مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ألبير كامو من خلال ميشال أونفري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

ألبير كامو من خلال ميشال أونفري Empty
مُساهمةموضوع: ألبير كامو من خلال ميشال أونفري   ألبير كامو من خلال ميشال أونفري I_icon_minitimeالجمعة مايو 18, 2012 9:16 pm


حسونة مصباحي

بعد كتابه عن عالم النّفس الشّهير سيغموند فرويد الذي أثار جدلا عاصفا في ألأوساط الفكريّة في فرنسا ،أصدر الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري كتابا جديدا يحتوي على 600 صفحة ،عن ألبير كامو "1913-1960".

الهدف الأساسي منه هو إعادة الاعتبار لصاحب رائعة "الغريب "أمام الهجمات التي شنّها ويشنّها عليه أعداؤه وخصومه القدماء والمحدثون. كما إعادة الإشراق لصورته ولأعماله التي سعى البعض لتشويهها والتّقليل من شأنها.

وفي كتابه المذكور يعود ميشال أونفري الى مختلف المراحل التي عاشها كامو منذ البداية وحتى موته العبثي في حادث سيّارة عام 1960.وكانت الطفولة موسومة بالفقر وباليتم المبكّر حيث قتل والده الذي كان يعمل في الزّراعة في الحرب الكونيّة الثّانية تاركا إيّاه رضيعا .أمّا الأم فقد كانت تعمل خادمة في المنازل وكانت آمرأة ميّالة الى الصّمت ولها قدرة كبيرة على تحمّل متاعب الزّمن .من خلالها سيتعرّف الطّفل الصّغير على البؤس الإنساني وعلى محنة المعذّبين في الأرض. وكانت الجدّة من الأمّ عجوزا قاسية حيث لم تكن تكفّ عن ضرب الطفل الصّغير و معاقبته لأتفه الأسباب.

وفي حيّ "باب الواد"حيث ولد ألبير كامو ،كانت ألأصوات العربيّة تختلط بأصوات إطاليّة وإسبانية ويهوديّة، وفيه تمتزج رائحة القرفة بروائح الزّعفران وماء الجافيل والفلفل .ويروي الجزائريّ دادي هوّاري المفتون بكاموأن الأمّ والجدّة كانتا تذهبان الى البسّق بعد العاشرة والنّصف صباحا عندما يبدأالباعة في جمع بضاعتهم والعمّال البلديّون في تنظيف السّوق لاقتناء ما تبقّى بثمن بخس.

ورغم البؤس ومرض السّلّ الذي آكتشفه وهو في السّابعة عشرة من عمره،فإنّ الفتى ألبير كامو كان محبّا للحياة عاشقا لملذّاتها الصّغيرة في الحيّ الفقير بين جنسيّات مختلفة .وكان يحبّ ممارسة لعبة كرة القدم بل أنه آنتسب الى فريق "بلكور"ليكون حارس مرمى .وفي الرّبيع والصّيف كان ينطلق الى ضاحية "تيبازا "للسباحة والتّمتع بسحر البحر. وفي ما بعد سيكتب كتابه البديع الذي حمل عنوان :"أعراس"والذي سيتغنّى فيه بسحر الطّبيعة المتوسّطية على طريقة شعراء الإغريق القدماء متحدّثا عن الآلهة التي "تتكلم في الشّمس"وعن "رائحة الأبسنت المدرّعة بالفضّة"وعن كتاب أعراس كتب كيشال أونفري يقول:" هذا الكتاب نصّ حلوليّ عظيم فيه تبدو تأثيرات الفلسفة الظّاهراتيّة واضحة جليّة.

وبكلمات بسيطة ،يتحدّث عن االميتافيزيقا".وحتّى عندما أصبح كامو كاتبا عالميّا فإنه لم ينس جذوره أبدا .وكان يقول بإنه عمل دائما لآقتلاع عائلته من غائلة الفقر والخصاصة ساعيا الى أن يجعل لها مصيرا في التّاريخ عوض أن تختفي من دون أن تترك أثرا.

ويتوقف ميشال أونفريعند العلاقة الحميميّة بين كامو وبين جان غرونييه ،أستاذه في مادّة الفلسفة ،والذي كان أوّل من آكتشف موهبته الأدبيّة العالية وبها نوّه محرّضا إيّاه على الكتابة .وتحت تأثيره قرأ كامو أعمال الكبار من أمثال مونتاني وباسكال ونيتشه ليكتشف سحر الكلمة وقوّة الفكرة القادرة على تغيير مصير الإنسان .وفي ما بعد سيكتب في "الرّجل الوّل "الذي نشر بعد مرور ثلاثين عاما على وفاته:"علينا أن نحاول أخيرا أن نعيش ما نحن نفكّر فيه وأن نعمل في نفس الوقت على التّفكير بشكل صحيح في حياتنا في زمننا".

وتحتلّ المعارك الفلسفيّة والسياسيّة التي آندلعت بين عملاقي عصرهما ،كامووسارتر حيّزا واسعا في كتاب ميشال أونفري الذي ينحاز لصاحب رائعة "الغريب"قائلا بأنه لم يتبق من أعمال سارتر إلا "الكلمات "التي روى فيها فصولا من سيرته الذّاتيّة بشكل شاعريّ.أمّا أعمالها لأخرى فلا تستحقّ الإهتمام.

ويعتقد أونفري أن مواقف سارتر السياسيّة كانت مجرّد استعراضات بلاغيّة ودعائيّة وغالبا ما تكون مخطئة تماما في تقييم الأوضاع على وجهها الصّحيح .بل هو يرى أن أعمال رفيقة عمره ،سيمون دي بوفوار ،أكثر عمقا من أعماله .لذلك فإن أسطورة سارتر هي الآن في طور الأفول .أمّا نجم كامو ففي تصاعد مستمرّ.

وعن علاقة كامو بالجزائر يكتب ميشال أونفري قائلا:"إذا ما كانت الجزائر تدين بالكثير لكامو فإنه يدين لها بالكثير هو أيضا . فعلى أرضها بين أبناء شعبه هو بلور أطروحاته المضادّة أطروحات فيلسوف لا يريد أن يتحدّث إلأّ عمّا عاشه ويريد أن يأكل من تفّاحة حوّاء حتى قلبها وهو لا يشعر لا بالذّنب ولا بالحياء في أن يكون سعيدا".

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
ألبير كامو من خلال ميشال أونفري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ديــــن وفلسفــــة-
انتقل الى: