نزلت إلى المكتبات المجموعة القصصية الأولى للقاص عبد النور مزين بعنوان" قُبلة اللّوست" عن دار أي رقراق للطباعة والنشر بالرباط. وتقع المجموعة في 148 صفحة من القطع المتوسط وتضم 17 قصة قصيرة تمت كتابتها ابتداء من نهايات التسعينات من القرن الماضي إلى الآن.
تنتظم القصص داخل هذه المجموعة على ثلاث أنماط سردية بشكل عام مع ميل إلى الكتابة الغرائبية حينا والواقعية حينا آخر. وتعتبر قبلة اللوست التي اتخذت المجموعة عنوانا لها حكيا ذي بعد تاريخي حيث تعود بنا إلى فضاءات الشمال المغربي إبان الاحتلال الاسباني وما عرفته المنطقة من استعمال مكثف لغاز اللوست لتركيع المقاومة.
وقد أفردت المجموعة حيزا هاما للقصص التي تحيل على واقع المغرب خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي سواء الاجتماعي او السياسي. ويمكن قراءة ما يلي على الوجه الثاني لغلاف المجموعة:
أعرف حبيبتي.. ليالي طنجة الطويلة. بصاق البحر العالق على ثوبها، و نداء الرحيل الأبدي إلى البعيد، لن يوقف صرير باب الحديد.
للأنامل ذاكرة، وللروح ذاكرة تبقى ، تحلق في الأثير. تعلق على أشجار الدوح.. على خرير جدول أو حفيف أوراق الربيع فوق نبعنا الباكي .لن أنظر إلى عينيه. لهب الفضة البارد يتوق إلى عنقي. وحفيف روحك المدهوسة في الممر الطويل تجمع بقايا رائحتي العالقة على صدإ الجدران. كم أنا وحيد حبيبتي.. الصمت يصك آذان الفجر. لن أنظر إلى عينيه. عندما يهوي رأسي بعيدا، تذكري شجرة الرمان وحديث الجدول الصغير.الروح إلى الروح تسير. والجدول إلى النبع لا يعود . "
العرب اليوم
,