوائه الى سوريا قد تكون ترضية للولايات المتحدة إلا أنها في الوقت نفسه تبين كيف أن الأزمة السورية دفعت رئيس الوزراء نوري المالكي الى موازنة دقيقة بين حليفيه الرئيسيين، فعندما واجه المالكي هياجا برلمانيا هذا العام اعتمد على طهران في سحب نفوذها عن بعض السياسيين.
لكن بعد ان اشتكت الولايات المتحدة علنا من ان إيران تستخدم المجال الجوي العراقي في نقل السلاح والرجال لمساعدة الاسد في مقاتلة الثوار المدعومين من الغرب، أبلغت بغداد واشنطن بأنها ستقوم بتفتيش الطائرات الايرانية عشوائيا.
وقال زيباري إن السلطات العراقية أكدت "للمسؤولين الأميركيين أن الحكومة عازمة على إنزال الطائرات الإيرانية وإجراء كشف عشوائي"، مضيفاً أن بغداد أبلغت طهران أيضاً "بضرورة وقف الرحلات" التي قد تحمل معدات عسكرية إلى سوريا.
وأثار الجانب الأميركي غير مرة عبر تقارير إعلامية ولقاءات رسمية مع مسؤولين عراقيين قضية المساعدات العسكرية الإيرانية التي تمرّ إلى سوريا عبر العراق.
وجدّدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مطالبةَ بغداد باتخاذ إجراءاتٍ أكثرَ صرامةً فيما يتعلق بتنفيذ العقوبات الدولية على طهران ودمشق وذلك خلال لقائها الثلاثاء مع نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وتشكل الازمة السورية والاضطرابات الطائفية هناك، علامة استفهام كبيرة حول كيفية نجاح المالكي بعلاقاته المستقبلية مع واشنطن و طهرانفي آن واحد.
وتعد علاقة المالكي بالأسد معقدة أساسا، فخلال ذروة التمرد في العراق انتقد قادة العراق دمشق لسماحها بتدفق المسلحين الأجانب بضمنهم مقاتلو القاعدة عبر الحدود الصحراوية بين البلدين، كما ان اعضاء في حزب البعث العراقي كانوا قد لجأوا الى سوريا.
ويهدد انهيار الاسد وصعود نظام معاد قد يهدد المالكي ويدفعه اكثر باتجاه ايران التي بدورها قد تزيد من تركيزها على بغداد إذا ما خسرت دمشق.
ويقول كينيث بولاك من معهد بروكلين لسياسة الشرق الاوسط في واشنطن "اشك بان الإيرانيين سيفزعون كثيرا بسبب انهيار سوريا وخسارة حليفهم، بل إنهم سيزيدون جهودهم في العراق. كلا الأمرين سيجعلان من الصعب على المالكي اتخاذ مسلك مستقل".