العربية.نت
أكد الكاتب والمحلل السياسي التونسي منذر ثابت، أن بروز حركة النهضة كفاعل رئيس على مسرح الحياة السياسية في تونس، وعلى غرارها التيار الإسلامي في دول الربيع العربي، لن يكون صعوداً للأبد، بل معرض للسقوط السريع من أعلى هرم السلطة.
وفي دراسة خص بها "معهد العربية للدراسات والتدريب" أوضح أن مهارة وخبرة التيّار الدّيني في العالم العربي لم تتجاوز حدود دور المعارض والمناهض لنظم الحكم والمحرّك الشعبوي للشّارع، وبخاصّة قطاعات الجماهير المهمّشة والمحرومة من ثمار النموّ الاقتصادي.
وبعنوان "مائة يوم من حكم النهضة: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء"، قال ثابت إن ضعف الخبرة في إدارة شؤون الدّولة يتجاوز حركة النّهضة إلى كلّ عناصر مثلّث الحكم، من ذلك فإنّ الرئيس المنصف المرزوقي صرّح خلال حوار تلفزيوني أنّ الوزراء في حالة تعلّم.
وتراهن حكومة الجبالي على كسب أوسع للقطاعات الجماهيرية عبر الضغط على نسبة التضخم التي أدركت خلال الثلاثي الأخير وفق بعض التقارير المختصة نسبة 10% خارج سلة المستهلك، كما يمثل ملف العاطلين، وخاصة منهم حاملو الشهادات العليا، واحداً من أهم تحديات الحكومة خلال المرحلة الراهنة، حيث يقدر مجموع العاطلين بثمانية مائة ألف عاطل يتكون ما لا يقل عن ربعهم من حاملي الشهادات العليا.
الاقتصاد الهش أبرز التحديات
وقال الكاتب منذر ثابت إن الوضع الاقتصادي الهش هو الامتحان الحقيقي الذي تواجهه الحكومة الراهنة، حيث يتعين عليها إعادة دولاب الاقتصاد إلى الدوران، وتأمين المناخ المناسب للاستثمار، وفي مقدمتها الحد الأدنى من الإضرابات العشوائية والاعتصام الفوضوي والخروج السافر عن القانون.
وأضاف أن الحكومة تسعى في قادم الأيام إلى كسب معركة التهدئة الاجتماعية بكل الوسائل، بعد أن استعادت قطاعات جماهيرية توازنها النفسي، لإحراز تقدّم على صعيد الاستثمار، وإعادة الثّقة إلى المستثمرين الأجانب الذي سجّل تراجعا قدّر بـ30% نتيجة مغادرة كثير من المؤسّسات الأجنبيّة ذات الصّبغة التّصديريّة من تونس في اتجاه المغرب، والتي وصل عددها إلى 120 مؤسسة.
النهضة بين السلطة وإشكالية الحكم
وتكشف الدراسة أن العديد من السياسيين من خارج النهضة ومن داخلها، يقرون بوجود إشكالية تكمن في تردد حركة النهضة في ممارسة صلاحيات الحكم، لخشيتها أن تتحول فترة السكون الحالية إلى ممارسات عنيفة تحسب ضدها لتوضع في خانة الحركات الاستبدادية.
وأشارت إلى اشكالية التعاطي مع تحركات الجماعات السلفية في الجامعات الدراسية التي نادت بحرية المنقبات في مزاول الدراسة، فضلاً عن إنزال العلم الوطني وحل محله علم الخلافة الإسلامية.
وقالت: كلها أمور سجلتها منظمات حقوقية على أنها سياسية الكيل بمكيالين، نظراً للتقارب الأيديولوجي بين النهضة والسلفيين، ما أحدث حالة من التصدع السياسي لدى حركة النهضة.
ونقل منذر ثابت عن مراقبين اعتبارهم أن تشكيل مثلث الحكم جاء وليد صفقة سياسية مشكوك في نجاحها.
.