فرات إسبر
هي رواية المرأة بامتياز، تدخلك العوالم الخفيّة، وكأنها تجس فينا نبضات الإحساس بكل شيء في هذا الكون. "نهاران" رواية جديدة للطيفة حليم، تقتحم أسوار الأنثى بكل جرأة وتستشعر آفاقا من الحب.
صدر عن منشورات فكر، رواية للطيفة حليم، الأستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس.
تأخذنا الرواية في عوالم المرأة الموزعة على مستويات الحياة وآفاقها، من حب إلى عمل إلى صداقات وقضايا إنسانية، بارعة في وصف الحالة، المرأة الموزعة المنقسمة تقص علينا سيرة لحياة نابضة. وصف دقيق لخفايا نعيشها نحن النساء في حب مشترك وموزع ما بين العائلة والبيت والمطبخ وأحلامنا الخاصة والأمر الأكثر صعوبةعندما تكون المرأة منشغلة بأكثر من حالة.
الحديث عن رواية" نهاران" يشعرني، أنا كقارئة، أنها تلامسني، ربما نحن النساء في العالم نتشابه ، لنا ملامح مشتركة رغم اختلاف اللغات واللهجات والمشارب ولكننا كما أعتقد من خلية واحدة ، هي خلية الحياة النابضة بمشاعرنا وبكل ما نحمل في دمنا من هرمونات الحياة.
تمزج لطيفة حليم في روايتها اللغة باللهجة لتقدم للقارئ العربي مصطلحات شعبية عاميّة لا يعرفها إلا المغاربة وهي لهجة متداولة فيما بينهم كما في باقي شعوب العالم، قارئ الرواية مثلي يضيع في معالمها، تحمل التراث والتاريخ المغربي لذلك عليه أن يكون ملماً بتاريخ المغرب السياسي والنضالي وأن يكون عالما بأساطير تلك البلاد الجميلة المليئة بالعبق السحري لتاريخ المغرب من حكايا وأساطير في جدار مكناس الشبيه بحائط البراق!
الرواية متشابكة بالأحاديث والأشخاص والذكريات ،يشعر القارئ بأنه جزء من هذه الحبكة الحوارية المتداعية كتذكارات تمر في البال وكأن هناك ما يحركها ، حكاية تستدعي حكاية وقصة تأخذنا إلى قصة وكأن اللاشعور لا يتركنا ولا يغادرنا وهو كالمنبه يوقظنا دائما!
رواية" نهاران" للدكتورة لطيفة حليم، تحقق لنا متعة الرواية وما يداخلها من حكايات ومشوقات سردية نتابعها دون ملل، تحكي فيها ببراءة عالية عما يتدفق في أعماقها من حياة كنهر يحمل على ضفتيه أسرار الحياة.
الرواية تقع في 144 صفحة، يزيّن الغلاف لوحة للفنان حسن العلوي، يذكر أنه من أعمال لطيفة حليم نذكر"دنيا جات".
.