مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ديكارت وجد السّعادة في العيش متخفّيا عن الأنظار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

ديكارت وجد السّعادة في العيش متخفّيا عن الأنظار Empty
مُساهمةموضوع: ديكارت وجد السّعادة في العيش متخفّيا عن الأنظار   ديكارت وجد السّعادة في العيش متخفّيا عن الأنظار I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 24, 2012 5:51 am


حسونة المصباحي


أعادت دار "مالاّسيس" الفرنسيّة نشر المجلّد الضّخم الذي خصّصه أدريان باييّه لسيرة الفيلسوف الفرنسيّ الشّهير رينيه ديكارت صاحب مقولة :”أنا أفكّر، إذن أنا موجود".

وتتضّمّن السيرة تفاصيل مثيرة عن ما تميّزت به حياة هذا الفيلسوف الذي فضّل أن يعيش دائما وأبدا بعيدا عن الأضواء، متخفيّا عن الأنظار ، مخفيا الجزء الأكبر من أفكاره عن الآخرين، ملتزما الحذر و الرّيبة خوفا من أعداء الفكر الحرّ ، ومن الذين يسارعون بنصب المشانق لمن يجاهرون بأفكار جريئة وشجاعة تسقط الثوابت، وتبيح النّقد، والتّشهير بكلّ ما يعيق الإنسانيّة عن التقدّم والتطوّر.

ولعلّ السّبب الأساسي في إعادة طبع هذا المجلّد تعود إلى الأهميّة البالغة التي أولاها مؤلّفه للتّفاصيل والجزيئّات التي طبعت حياة فيلسوف نذر كلّ وقته للفكر ، والعلم والبحث متنقّلا بين مدن أوروبا، معتزلا الناس فلا يعاشرهم إلاّ لوقت قصير ليعود من جديد الى التّرحال والتّيه وهو يردّد: ”سعيد من يعيش متخفيّا عن الأنظار". كما أن مؤلّف هذه السيرة، التي يعود أوّل صدور لها إلى عام 1691، حرص على إزالة مجمل أقنعة التخفّي التي لجأ إليها ديكارت في مختلف مراحل مسيرته الفلسفيّة.

وقد ولد رنيه ديكارت يوم 31 مارس/آذار 1596. وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط على ولادته،توفّيت والدته، فأشرف والده على تربيته.

وكان يسمّيه "فيلسوفي الصّغير". ومنذ البداية أظهر نبوغا لفت أنظار أساتذته إليه. وكان يقضي جلّ أوقاته في الدّرس والقراءة، متجنّبا الاختلاط بزملائه.

وخلال سنوات الدراسة الجامعيّة، كان يتحاشى التردّد على الصّالونات الفكريّة والأدبية مثلما هو حال أبناء جيله، راغبا في أن يكون غريبا في المدينة الكبيرة مثل "فيل" أو مثل "نمر"، رافضا أن يكون "مفيدا" لأي شيء كان.

ثمّ لم يلبث ديكارت أن شعر بأن هواء باريس "ملوّث"، و"مسموم"، وأن العيش فيها لفترة طويلة قد يؤدّي به إلى الهلاك مبكّرا، وقد يعرقله عن إنجاز ما كان يخطّط له فلا ينجز غير أعمال تافهة، غير ذات قيمة.

لذا تركها غير آسف لينطلق الى هولندا، وتحديدا إلى آمستردام التي كانت تبيح التفكير الحر، وإليها يلجأ الهاربون من محاكم التفتيش التي كانت كثيرة في ذلك الوقت. وقد آستطاب العيش هناك، غير أنه كان يخفي المكان الذي يقيم فيه. والمؤكّد أنه لم يسكن في قلب المدينة، وإنّما خارجها حيث يقلّ السّكان، وحيث تكون الحركة شبه ساكنة.

وعندما يكتب رسائل إلى أصدقائه، لم يكن يشير أبدا الى عنوان إقامته. وعندما يتبيّن أن البعض منهم اكتشفوا ذلك، يسارع بتغييره، فارّا من بني الإنسان مثلما كان يفعل الشّعراء الصّعاليك في صحراء العرب. وها هو يتنقل من مدينة الى أخرى. فهو في "أولترخت" وفي "هارليم" وفي مدن هولنديّة أخرى.

وبين وقت وآخر يعود سرّا إلى فرنسا لقضاء بعض الوقت هناك، زائرا المكتبات وجامعا الوثائق التي يحتاجها في عمله، ومع ذلك لم يمنعه تشبّثه بالعزلة من المشاركة في بعض الحروب كمتطوّع.

وهذا ما فعله مع جيش أمير "أورونج" موريس ناسو في حربه ضدّ الإسبان لكن من دون أن يبدي تفانيا أو بطولة في القتال، أي أنه اختار أن يكون "متفرّجا"، لا فاعلا. ولعلّ الدّافع الأساسي لذلك هو الرغبة في التعرّف على معنى الحرب من الناحية الفلسفيّة وآكتساب خبرة أعمق في الحياة.

ويقول أدريان باييه إن ديكارت كان يتردّد يوميّا خلال إقامته في أمستردام على جزّار لكي يشاهده وهو يذبح الحيوانات. لكن لا أحد أدرك المغزى من ذلك. ومن هولندا انتقل ديكارت إلى الدانمارك، ومنها إلى ألمانيا حيث ازداد اهتمامه بالرياضيّات والفيزياء والكيمياء.

وعندما اندلعت حرب الثلاثين سنة، انضم إلى جيش ماكسيميليان البفاري ليعيش تجربة الحرب مجدّدا. وفي هذه الفترة كتب مؤلفه الشهير "خطاب الطريقة" الذي سيكون مرجعا أساسيّا للفلسفة الحديثة بجميع تيّاراتها وفروعها.

وعندما حكم بالإعدام على العالم الإيطالي غاليلي عام 1633 بسبب نظريّته التي أثبتت كرويّة الأرض تجنّب ديكارت نشر كتابه "دراسة في عالم النّور" خوفا من محاكم التفتيش. وفي عام 1629، عاد ديكارت إلى هولندا ليتزوّج من خادمته هيلين يانس، ومنها أنجب بنتا سمّاها فرانسين غير أن هذه البنت توفّيت قبل أن تبلغ الخامسة من عمرها.

وقد حزن ديكارت كثيرا على فقدانها لذا شرع يهتمّ بالطبّ. وفي ستوكهولم، توطّدت علاقة ديكارت بالملكة كريستين التي أعجبت كثيرا بأفكاره ومؤلّفاته وأبحاثه فرعت إقامته في عاصمة بلادها.

وكان يحلو لها أن تجالسه في جناحها الخاص خصوصا في الصّباح رافضة استقبال وزرائها ومستشاريها ، لذلك أشاع البعض في السويد وفي بلدان أوروبيّة أخرى أنها، أي الملكة، تعيش قصّة حبّ عاصفة مع صاحب "خطاب الطريقة".

وقد توفي ديكارت يوم 11فبراير /شباط ستة 1650. وبعد الثورة الفرنسية، تمّ نقل جثمانه إلى "البانتيون" حيث يرقد عظماء فرنسا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
ديكارت وجد السّعادة في العيش متخفّيا عن الأنظار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العيش كما عاش الرسول صلوات الله عليه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ديــــن وفلسفــــة-
انتقل الى: