بعد أن أصحبت الدراما التركية وجبة أساسية على جميع القنوات الفضائية المصرية، الأمر الذي أثار المخاوف لدى صناع الدراما المصرية من تأثيرها على الذوق العام وصناعة الدراما في مصر.
المخرج محمد فاضل، يرى أن الدراما التركية التي باتت تنتشر بقوة على الشاشات المصرية المختلفة، هي ظاهرة تمس الأمن القومي، مؤكدا أن الأمن القومي ليس جيوشا تتحرك على الحدود تتحرك ، ولكن لغة ولهجة وثقافة وتقاليد، مطالبا وزير الإعلام بعقد مؤتمر لعمل استراتيجية لمواجهة الدراما غير المصرية والتي تمس هذا الأمن.
فاضل أضاف، في لقاءه مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج صباحك يا مصر على قناة دريم، أن الدراما التركية المدبلجة تسعى لإضعاف اللهجة المصرية العامية أمام اللهجة الشامية، مؤكدا أن خطورة المسلسلات التركية تتمثل في "الدبلجة" باللغة الشامية والتي تجعل المشاهد "الأمي" يستشعر أن الممثل عربي فيتقبل منه أي سلوك دون تحليله.
وكشف أن الدراما التركية تباع بأسعار أقل كثيرا من المسلسلات المصرية، ولذا فإن القنوات الفضائية تقبل عليها بكثرة دون مراعاة ما تبثه من قيم .
ومن جانبها، قالت الدكتورة سهير عثمان، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الدراما التركية تحولت إلى "أفيونة" لتنويم الشعب المصري، وأنها تحمل "أجندة خفية" للإلهاء من أجل أغراض سياسية، مثلما كان يحدث قبل الثورة عن طريق المباريات الرياضية.
عثمان حذرت من القيم والأخلاقيات السلبية التي تبثها هذه الدراما، مثل زنا المحارم في مسلسل “العشق الممنوع” وكيف تقبل المجتمع أن يحب شخص زوجة عمه، كما أنها تقود إلى انهيار العلاقات الزوجية، فالكثير من الزوجات يقارن أزواجهن بـ"مهند" والعكس أيضا الرجال يقارن زوجاتهن بالممثلات الأتراك، خاصة مع افتقاد حالة الرومانسية الطاغية في هذه المسلسلات داخل البيوت المصرية.
ومن ناحيته، أعرب الفنان والصحفي وحيد السنباطي، عن اعتقاده بأن الدراما التركية مشكلة يجب التصدي لها مثل البنزين والسولار ورغيف الخبز، لما تحمله من قيم وأخلاقيات خطيرة جدا على المجتمع المصري، مثل الخيانة الزوجية وزنا المحارم، والأخطر أن الشخصيات تتحدث بلهجة عربية فتجعل المجتمع يتقبل هذه السلوكيات .
السنباطي، وجه دعوة لوزير الإعلام والمسئولين عن القطاعات الإنتاجية الحكومية من أجل التعاون لإنتاج أعمال درامية مصرية يحبها الجمهور، بها الرومانسية والمناظر الجذابة، من أجل مواجهة الغزو الدرامي التركي.