العرب أونلاين
أكدت معلومات تم تداولها في العاصمة السعودية أن الرياض منحت مجموعة الحريري التجارية تسهيلات مالية قدرها أربعة مليارات دولار وبدون فوائد واجبة التسديد خلال عشر سنوات من تقديم التسهيلات.
وأشارت مصادر سعودية إلى أن الهدف من حصول رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري على ما وصفته "أموال مجانية" الخروج من محنة مجموعته التجارية والتي عانت من مصاعب مالية جعلتها لا تستطيع تسديد التزامات مالية بسيطة إلى درجة أنها لم تغلق حساباتها مع مطاعم بيروتية أو موظفيها.
من جهة أخرى راقبت الأوساط الاقتصادية تحسن علاقات الحريري مع قطر وتطورها بشكل متسارع جعل من وزير خارجية قطر ورئيس وزرائها والمسؤول عن الملف الاقتصادي القطري يشارك الحريري طائرته في الذهاب إلى جدة ولقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ويتوقع مراقبون أن يحظى الحريري بعقود مهمة في قطر تساعد مجموعته ماليا وتسندها لمواجهة استحقاقات سياسية مهمة في المنطقة وخاصة في الملف اللبناني.
وأثار خبر بثته محطة تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال "LBC" عن تلقي رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري هبة سميت "عيدية" من السعودية وقطر قدرها أربعة مليارات دولار ضجة في الشارع الخليجي واللبناني.
ونفى الحريري في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر هذا الخبر وأسنده إلى رجل المخابرات السوري علي مملوك وأنه وراء دس هذا الخبر عبر القناة اللبنانية.
وقال مكتب الحريري الإعلامي في صفحته على موقع الفيسبوك إن القناة التلفزيونية قد بثت تقريرا مفاده أنه تلقى مساعدات مالية ضخمة من المملكة العربية السعودية وقطر تحت عنوان "عيدية". ويهم المكتب الإعلامي أن يؤكد أن هذا التقرير، بكل ما تضمنه، عار من الصحة ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، تماما كما كان تقرير سابق للقناة ذاتها أكدت فيه أن الرئيس الحريري بات على شفير الإفلاس.
وتابع بيان المكتب "إن تركيز قناة "LBC" على بث تقارير كاذبة بحق الرئيس الحريري، ودأبها على التحريض المتواصل عليه، يتزامن مع أخبار صحافية عن لقاءات رئيس المحطة بيار الضاهر مع مسؤول المخابرات السورية علي المملوك المتهم من قبل القضاء اللبناني بإرسال عبوات ناسفة إلى لبنان للقيام بتفجيرات إرهابية هدفها إشعال حرب أهلية، ليس أقل، في محاولة يائسة لإنقاذ النظام القاتل في دمشق".
وبدت حدة الرد الحريري في ما تضمنه البيان "إننا نعلم منذ زمن أن السيد الضاهر قرر شن حملات التحريض والقدح والذم بحق الرئيس الحريري ووضع نفسه في خدمة نظام السفاح بشار الأسد، في محاولة لاستخدام حجج غير قضائية في مواجهة الدعوى المرفوعة بحقه من قبل القوات اللبنانية بتهمة سرقة المحطة برمتها".
وتابع بيان الحريري "إلا أننا، وأمام بلوغ السيد الضاهر دركا غير مسبوق في تخليه عن المهنية الصحافية وإطلاقه شائعات وأكاذيب من دون أي سند أو مسوغ، وآخرها من النوع الذي لا يقبله العقل، من قبيل "عيدية بأربعة مليارات"، وجدنا من واجبنا أن ننفي مثل هذه الأخبار الملفقة نفيا قاطعا، وأن نضع الرأي العام في حقيقة خلفياتها التي تشارك في تنظيمها أكثر من جهة إعلامية وسياسية".
وبعيدا عن نفي الحريري، يشير محلل سعودي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن السعودية وقطر يستعدان لتدشين تحالف قوي في الساحة اللبنانية عماده الحريري وارتباطاته المحلية. وسيعمل هذا التحالف على تثبيت الوضع السني في لبنان وقيادته لمواجهة التدخل السوري هناك وجعله مستعدا لمواجهة التغيرات التي ستحدث في سوريا والتي ستأتي بنظام يختلف جذريا في تحالفاته مع أطراف لبنانية محلية.
وأشارت المصادر إلى أن الشريكين السعودية وقطر قلّبا الأسماء في محاولة للتحالف مع آخرين فلم يجدوا شخصيات قوية ومهمة في الجانب السني مما دعاهم للعودة إلى "الورقة الحريرية".
من جهة أخرى استحضرت دوائر إعلامية خليجية ولبنانية قبول القناة اللبنانية "LBC" بث خبر حصول الحريري على دعم قطري وسعودي بما قالت عنه انه صراع قاس ودائر بين الأمير الوليد بن طلال الذي يملك حصة في القناة اللبنانية وسعد الحريري وان عودة الحريري القوية قد أبعدت الوليد وحظوته داخل الديوان الملكي السعودي.
ويملك الوليد بن طلال نسبة لا يستهان بها من المؤسسة اللبنانية للإرسال "LBC" تصل إلى 49 بالمئة وان ما بثته القناة هو جزء من حملة تمارسها أوساط مقربة للوليد بن طلال للضغط على مؤسسة صنع القرار السعودية لتوجيه دعمها للخط الذي يديره الوليد بن طلال وعدم الاعتماد على الحريري في علاقاتها اللبنانية. لكن العلاقة القديمة بين الوليد بن طلال وبشار الأسد ووقوف الوليد في الصف السوري ضد الحريري الأب جعلت من تسريب خبر الدعم السعودي القطري للحريري، عودة لصراع الوليد/الحريري في لبنان.
واستغربت الأوساط السعودية المقربة من مؤسسة الحكم عدم إنهاء هذا الصراع الذي قد يؤثر سلبيا على مستقبل الوضع السعودي في لبنان لكنها توقعت ان يتوقف أمر الصراع على تسريب الأخبار والحملات الإعلامية دون ان يدعم الوليد بن طلال أي جهات مناوئة للتوجه السعودي في لبنان.
من جهة أخرى تحدثت بيروت عن أن ملاك المؤسسة اللبنانية للإرسال بدأوا مشروعا كبيرا لإعادة إطلاق قناتهم بشكل جديد وانهم قد يكونون غاضبين من عدم التفات السعوديين إليهم ودعمهم، كما ان مشروع الوليد بن طلال التلفزيوني قناة "العرب" يسير ببطء وتم تأجيل موعد انطلاقة بثه عدة مرات.
وسرت شائعات قوية في الرياض عن بيع الحريري "سعودي اوجيه" للقطريين، لكن المعلومات التي توفرت لـ"العرب" تشير إلى أن سعد الحريري ذهب للسعوديين عارضا عليهم شراء حصته في "تركيا تليكوم" لكنهم نصحوه بالتباحث مع القطريين وأيدوا فكرة تعاونه معهم.
من جهة اخرى أكدت شخصيات اعلامية لبنانية ان الحريري سدّد كافة ديونه وحساباته المجمدة مع جهات متعددة بل ووعد بزيادة رواتب كبيرة لموظفي شركاته.