'القدس العربي' ـ من زهير اندراوس
حذر مسؤولون امريكيون اسرائيل من ان مصر والاردن قد تقومان بالغاء اتفاقيات السلام وقطع كل علاقاتهما الدبلوماسية مع الدولة العبرية ان هي اقدمت على شن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الايرانية.
ونقلت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الاسرائيلية امس الخميس عن مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه ان واشنطن حذرت الدولة العبرية من ان الزعماء العرب لن يكونوا قادرين على السيطرة على رد فعل الجماهير الغاضبة في حال قيام اسرائيل بضرب ايران. واشار المسؤول الى ان ردود الفعل الغاضبة والعنيفة في بعض دول الشرق الاوسط عقب فيلم مسيء للاسلام تؤكد ان 'القادة العرب لا يسيطرون على شعوبهم بل الشوارع هي التي تسيطر على القادة'.
وشدد المسؤول الامريكي على ان 'ضربة اسرائيلية هي بالضبط ما يحتاجه الايرانيون. سيخرج كل الشارع العربي والاسلامي الى التظاهر'.
واضاف ان 'ما حدث مع الفيلم المسيء للنبي محمد هو مجرد عينة لما سيحدث في حال شن ضربة اسرائيلية'، في اشارة الى موجة العنف والاحتجاجات التي شهدها العالمان العربي والاسلامي وقتل فيها اكثر من 30 شخصا بينهم السفير الامريكي في ليبيا في هجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي (شرق). وشدد المصدر بحسب الصحيفة على ان القادة المصريين والاردنيين 'لن يكونوا قادرين على الصمود امام ضغط الجماهير وسيضطرون لاتخاذ اجراءات جذرية كقطع العلاقات الدبلوماسية والغاء اتفاقيات السلام على الرغم من معارضتهم شخصيا لايران نووية'.
وبالاضافة الى امكانية التضحية بالعلاقات مع مصر والاردن فإن الضربة ستكون لها 'تداعيات خطيرة على العلاقات بين اسرائيل ودول اسلامية اخرى حول العالم'، بحسب المصدر نفسه. وتشتبه اسرائيل، القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط لكن غير المعلنة، ومعها الغرب بسعي ايران لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. وتقول اسرائيل ان حيازة ايران سلاحا نوويا سيشكل تهديدا لوجودها.
وحذرت اسرائيل من انها لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية لمنع طهران من حيازة القنبلة النووية التي ستشكل بنظرها 'تهديدا لوجود' الدولة العبرية.جاء ذلك فيما قالت الولايات المتحدة الخميس إن 'الوقت يضيع' في البحث عن حل للنزاع حول أنشطة إيران النووية بينما لم ترد طهران بشكل بناء على المقترحات الغربية.
جاء ذلك فيما تجري الولايات المتحدة وحلفاؤها مناورات بحرية ضخمة في الخليج، يقول مراقبون إنها ترتبط بتصاعد التوترات مع إيران.
وقال قادة عسكريون إن المناورات تشمل إزالة ألغام قد يكون 'العدو' الافتراضي قد زرعها لمنع حركة الشحن. وتشارك دول عربية وتحديدا السعودية وكذلك بريطانيا وفرنسا في المناورات التي يتوقع أن تستمر حتى وقت لاحق من الشهر الجاري.
من جانبها ، قالت إيران إنها ستجري مناورات دفاعية كبيرة الشهر المقبل.
وكانت طهران قد حذرت من قبل إنها ستغلق مضيق هرمز إذا تعرضت لهجوم. ويمر عبر المضيق حوالى 20 بالمئة من من صادرات النفط العالمية.
وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا إدارة الرئيس باراك أوباما على وضع 'خطوط حمراء' لإيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.