طرد مئات من المتظاهرين مساء الجمعة جماعة أنصار الشريعة السلفية من الثكنة التي كانت تحتلها في وسط بنغازي بشرق ليبيا ثم اضرموا النار في الثكنة.
وتحت ضغط المتظاهرين، أطلق عناصر الجماعة الذين اتهموا بمهاجمة القنصلية الأميركية، النار في الهواء قبل أن يغادروا الثكنة التي احتلها مئات من سكان بنغازي كانوا يتظاهرون احتجاجا على "ميليشيات خارجة عن القانون".
وعلى وقع هتافات "دم الشهداء لم يذهب هدرا"، دخل المتظاهرون الثكنة التي تعرضت للتخريب والحرق، وفق مراسل فرانس برس.
وكان عشرات آلاف الليبيين تظاهروا في وقت سابق في بنغازي رفضا للميليشيات المسلحة بعد عشرة أيام من الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية وأدى إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير في ليبيا كريس ستيفنز.
ورفعت لافتات ايضا تشيد بالسفير ستيفنز الذي قتل في بنغازي في 11 ايلول/سبتمر، كتب عليها "ليبيا خسرت صديقا" و"نريد العدالة لستيفنز".
وقال منظمو تظاهرة "جمعة إنقاذ بنغازي" التي شارك فيها ثلاثون ألف شخص إن هدفهم هو التنديد بالتشدد والعنف والمطالبة بحل الميليشيات المسلحة وقيام جيش وشرطة وطنيين يتوليان حصرا فرض الأمن في البلاد.
وطالب المنظمون أيضا بانسحاب جميع المجموعات المسلحة من المباني والمؤسسات العامة.
وقام سكان جادة جمال عبد الناصر باجلاء مليشيا معروفة باسم "كتائب شهداء ابو سليم" سلميا من مبنى الأمن الليبي قبل أن يتسلمه عناصر من الجيش والشرطة.
وأظهر الهجوم على القنصلية الأميركية الذي جرى خلال تظاهرة احتجاجا على فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولايات المتحدة، عجز السلطات الليبية عن ضمان الأمن في البلاد وتصاعد نفوذ الحركات الإسلامية المتطرفة في ليبيا.
وبنغازي ثاني المدن الليبية ومهد الانتفاضة الشعبية على نظام معمر القذافي، شهدت في الأشهر الأخيرة هجمات عدة طاولت مصالح غربية وعمليات اغتيال لمسؤولين أمنيين.