فاطمة العوفي
العربية
افتتح الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الأسبق محمد بن عيسى فعاليات الدورة الـ34، حيث رأى بن عيسى أن هذا المنتدي يعتبر حراكا من نوع آخر، وأن هذه السنة هي استثنائية على المهرجان حيث اعتاد على استقبال ضيف واحد.
ويرى بن عيسى أنه ليس بالحاجة لتعداد الأسباب والمبررات التي دفعت إلى تجريب هذا الاختيار، معتبرا أنها بديهية وواضحة ومنطقية، متمنيا أن تكون هذه الاستضافة المشتركة المتساوية، بما ترمز إليه من نزوع مستقبلي براغماتي، حافزا للمغاربة، قيادات رسمية وهيئات شعبية ومجتمعا مدنيا ونخبا فكرية للتأمل بعمق وبعد نظر، في جدوى المآل المغاربي المشترك.
وكانت أولى الندوات التي وقع عليها الاختيار لافتتاح فعاليات المنتدى، هي "مياه المتوسط المتحركة: أزمة الشمال وحراك الجنوب"، التي ستستمر مناقشتها لـ3 أيام متتالية.
وذكر بن عيسى خلال الندوة أنه تم التنبيه إلى التداعيات الحاضرة الماثلة بقوة أمامنا في صورة تحديات، تجري فوق ضفاف المتوسط الجنوبية والشمالية والشرقية، حيث الأوضاع عالية الضغط في بعض الدول، سِمتها المشتركة أنها تدعو الشعوب المتوسطية إلى ما يمكن تسميته "الشراكة الجماعية" عوض الانكفاء على الذات.
كما استهل رئيس الحكومة الإسبانية السابق "خوصي ثباتيرو" بأهمية الملتقى، من حيث الجانب التاريخي، حيث رأى أن مثل هذه الملتقيات تتجلى فيها أهمية مصيرية، وأشاد بالتحركات التي شهدتها الضفاف المتوسطية من تقدم وحضارة في العلوم والمعرفة والحوار.
العلاقات الإسبانية المغربية
ويعود ثباتيرو إلى عهد توليه رئاسة الحكومة ويذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية علاقات متينة وما زالت وترتبط بطابع استراتيجي ذات مبادئ سياسية والتي نرى أنها علاقة أخوة بين البلدين.
فمنذ عمله لمدة 8 سنوات في رئاسة الحكومة يرى أنه لقي الدعم في العلاقات المغربية تحت رعاية الملك المغربي محمد السادس حيث وجد مجالا واسعا للتعاون الذي وصفه بتعاون ذي مصداقية عالية.
وأشار ثباتيرو أيضا إلى أن المغرب بلد محاور لابد منه، فقد تحقق التناغم بين إسبانيا والمغرب بفضل تعزيز الحوار.
وأشاد ثباتيرو بالإصلاحات التي طالت المغرب، حيث رأى أن هذه العملية تكرس لتعدد الأحزاب، وهذا أيضا يستجيب إلى تطلعات الشعب وهذا ما سيساهم في تحسين مستقبل المغرب اقتصاديا، كما أن هذا سيأتي بآفاق واعدة بفضل الحوارات المنفتحة على بلدان الجوار.
الأزمة الأوروبية
انتقل ثباتيرو خلال الندوة للحديث عن الأزمة الأوربية، وذكر أن هذه الأزمة التي تعبرها أوروبا تعانيها معظم الدول المتوسطية، أشار إلى أن أوروبا قادرة على تخطي هذه الأزمة حيث قال: إن عملة الأورو قوية وكفيلة بتخطي المصاعب، عليها أن تحل مسألة المديونية، ومن يظن أن الأورو معرض للانهيار فهو مخطئ.
الديمقراطية العربية
ويقول ثباتيرو "لاحظنا تعطش الدول العربية إلى الديمقراطية، فبعد أحداث 11 سبتمبر كنا نتوقع مزيدا من الخلل وتأثر العلاقات والعالم الإسلامي لكن بعد فترة وجدنا العكس تماما، وجدنا مسمى الديمقراطية يسطع ويشمل جميع الشعوب، فهي ستهل بمرحلة رائعة وواعدة في تاريخ الشعوب".
وأضاف، بعض المشاكل التي يعانيها الاتحاد المتوسطي هو التفتت، وأن هناك همزة وصل وهي الديمقراطية، يجب على الدول أن تتخطى حدود الأديان لبناء حضارة مشتركة، ويدعو ثباتيرو إلى القضاء على أحادية القطب والتخطيط لتعددية الأقطاب، ليكن المتوسطية هي بؤر الحضارة والتطور والتناغم.
كما تطرق إلى أحقية فلسطين في دولة مستقلة حيث قال: لا بد من تمكين فلسطين من بناء دولتها، ولابد من وضع حد للخلاف مع إسرائيل، حيث أخذ هذا الصراع وقتا أكثر من اللازم.
أزمة الأورو والمغاربيين
تطرق الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحيى خلال الندوة إلى دور الدول المتوسطية خلال فترة الحروب والأزمات العالمية، حيث اعتبر أن الفضاء المغاربي كان ساحة رأت وتعايشت مع الحروب وما فعلته بالأمم، وأن هذه الدول منذ قرون كان لها دور قيادي في فهم أخلاق الإنسان وله نظرة في مستقبل الأمم.
كما تطرق بن يحيى إلى أن الأزمة الأوروبية أثرت ليس فقط على الأوروبيين بل على الدول الأخرى من بينها التجارة المغاربية مع الدول الأوروبية وأكد أنه لابد أن نتعمق في العلاقات الأوروبية والمغاربية، مقتنعا بتجاوز أوروبا لهذه الأزمة قريبا.
وأكد بن يحيى أخيرا أن الاتحاد المغاربي أصبح مهيأ وسيتم تفعيل أعمال الاتحاد وذلك انطلاقا من 10 سبتمبر/أيلول، حيث سيتم تجمع شراكة مغاربية بمدينة مراكش مع العديد من أكبر رجال الأعمال لدراسة الأوضاع الممكنة في تفعيل الوضع الاقتصادي المشترك.