مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الروائي أمير تاج السر: التنوع الثقافي سر تميز الأدب السوداني (1/1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MohMed




عدد المساهمات : 375
تاريخ التسجيل : 02/11/2011

الروائي أمير تاج السر: التنوع الثقافي سر تميز الأدب السوداني (1/1) Empty
مُساهمةموضوع: الروائي أمير تاج السر: التنوع الثقافي سر تميز الأدب السوداني (1/1)   الروائي أمير تاج السر: التنوع الثقافي سر تميز الأدب السوداني (1/1) I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 02, 2012 8:11 am

سوزان ابراهيم

"الكتابة بالنسبة إليّ تعذيب، فأكثر الأيام كآبة عندي هي الأيام التي أكتب فيها لأني لا أنام بصورة كافية، ولا أتعامل مع أسرتي تعاملا راقيا، ويحتشد ذهني بالفكرة التي أكتبها ولا أستريح إلا بعد أن أنتهي مما أكتب.

حينما أعثر على بداية الخيط استمر في الكتابة بشكل يومي، وأكتب نحو ألف كلمة في اليوم دون تخطيط، وعندما أكتب هذا العدد من الكلمات أتوقف تماما عن الكتابة فأشعر بإرهاق".

هكذا يلخص الروائي السوداني أمير تاج السر علاقته بالكتابة، ليضيف إلى ذلك أن الكتابة جرثومة أصابته ولم يُشفَ منها، وهي تتجدد في كل كتاب لديه، ولكن دون أن يكرر نفسه.

هنا حوار مع الروائي أمير تاج السر، حاولت من خلاله تعريف القارئ بالأدب السوداني والتطورات التي طرأت عليه:

* ثمة من يتحدث عن دور رائد لعبته "كلية غردون التذكارية" التي أسسها البريطانيون في بناء الأدب القومي السوداني وأن معرفة السودانيين باللغة الانكليزية معرفة أهلها لها، وفرت لهم الإطلاع على الأعمال العظيمة في هذا الأدب، ثم هناك حركات التنوير مثل الثورة الفرنسية وغير ذلك، هل تتفق مع أن بداية التنوير في السودان جاءت على يد البريطانيين؟
-إنشاء كلية غردون التذكارية كان بالفعل بداية لحركة تنوير كبرى في السودان، فمن هذه الكلية تخرج العديد الذين أصبحوا في ما بعد رجال السودان المقاومين للاستعمار نفسه، ولا أحد ينكر دور الإنكليز في ذلك التنوير. لقد كان الجهل كبيرا بدرجة لا تصدق. وكان التعليم في أيدي المتصوفة، كما وضحت في روايتي الأخيرة: "أرض السودان"، وهو تعليم غير نظامي بالمعنى النظامي للتعليم، أيضا تخرج في تلك الكلية من أصبحوا شعراء ومؤرخين وأطباء وغيرهم.

*يقصد بالأدب السوداني الحديث ذلك الذي "بدأ في الظهور مع بداية النشر الحديث من مطابع وصحافة ومن انتشار للتعليم عبر المدارس النظامية، المقرونة جميعها ببداية الاحتلال الإنكليزي للسودان سنة 1898، وظهور جريدة "حضارة السودان" عام 1919 كأول صحيفة وطنية، كما ظهر أول كتاب "شعراء السودان" في العام 1923 أعده ميخائيل نعيمة، وحوى تراجم وقصائد مختارة لـ"37" شاعرا سودانيا ممن يلتزمون بالقصيدة العربية لغة ومبنى"، هل يحمل المستعمر بذور نهايته، بنشره منتجات حضارته الإنسانية بين سكان مستعمراته؟
-ليس بالضرورة، أعتقد أن المستعمر برغم شروره وسطوته، يحتاج أيضا للوطنيين كي يساعدونه في إدارة البلاد التي يغزوها، هو بحاجة لمتعلمين وبحاجة للمشايخ الذين كلفوا بالإدارة الأهلية، بسبب معرفتهم العميقة بالبلاد وأهلها، وأيضا بحاجة لمن يذكره بالخير حين يذهب. لقد كان استعمار بريطانيا للسودان استعمارا تقليديا، اعتمد على مد النفوذ ولم يقدم المستعمر للبلاد أشياء مستقبلية عديدة، وحتى الطرق التي أنشئت والميناء وخط السكة الحديدية كانت لصالح القوة المستعمرة، في البداية، وأعتقد أن بريطانيا لو كانت تريد أن تظل لفترة طويلة في السودان لفعلت أكثر من ذلك، وهنا أقارن المسألة بالاستعمار الفرنسي للجزائر مثلا، الذي فصل البلاد على مقاسه، وأقام فيها إصلاحات بلا حصر.

*تتلخص رؤية الشاعر والأديب السوداني حمزة الملك طمبل حول الأدب السوداني في قوله: "نريد أن يكون لنا كيان أدبي عظيم، نريد أن يُقال عندما يَقرأ شعرنا من هم في خارج السودان: إن ناحية التفكير في هذه القصيدة أو روحها تدلّ على أنها في السودان، هذا المنظر الطبيعي الجليل الذي يصفه الشاعر هو حالة السودان، هذا الجمال الذي يهيم به الشاعر هو جمال نساء السودان، نبات هذه الروضة أو هذه الغابة التي وصفها الشاعر ينمو في السودان..."، هل تمكن الأدب السوداني من تحقيق بصمة ذاته وهويته الخاصة؟
- طبعا، مثله مثل أي أدب عربي أو عالمي، حقق الأدب السوداني ذاته، الطرح المختلف عن الطروحات الأخرى، اللغة المستخدمة، الجو العام، حيث يحتفظ السودان بهويتين: عربية وإفريقية، وبذلك حصل التنوع، وحين تقرئين لكاتب أو شاعر سوداني تعرفين بالضبط موطنه، حتى الذين عاشوا خارج السودان من أمثالنا، أو الذين تأثروا بالثقافات الأخرى مثل الثقافة المصرية، في أدبهم توجد رائحة السودان قوية، وتمازج ثقافتيه واضح جدا.

نحن نكتب، أعني في الرواية، بواقعية خاصة جدا، لدينا أساطير تخصنا وحدنا، وموروثات شعبية تخصنا وحدنا أيضا، ولدينا خامات كتابة ما زالت مغطاة، لم تكشف بعد. الطيب صالح والذين سبقوه كشفوا شيئا من تلك الخامات، وجيلنا أضاف، وما زال يضيف... نعمل على ترسيخ الهوية الكتابية للسودان بقدر ما نستطيع.

*يرجع بعض النقاد سبب تهميش الأدب السوداني في المشهد الثقافي العربي إلى أن بعض النصوص المبدعة تكون سجينة سقف بيئتها المحلية ولا تكاد تتجاوزها؛ وبسبب سياسة التوزيع المجحفة في حقها، ثم هناك غياب مؤسسات متخصصة في السودان وتبقى الجهود الشخصية التي يتجشمها المبدع السوداني كي ينقل أدبه من مكان إلى آخر في غياب جهود النقاد والمؤسسات، هل هو التقصير من جانب السودان وحده، أم هو تقصير من جانب العرب أيضا؟
- تتحدثين عن الماضي، قبل أن تحدث ثورة الاتصالات الواسعة التي أتاحت لكل المبدعين ليس في السودان وحده، التواصل مع العالم، المؤسسات الثقافية التي تدعم الثقافة محدودة للغاية، هذا واقع، ولكن لم يعد عائقا أمام أحد مثلما كان في الماضي، الآن لم يعد الأدب السوداني مغمورا، وحتى لو جاء ذلك بالجهود الفردية.

موضوع المحلية هو موضوع ثانوي في رأيي، ولم يكن يوما ما صخرة تسد باب الظهور للأدب السوداني، الذي حدث كان غياب الإعلام، وغياب من يتبنون إبداع السودان، وكما قلت، لقد تجاوزنا هذه المرحلة، ولدينا الآن كتاب ينشرون في أكبر الدور العربية، وتترجم أعمالهم إلى لغات أخرى، ونحضر باستمرار معظم الفعاليات العربية والعالمية في مجال الأدب.



.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الروائي أمير تاج السر: التنوع الثقافي سر تميز الأدب السوداني (1/1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: