هسبريس ـ حسن الأشرف
بالرغم من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، قرّر البرلمان الإيراني أول أمس الاثنين تشكيل لجنة برلمانية خاصة مشتركة من أجل تعزيز أواصر الصداقة مع المغرب، وتدعيم علاقاتها البرلمانية معها، إلى جانب بلدان إسلامية أخرى، وهي مصر وسوريا وفلسطين.
ووفق وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، فإن البرلمان الإيراني قرر تشكيل هذه اللجنة "نظرا للقواسم والروابط الحضارية الثقافية التي تجمع طهران مع هذه الدول العربية والإسلامية"، مبديا أمله في أن تحقق لجنة الصداقة البرلمانية الجديدة "سجلا ناجحا يتماشى مع روح الوحدة والتعاون بين الدول الإسلامية في مجابهة التدخل الخارجي في دول منطقة الشرق الأوسط".
ويأتي اهتمام إيران بدعم الروابط البرلمانية مع المغرب ليلقي حجرة ثانية في المياه "الراكدة" التي تجري أسفل جسر العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين طهران والرباط منذ سنوات، وذلك بعد الحجرة الأولى التي ألقتها زيارة الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية يوسف العمراني إلى العاصمة طهران قبل فترة قصيرة في إطار مؤتمر دول عدم الانحياز، الشيء الذي فسره البعض بأنه مؤشر على وجود بوادر انفراج في العلاقات السياسية بين البلدين المتخاصمين، فيما قلل آخرون من أهمية مثل تلك الزيارات الدبلوماسية.
وعلق عصام احميدان، الباحث المتخصص في الفكر الشيعي، على هذه المبادرة الجديدة من لدن حُكام إيران اتجاه الرباط بالقول إن "جعل المغرب إلى جانب الدول الثلاث؛ مصر وسوريا وفلسطين؛ ذات الأهمية الكبرى في السياسة الخارجية الإيرانية، لا يخلو من دلالات هامة، ويحمل في طياته مؤشرا جديدا على أن إيران التقطت بإيجابية إشارة مشاركة المغرب بوفد رسمي كبير في قمة عدم الانحياز".
وتابع احميدان، في مقال نشره أمس الثلاثاء في موقع الخط الرسالي، بأن إيران الآن ستتحرك لتعطي إشارة أخرى إيجابية وقوية على أنها حريصة على عودة العلاقات المغربية الإيرانية، وتجاوز مرحلة القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، مما يذكرنا بالطلب الذي تقدم به السيد اليازغي عند لقائه الرئيس محمود أحمدي نجاد بإسطنبول حيث قال له "يجب أن ترسلوا إشارة قوية إلى المغرب تفيد رغبتكم إعادة العلاقات بين البلدين"، وهو ما يمكن اعتباره أمرا بدأ في التحقق تدريجيا" يقول احيمدان.
ولفت المحلل بأن "العلاقات المغربية الإيرانية بقدر ما هي ضرورية، إلا أنها تبقى محفوفة بالمخاطر، لأن المغرب له علاقات وطيدة أيضا مع دول علاقاتها مع إيران متوترة، وهي التي قد تؤثر سلبا على هذه العلاقات المغربية الإيرانية أو تشوش على سيرها العام، مما يحتاج معه الأمر إلى درجة عالية من الشفافية والوضوح في العلاقة بين البلدين، وطرح كل القضايا التي تثير الحساسية على طاولة الحوار".
وأبرز احميدان بأنه من مصلحة المغرب، عبر علاقات فاعلة مع إيران، أن يقوم أيضا بدور إقليمي هام في المنطقة، ولا يترك فراغا تستفيد من دول الجوار المغاربي على حساب موقع المغرب التاريخي والجيواستراتيجي، فالعلاقات الإيرانية المصرية تتطور، وأيضا الإيرانية الليبية والإيرانية الجزائرية والإيرانية التونسية والإيرانية الموريتانية".
واستطرد الكاتب بأنه ليس من مصلحة المغرب أن يبقى منفردا في ظل القطيعة القائمة، كما أنه سيحتاج فضاء حركة عدم الانحياز للدفاع عن رؤيته لحل المسألة الصحراوية على ضوء مبادرة الحكم الذاتي، كما أن العلاقات المغربية العراقية باتت ضرورية لعودة العراق كفاعل في المنطقة، وهي الدولة التي لها علاقات جيواستراتيجية مع إيران".
.