هسبريس ـ حسن الأشرف
قال عبد المنعم الجواني، المتخصص المغربي في علم الرياضة بجامعة ماينز في ألمانيا، إن الفضائح المدوّية الواحدة تلو الأخرى في مجال الرياضة المغربية، من إخفاقات متتالية وتعاطي للمنشطات في ألعاب القوى خاصة، لم تكن مُستبعدة ومُستغربة سيما في سياق واقع الرياضة المغربية الذي اتسم منذ مدة بطابع التدهور والانحدارية.
وأوضح الجواني، في تصريحات لهسبريس، بأن الواقع المتدهور للرياضة مس الوزارة الوصية التى تتحمل نصيب الأسد في ذلك خصوصا أنها المسئولة عن رسم خطة واضحة المعالم للنهوض بمختلف الرياضات وبلوغ النتائج المتوخاة، والسهر على تطبيقها ومعالجة الخلل الذي يعتريها، مثل ظاهرة المنشطات على سبيل المثال لا الحصر.
وأشار الجواني أيضا إلى الجامعات الرياضية التى اتسمت بسلبية تامة تجاه ظاهرة المنشطات، من خلال تفعيل المساطر القانونية في حالة ثبوت التعاطي وتحسيس الرياضيين والمدربين، وكذا الأندية المنضوية تحتها، بخطورة المنشطات ليس من الناحية الصحية فقط، بل أيضا من حيث العواقب الاجتماعية والقانونية المترتبة عنها، علاوة على تشويه سمعة بلد كالمغرب له نجومه العالميون من طينة سعيد أعويطة، ونوال المتوكل، وهشام الكروج وآخرون.
ولفت الجواني إلى أن اللوم أيضا يقع على غالبية الطاقم التقني والمدربين ذوي التكوين الهزيل، والذين يتسمون بعدم الاطلاع على علوم التربية البيداغوجية، وسُبل استيعاب وتأطير وتدريب الطاقات والكفاءات الخام من شباب البلاد.
وشدد الخبير على أن الرياضي هو أيضا مسؤول عن هذا الواقع لكونه استسلم للمغريات، من رواج للمنشطات بشتى أقسامها، وسماعه أو مشاهدته لرياضيين متعاطين للمنشطات بلغوا أعلى المراتب دون أن يُكشف أمرهم، فمنّى نفسه بصعود منصات التتويج العالمي دون الانكباب على ممارسة التداريب والصبر والمثابرة ابتغاء تحقيق هدفه.
واسترسل المتحدث بأن الإحصائيات تشير إلى أنّ تعاطي المنشطات في العالم بأسره في تزايد مستمر، والظاهرة ليست بالجديدة، ففي أولمبياد سنة 1968 كان تسجيل أول حالة من طرف السويدي هانس ليلينڤال، وتعاقبت حالات التعاطي من مختلف الدول والرياضات، وتطورت المنشطات من Ethanol إلى مادة الكُفيين, Amphetamine, Anabolic steroid Ephedrine, Caroline CERA والمثير في ظاهرة المنشطات، يُكمل الجواني، أن الوكالة الدولية لمحاربة المنشطات تُطور بشكل جيد تقنيات جديدة ووسائل فعالة للكشف عن المتعاطين للمنشطات، بل تتعداه في بعض الأحيان لتجميد وحفظ عينات من الدم أو البول، وذلك في أفق أن يتطور العلم ويكشف المزيد من المحتالين الأبطال".
وخلص الجواني إلى أن قافلة المتعاطين لم ولن تتوقف طالما أن هناك منصة وتتويج وذهب وشهرة، وبالتالي فلن يكون هناك فقط أمين لعلو ومريم السلسولي وعزيز أوحدي، بل سيكون هناك المزيد المزيد، فالظاهرة ـ يضيف الباحث ـ تستوجب وقفة صادقة مع الذات ومحاسبة المسؤولين عن تفشيها، ومن ثمَّ محاربتها".