الدار البيضاء - خديجة الفتحي
تحتضن مدينة خريبكة (وسط المغرب) فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، التي ستنطلق في 29 أغسطس/آب وتستمر إلى غاية الفاتح سبتمبر/أيلول 2012، بمشاركة 12 فيلماً في المسابقة الرسمية للمهرجان، ستتبارى على ثلاثة جوائز، هي الجائزة الكبرى للمهرجان وجائزة لجنة التحكيم وجائزة الإخراج.
وكحدث بارز، سيحظى الفنان العربي مارسيل خليفة، خلال هذه الدورة بتكريم خاص إلى جانب شخصيات أخرى أكدت حضورها في مجال التوثيق والفنون بشكل عام من قبيل الراحل محمد بايزو أحد إطارات المركز السينمائي المغربي (المغرب) وجودت عبد الله (الكويت) والمخرج حيلمي ايتكان (تركيا).
وفي هذا السياق، يقول الحبيب ناصري، مدير المهرجان الوثائقي، إن تكريم مارسيل خليفة بمثابة تأكيد على ثقافة الاعتراف ببصمة فنية وجمالية لازالت توثق للذاكرة العربية والإنسانية في أبعادها الشعرية والموسيقية، كما يجسد هذا الاختيار - في نظره - محاولة لتوثيق الصلات بين الفاعلين السينمائين والفنانين الموسيقين.
وأشار المتحدث إلى أن المهرجان الوثائقي الذي يشرف على تنظيمه استطاع أن يعزز خريطة المهرجانات السينمائية المغربية، وينخرط في إثارة قضايا الفيلم الوثائقي وجمالياته، وموقعه في المجال السمعي البصري، وقدرته على تحريك الراكد وطرح الأسئلة بخصوص القضايا الكونية من الهوية إلى البيئة ومخلفات الحروب وغيرها من القضايا الانسانية.
تنافس شديدوأفادت جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، الجهة المنظمة للمهرجان، في بيان بأن اللجنة الفنية لاختيار أفلام المسابقة، استقبلت 74 شريطاً تمثل العديد من البلدان، انتقت منها 12 فيلماً وثائقياً على قدر كبير من الجودة المهنية والفنية.
وتضم هذه اللائحة: فيلم مرمرة تحت النيران (دافيد سيكارا) من تركيا، الحصن (فيصل شديد العتيبي) من المملكة العربية السعودية، نساء يرفضن الموت (محمد قناوي) من إنتاج ثلاثي (قطري-إيطالي-بوسني)، قولي ياحلو (محمد جناحي) من البحرين، الإنسان الآلة (روزي كوريلا وألفانسو مورال) من اسبانيا، العراق: الأطفال ضحايا الفلوجة (فورا ألني) من فرنسا، سيدة الميدان (عادل الجمال) من مصر، خطف العروس في كردستان (جاسون موجيكا) من أمريكا، نحن هنا (عبدالله يحيى) من تونس، صفحات منسية: مكتبة مولاي زيدان (أحمد زايد) من المغرب، الأقصى يسكن الأقصى (عبدالرحمان لعوان) من المغرب، لحظات قبل القصف (عاطف عيسى) من فلسطين.
تركيا ضيفة شرفواختار المنظمون دولة تركيا كضيفة شرف الدورة، وسيعرض ضمن فقرة بانوراما للمهرجان، الشريط الوثائقي "تاريخ مقاومة… وكفاح امرأة" للمخرج عبدالعزيز العطار، بساحة المجاهدين، إلى جانب عرض كل من فيلم "أسير الألم" من إخراج بوشعيب المسعودي وفيلم "ناجي العلي في حضن حنظلة"، من إخراج فايق جرادة وكتابة الحبيب ناصري.
وخصصت ندوة المهرجان هذه السنة لقضية صورة فلسطين في الفيلم الوثائقي، بمشاركة باحثين ومختصين (روان الضامن وعلي عبدالله قبلاوي وجودة عبدالله ومحمد فايق جرادة)، وهي الندوة التي سيتم لاحقاً تجميعها قصد إصدارها في كتاب توثيقي حسب إدارة المهرجان.
وعلى هامش الدورة الرابعة للمهرجان، سيتنافس خمسة مخرجين هواة من أجل الظفر بجائزة أفضل عمل سينمائي. وتعود هذه الأفلام لمخرجين شباب مغاربة، تتراوح مدة عرضها ما بين 12 و33 دقيقة، وهي: "الفوسفاط: رحلة جيولوجية" للمخرج عبداللطيف الركاني، و"فنون مهاجرة" لطارق بوبكر، و"هؤلاء القادمون" لنبيل بكاني، و"تراب وحديث" لمحمد عنق"، و"الهورناتشروس رجال البحر المنسيون" لنيوف دنيا.
وتعالج هذه الأعمال الوثائقية مجموعة من المواضيع المتنوعة تهم بالخصوص سبل استخراج الفوسفاط في ارتباط وثيق بالجانب الإيكولوجي٬ ومساهمة هجرة الأندلسيين في النهوض بالحقل الفني بالمغرب٬ وتوثيق الحراك الاحتجاجي الذي عرفه المغرب خلال سنتي 2011 و2012 بين مدينتي الرباط والدار البيضاء٬ والآثار السلبية التي خلفها تعطيل منجم للحديد بمنطقة آيت عمار سنة 1964 على العمال وعلى منطقة مدينة وادي زم وسط المغرب٬ وأوضاع الموريسكيين المسلمين ممن اعتنقوا المسيحية قهراً.