و م ع
كشف تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن عدد كبار السن في العالم يتزايد بمعدل أسرع من أية فئة عمرية أخرى٬ مسجلا أنه بحلول العام 2050 سيكون جيل كبار السن أكثر عددا من سكان العالم دون سن الخامسة عشر.
وجاء في التقرير الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للمسنين لهذا العام (فاتح أكتوبر من كل سنة) تحت عنوان (الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين .. فرصة للاحتفال ومواجهة التحدي) أنه يوجد حاليا أكثر من 700 مليون شخص عبر العالم تبلغ أعمارهم أكثر من 60 سنة ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بحلول سنة 2050 ليصل إلى ملياري شخص أو ما يعادل 20 بالمائة من سكان العالم وهو ما سيتجاوز بكثير عدد الاطفال في العالم في هذا التاريخ.
وتوقع التقرير الأممي الذي وزعه المكتب الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة اليوم الأحد ٬ أن يتجاوز عدد كبار السن خلال العشر سنوات المقبلة حاجز المليار شخص بزيادة تقارب 200 مليون نسمة على مدى العقد٬ مضيفا أن شخصين من بين كل ثلاثة أشخاص في سن الستين أو أكثر يعيشان في يومنا هذا في البلدان النامية والبلدان ذات الاقتصادات الناشئة٬ وبحلول عام 2050 سيرتفع هذا الرقم إلى قرابة أربعة أشخاص من بين كل خمسة.
وسجل التقرير أن سرعة شيخوخة السكان والزيادة المطردة في طول عمر الإنسان في جميع أنحاء العالم تعتبر من أعظم التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في هذا العصر ٬ مشددا على ضرورة الحرص خلال تشكيل خطة الأمم المتحدة للتنمية لما بعد عام 2015 على وضع تصور جديد يجعل الشيخوخة تنسجم مع النمو الاقتصادي والاجتماعي٬ ويحمي حقوق كبار السن ويدمجهم في المجتمع من خلال تطوير وسائل نقل يسهل استخدامها ومجتمعات يسهل الوصول إليها وكفالة توافر الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية المناسبة أو أيضا من خلال توفير أرضية مناسبة للحماية الاجتماعية.
وحذر التقرير من أنه إذا لم تعالج هذه المسائل على الفور فقد تكون لها عواقب سيئة على البلدان غير المستعدة لمواجهتها مذكرا أنه ينبغي للسكان في كل مكان أن يشيخوا بكرامة وفي ظل الشعور بالأمن وأن يتمتعوا بحياتهم من خلال اعمال حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
ووفقا لتقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان فإن بلدانا كثيرة أحرزت تقدما مهما فيما يتعلق باعتماد سياسات واستراتيجيات وخطط وقوانين جديدة بشأن الشيخوخة مشيرا إلى انه خلال السنوات العشر الماضية طبق حوالي مائة بلد نظما غير اكتتابية للمعاشات التقاعدية اعترافا منها بالفقر المصاحب للشيخوخة.
وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أنه طرأ تغيير جذري على التركيبة السكانية في العالم فى العقود الأخيرة ٬ ففي الفترة ما بين 1950 و 2010 ارتفع العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم من 46 سنة إلى 68 عاما ويتوقع أن يزيد ليبلغ 81 عاما بحلول نهاية هذا القرن.
ويفوق عدد النساء عدد الرجال في الوقت الحالي بما يقدر بنحو 66 مليون نسمة فيما بين السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة أو أكثر٬ ومن مجموع من بلغوا 80 سنة أو اكثر يصل عدد النساء إلى ضعف عدد الرجال تقريبا٬ ومن بين المعمرين الذين بلغوا من العمر 100 سنة يصل عدد النساء إلى ما بين أربعة أو خمسة أضعاف عدد الرجال.