العرب أونلاين- صفوان صيداوي
أعلن رسميا في لبنان عن تحديد الأحد القادم موعدا لزيارة الرئيس ميشال سليمان إلى الكويت في مستهلّ جولة خليجية يربطها الملاحظون بالموقف اللبناني من الأحداث في سوريا.
ويبدو لبنان البلد محدود الموارد عالقا في "المواجهة" السياسية الحامية بين دمشق ودول الخليج العربي، محاولا مسك العصا من وسطها والسير على حبل ما بات يعرف اصطلاحا في الدوائر الإعلامية اللبنانية بـ"سياسة النأي بالنفس" وهي العبارة التي أطلقها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على موقف بلاده مما يجري في سوريا.
ومع موقف خليجي لا يبدو راضيا عن لعبة الحيادية تلك، يغدو لبنان المرتبط بعديد المصالح الحيوية مع دول الخليج في ورطة خصوصا بعد إنذار أوّلي جاء صريحا من تلك الدول وتمثل بتحذيرها مواطنيها من السفر الى البلد الذي تمثل الاستثمارات الخارجية والسياحة العمود الفقري لاقتصاده.
ولا تنفصل جولة الرئيس اللبناني الخليجية المرتقبة عن هذه المعطيات.
وأبلغ ميشال سليمان مجلس الوزراء أنه سيزور الكويت الأحد القادم في إطار جولة خليجية. وقال مصدر رسمي إن سليمان الذي ترأس جلسة لمجلس الوزراء أبلغ المجلس أنه سيتوجه الأحد في زيارة إلى دولة الكويت في إطار الجولة الخليجية التي سبق وأعلن أنه ينوي القيام بها، "لتعزيز العلاقات الثنائية وتشجيع السياحة في لبنان".
وكانت وزارات الخارجية في كل من دول الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين دعت مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان في الوقت الحالي كما دعت مواطنيها المتواجدين فيه إلى مغادرته فورا، مبررة ذلك بالأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد.
غير أن الخطوة فُـسّرت باعتبارها ضغطا خليجيا واضحا على لبنان لإخراجه من حياده البارد تجاه أحداث سوريا وضمه إلى الموقف الخليجي وبالتالي قطع النظام السوري عن آخر حليف له بالمنطقة.
ولأسباب موضوعية وأخرى تاريخية يعتبر لبنان في اشتباك دائم مع الوضع في سوريا.
وهو يُؤوي على أراضيه أكبر تنظيم سياسي عسكري متحالف مع نظام دمشق؛ حزب الله الذي يؤثر دون شك في الموقف اللبناني الراهن من الأزمة السورية.
وبدأ لبنان خلال الأسابيع الماضية يستقبل بشكل مباشر تداعيات الأحداث في سوريا سواء من خلال اشتباك أنصار نظام الأسد ومعارضيه في مدينة طرابلس بالشمال اللبناني، أو من خلال بعض الأحداث الأمنية والاشتباكات المحدودة في لبنان بين الجيش وعناصر سنية معادية للنظام السوري.
ثم كانت قضية خطف الحجاج اللبنانيين الشيعة العابرين من إيران عبر سوريا، وهي القضية التي ماتزال تسبب صداعا كبيرا لحكومة نجيب ميقاتي.
وتوجه ميقاتي إلى تركيا لمتابعة قضية المخطوفين في سوريا، بحسب ما نُقل عن مصدر حكومي.
وقال المصدر ان "رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يتوجه الى تركيا بتكليف من مجلس الوزراء للتواصل بشكل مباشر مع المسؤولين الاتراك".
ويستبعد أن يكون هناك حل للوضع في سوريا لا يمر بدرجة ما عبر لبنان، خصوصا إذا تعلق الأمر بخيار دعم المعارضة السورية الداخلية بالمال والسلاح.
وكان الرئيس ميشال سليمان، أكد رفضه أن يكون لبنان قاعدة للتخريب على سوريا ولفتح الحدود لتهريب السلاح الى الداخل السوري.
وقال سليمان أمام كبار ضباط الجيش اللبناني خلال زيارة قام بها الثلاثاء الى وزارة الدفاع "لن نقبل بجعل لبنان ساحة صراع مجدداً، أو قاعدة تخريب أو قاعدة عسكرية للتخريب على سوريا وغير سوريا".
وأضاف "لا لفتح الحدود أمام سلاح التهريب، وأنتم تراقبون هذه الحدود بجدارة، ولا لإقفالها أمام النازحين بل لمساعدتهم وفق القوانين المحلية والدولية، وتأمين إقامتهم الشرعية والآمنة وتشجيع عودتهم الى بلادهم عندما تسنح ظروف سوريا بذلك".
.