موقع لكم
مع اقتراب دورة أولمبياد لندن من نهايتها، تزداد خسائر المغرب يوما بعد يوم، ويصعب حصر هذه الخسائر حتى مع انتهاء فعاليات الأولمبياد، بما أن بعضها ذا طابع معنوي أصاب صورة ألعاب القوى والرياضة المغربية عموما، وسيؤثر عليها مستقبلا.
ودون احتساب الخسائر الرياضية الناجمة عن الإقصاء والخروج المبكر لأغلب المشاركين المغاربة من المنافسات في الأدوار الأولى، فإن من أكثر هذه الخسائر تأثيرا على صورة ومستقبل الرياضة المغربية هي فضائح التعاطي للمنشطات التي أسقطت حتى الآن ثلاثة رياضيين مغاربة، كلهم من رياضيي ألعاب القوى، أم الرياضات الأولمبية والتي صنعت مجد الرياضة الأولمبية المغربية بإحراز المغرب على 6 ميداليات ذهبية في هذا النوع من الرياضة طيلة مشاركاته الأولمبية. والخسارة الكبرى تتمثل في هروب رئيس اللجنة الأولمبية المغربية الجنرال حسني بنسليمان، بسبب مطاردته من قبل قاضي فرنسي يتهمه بالتورط في اختطاف واغتيال المعارض المغربي المهدي بنبركة.
أما الخسارة الكبيرة والمباشرة فهي تلك التي تمس خزينة الدولة المغربية، وحسب المعطيات الرسمية التي سبق الكشف عنها فقد كلف إعداد 75 رياضيا شارك بهم المغرب في الأولمبياد الحالي 380 مليون درهم، خلال ثلاث سنوات. ويجب أن يضاف إلى هذه الخسارة المادية كلفة المشاركة المغربية الحالية التي لم يتم الكشف عنها. فقد اعتبر الوفد المغربي المشارك والمرافق في أولمبياد لندن من أكبر الوفود المشاركة في هذه التظاهرة الدولية، ومصاريف تنقل وإقامة وتعويضات هذا الوفد ستدفع من خزينة الدولة المغربية مما سيرهق كاهل دافع الضرائب المغربي في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد المغربي.
وقد سبق لوزير الشباب والرياضة محمد أوزين أن صرح عشية السفر إلى لندن بأن "جميع الإمكانيات المالية تم رصدها قبل ثلاث سنوات لكي يستعد الرياضيون في أفضل الظروف وكان من نتائجها تأهل عدد كبير من الرياضيين والرياضيات"، وهناك اليوم الكثير من الأصوات التي باتت ترفع على أعمدة الصحافة المغربية تطالب المسؤولين بتقديم الحساب، وتساءل الرياضيين عن أسباب الفشل.