أغادير - خديجة الفتحي
يستعد المجلس الانتقالي للحركة الوطنية لتحرير أزواد لإصدار وثيقة سياسية هي بمثابة إعلان مبادئ، سيحدد من خلالها ملامح مشروع دولته التي يناضل من أجل تكريسها ضمن ما يعتبره حدوداً جغرافية تاريخية للطوارق في شمال مالي.
وقال موسى آغ الطاهر، المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية في حركة أزواد، في حوار مع "العربية.نت"، أن الحركة ستؤكد التوجّه العلماني والديمقراطي لدولتها، كما ستشدد على احترام حرية المرأة وحقوق الإنسان من حرية فردية وحرية الرأي والتعبير وحرية المعتقد.
"مالي تؤمن ملاذات آمنة للقاعدة"
ووصف الطاهر من يقف ضد ثقافة شعبه ويريد فرض الشريعة على الطوارق بأنه ليس "طوارقياً"، في إشارة إلى قائد تنظيم "أنصار الدين"، معتبراً أن حكومة مالي هي مَنْ هيأت لتنظيم القاعدة ملاذات آمنة في أزواد منذ أكثر من 10 سنوات، ودعمت تجار المخدرات الذين أنشأوا، حسب تأكيده، حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة يتمتع أيضاً بدعم مالي ولوجستيكي من طرف بعض الجهات الإقليمية التي لها مصلحة في الإبقاء على عدم الاستقرار بالمنطقة، مؤكداً على أن هناك فرقاً واضحاً في المنطلقات والأهداف بين حركته وتنظيم القاعدة، التي لا ينتمي أغلب أعضائها لشعب الطوارق.
وأوضح أن انسحاب "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" من المنطقة بعد إعلان استقلالها عن شمال مالي لا يعود إلى تفوق التنظيمات الإرهابية عليهم، بل كان انسحاباً تكتيكياً لتلافي المواجهة الدموية، خاصة أن هذه التنظيمات تتخذ من السكان دروعاً بشرية.
مؤامرات دولية
وأكد الطاهر أن مطالبة الطوارق بالاستقلال عن مالي ليست وليدة الربيع العربي، "فالشعب الأزوادي كان الأشد مقاومة للاستعمار الأجنبي عبر التاريخ، كما أنه رفض خيار الاندماج مع مالي الذي فرضته فرنسا سنة 1957".
وذكّر بأن نضالات الشعب الأزوادي توّجت في أكثر من مرة باتفاقيات موقعة مع حكومة مالي بضمانات وسطاء إقليميين ودوليين كالجزائر وفرنسا، مشيراً إلى أن هذين البلدين ظلا منحازين لمالي.
كما اشتكى من أن شعب الطوارق ظل يتعرض للمؤامرات وبتزكية دولية وإقليمية، حسب قوله، لم يكن همّها من وراء الإشراف على توقيع الاتفاقيات سوى الحفاظ على استقرار الرحل للتحكم فيهم، أو دفعهم نحو الانقراض لأجل تثبيت المصالح الاقتصادية لهذه القوى بالمنطقة.
واتهم الطاهر حكومة باماكو بـ"تبني استراتيجية سياسية تستهدف ترسيخ سياسة التمييز العنصري بين مَنْ ينعتونهم بالسود والطوارق الذين ينعتونهم بالبيض".
وشرح أن المسار النضالي لشعب أزواد استمر طيلة نصف قرن وانتقل في العقد الأخير من المطالبة بالحكم الذاتي إلى المطالبة بالاستقلال التام، بعد استنفاد كل الأشكال الديمقراطية الممكنة.
وختم قائلاً إن شعب أزواد سيظل عازماً على بناء دولته الوطنية، وذلك عبر حركته الوطنية الشعبية الديمقراطية المكوّنة من ذراع سياسية وعسكرية تعبران عنه مجلس انتقالي.