العرب أونلاين
شهدت الأوساط القبطية في مصر جدلا واسعا الفترة الماضية بسبب الاختلاف على الملامح المشكلة لشخصية رئيس الجمهورية القادم والذى سوف تدعمة الكنيسة و التكتلات القبطية بملايين الأصوات.
ورغم إعلان الكنيسة أنها تقف على مسافة متساوية من المرشحين جميعاً، ولن تدعم مرشحاً على حساب آخر، فإن ثمة شكوكاً تجاه التيار الإسلامي ومرشحيه، خوفاً من شبح دولة ثيوقراطية تقف على الأعتاب.
و يشير البعض إلى استحالة أن يعطى الأقباط أصواتهم لمرشحى الأحزاب الدينية، فيما يؤكد البعض الأخر أن خيارات المسيحيين ستنحصر فى واحد من المرشحين الذين ينتمون للقوى المدنية، بينما ينحاز أخرون إلى فكرة أن يؤيد الأقباط أحد المرشحين من أبناء النظام السابق، خوفا من تدهور أوضاعهم.
وذكر تقرير إخباري الأحد أنه مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية في مصر يوم 23 آيار-مايو الجاري، يشعر كثير من المسيحيين "الأقباط" بالخوف من أن الرئيس القادم يمكن أن يحول مصر إلى دولة اسلامية محافظة لا مكان فيها للأقباط الذين يشكلون نحو 10 في المئة من تعداد المصريين البالغ نحو 90 مليون نسمة.
وذكر موقع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها من القاهرة إن المسيحيين في عهد الرئيس حسني مبارك الذي أطيح به في ثورة 25 يناير العام الماضي كانوا يشكون من معاملتهم كمواطنين درجة ثانية.
وأضافت إنه الآن مع وضوح أن المنافسة تتحول كاختيار بين الاسلاميين وأعضاء سابقين في حكومة مبارك، يقف معظم المسيحيين وراء الاعضاء السابقين في حكومة مبارك رغم ما كانوا يتعرضون له من اضطهاد في العهد السابق.
وبعض المسيحيين منجذبون ناحية الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى و الذي كان وزيرا سابقا في عصر مبارك لأنه يدعو إلى الفصل بين الدين والدولة، وقال موسى في محاولة لكسبب الاصوات انه يراهن على أصوات الشعب المصري بأكمله وعلى أصوات الأقباط فهم مصريون يريدون لأوطانهم أن تتقدم في هذه المرحلة الصعبة جدا في تاريخ مصر.
ويقف مسيحيون آخرون وراء أحمد شفيق أخر رئيس وزراء في عهد مبارك رغم أن الثوار يسخرون منه باعتباره رمز ا لفساد واضطهاد النظام السابق.
ويقول بعض المسيحيين إنهم يمكن أن يتعايشوا مع فوز المرشح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وهو مرشح اسلامي وينظر إليه على إنه أكثر اعتدالا من مرشح جماعة الأخوان المسلمين محمد مرسي، ورغم أن بعض الأصوات القبطية تحدث قبل نحو شهر في شكل إيجابي عن أبو الفتوح على اعتبار أنه يطرح نفسه كمرشح يستطيع توحيد كل التيارات تحت رايته، إلا أن دعم السلفيين له وما سُرِّب عن اتفاقات تلزمه بتطبيق الشريعة الإسلامية، جعل قطاعاً من الأقباط ينصرف عنه.
وحرص حمدين صباحي المرشح الناصرى للرئاسة في مؤتمر انتخابي أقامته حملته في محافظة أسيوط المعروف أنها تضم كتلة قبطية كبيرة على تأكيد أنه "مسلم إسلاماً وسطياً معتدلاً". وقال: "يجب تحقيق دولة مدنية ديموقراطية لا هي علمانية ولا دينية ولا عسكرية ولا حزبية... إذا أخذنا من الإسلام العدل، ومن المسيحية المحبة سنبني بهما أساس نهضة مصر". وتشهد كنائس الإسكندرية تجمعات ناشطة لدعم حمدين صباحى بالتعاون مع بعض شباب حركة كفاية.
.