يشكل حفل الولاء، الذي ينظم كل سنة بمناسبة الاحتفال بذكرى تربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، مناسبة لتجديد التعاقد الوطني الدائم بين العرش والشعب بهدف مواصلة مسيرة الكفاح والنماء من أجل بناء المغرب الحديث.
ويجسد حفل الولاء من خلال البيعة التي يقدمها ممثلو مختلف جهات المملكة العمق الحضاري الذي يتميز به المغرب. فقد كانت هناك، منذ نحو أكثر من 12 قرنا، هيئة تبايع الملوك في المغرب، تتشكل من كافة مكونات الشعب وفي مقدمتها العلماء وعلماء الشرع ورجال السلطة.
والبيعة بهذا المفهوم تعتبر في المغرب أمرا أساسيا لممارسة السيادة على اعتبار أن تقديم الولاء للسلطان يصبح ملزما لكافة القبائل بمجموع أقليم المملكة.
وتشمل هذه الآصرة دلالات ومعاني شتى، تحيل في المقام الأول على كونها ضمانا لاستقرار وأمن المملكة، من خلال تجسيد الوحدة الوطنية وسلطة القانون واستتباب الامن في كافة أنحاء البلاد.
كما أن هذا الميثاق بين العرش والشعب القائم على ركائز دينية متينة تستمد ثوابتها من شرائع الدين الإسلامي الحنيف، يجسد الاستمرارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ أن تواصل الحكم الرشيد والثبات على النهج القويم، يعد مفتاح الاستقرار والرقي والازدهار بالنسبة للبلاد.
ويعبر ولاء الشعب المغربي لملكه، من جهة أخرى، عن إجماع لا لبس فيه حول تشبث المغاربة بالوحدة الترابية للمملكة ورغبتهم في صون حرمتها والذود عن حماها، اعتبارا لكون الملك رمزا للوحدة والتكامل الترابي بين مختلف المناطق.
وعليه فان حرص شيوخ القبائل وممثلي مختلف مناطق المملكة، على تجديد بيعتهم لجلالة الملك مع حلول ذكرى عيد العرش المجيد من كل سنة، يعد دليلا واضحا على تشبث المغاربة بشخص الملك كرمز للوحدة واستعدادهم للتجند ورائه لخوض مختلف التحديات التي تواجهها المملكة.
ويمثل عقد البيعة في النظام السياسي المغربي ايضا ركنا محوريا بالنسبة للنظام الدستوري الذي يؤسس لدور الملك كحامي للدين والسيادة. فالملك حسب الفصل 42 من الدستور الجديد هو رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز وحدة الأمة، وضامن دوام الدولة واستمرارها، والحكم الأسمى بين مؤسساتها، يسهر على احترام الدستور، وحسن سير المؤسسات الدستورية، وعلى صيانة الاختيار الديمقراطي، وحقوق وحريات المواطنين والمواطنات والجماعات، وعلى احترام التعهدات الدولية للمملكة.
ومن ثم، وعلى ضوء هذه الحقائق، يحق للمغاربة الافتخار بهذه الرابطة المتينة، التي ما فتئت شعلتها تتقد وتكبر في العهد الزاهر لجلالة الملك محمد السادس، الذي تمكن بفضل رؤيته المتبصرة وقيادته الرشيدة، من جعل المغرب منارة ساطعة أضاءت بإشعاعها وتألقها مختلف أرجاء المعمور.
ومع حلول الذكرى 13 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، يقف الشعب المغربي، وقفة إجلال وإكبار لجلالة الملك محمد السادس، مستحضرا التحولات الإيجابية المشهودة والخطوات الجبارة التي حققتها المملكة المغربية خلال العشرية الأخيرة، يحذوه اليقين بأن تبوأ هذه المكانة الرفيعة لم يكن ليصير حقيقة من دون آصرة قوية تجسدها رابطة البيعة.