مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحرب الشعرية على الوهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المرضي

المرضي


عدد المساهمات : 264
تاريخ التسجيل : 26/01/2012

الحرب الشعرية على الوهم Empty
مُساهمةموضوع: الحرب الشعرية على الوهم   الحرب الشعرية على الوهم I_icon_minitimeالجمعة يوليو 27, 2012 12:39 pm




إبراهيم أبو عواد

كل الأفكار الاجتماعية هي نتاج لمركزية الفعل اللغوي، وموقعه الراسخ على خريطة المعنى، وهذا الحقيقة المعرفية تساهم في إدراك الطبيعة التاريخية للمجتمع، وتوفِّر الشرعيةَ الأخلاقية لحرب القصيدة ضد الأوهام المتكاثرة.

ولا يمكن للمجتمع الإنساني أن يتحرك بحرية وإبداع إلا إذا أعلن الحرب على القيم السلبية.

وهذا الجو الثوري غير الفوضوي يُحوِّل القصيدةَ إلى جبهة قتال متقدمة وخندق أمامي في مواجهة الخرافة بكل أقنعتها.

وهذا لا يعني بحال من الأحوال قتل الإنسان ، وتدمير المجتمع ، وسحق المنجزات الحضارية ، ونشر العنف الدامي .

فالحربُ التي تشنها القصيدةُ على الوهم المتشظي إنما ترمي إلى تطهير النسق الاجتماعي من الفكر الدموي الاستئصالي على الصعيدَيْن الذهني والتطبيقي.

فالشِّعرُ يقتل الشر في الإنسان ولا يقتل الإنسان، ويعيد للذاكرة الإنسانية صيغةَ الحلم الذي كان مندثراً.

وهكذا فإن تصادم الشِّعر مع الأنساق الاجتماعية السلبية أمر حتمي لا مفر منه . فالواقعُ الإنساني الهش لا يمكن تغييره بالمجاملات أو الهروب منه . وإنما يتم تغييره بمواجهته عبر تحويل الفكر إلى تطبيقات عملية، وإخراج الأبعاد الشعرية من دائرة الذهنية إلى امتدادات الحياة المعاشة.

والقصيدةُ التي تتحدى الحياة الركيكة للفرد والجماعة، ليست تياراً لغوياً لقيطاً أو دخيلاً . إنها منظومة لغوية متكاملة معجونة بالقضايا الاجتماعية، جاءت من صميم الحياة الإنسانية ، ونبعت من انتصارات الشعب وانكساراته.

وعليه فإن أجزاء النص الشعري هي كائنات حية مندمجة بالكامل مع أحلام الإنسان، ومتحدة معه بشكل عضوي لا انفصال فيه.

وقد كانت الصيغة القصائدية حركة تاريخية دائرية مغلقة، إلا أن تبني الفكر الشعري للهموم الاجتماعية وقضايا المصير الإنساني المشترك ساهم في فك عزلة الخيال عن الواقعية.

فلم تعد القضية صراعاً بين الشِّعر والنثر، بل أضحت صراعاً بين الحقيقة والوهم. ولم يعد الفكر القصائدي محصوراً في الأوزان الشعرية، بل امتد إلى الأوزان الاجتماعية والفلسفية " القضايا المصيرية ".

فلا فائدة من قصيدة تقدِّس الأوزان الشعرية ولا تقيم وزناً للإنسان وأحلامه . وإن القصيدة لا تنال شرعيتها من تقسيمات لغوية _ رغم احترامنا للأوزان الشعرية _ ، وإنما تنال شرعيتها من اندماجها بالإنسان ، والقدرة على التعبير عن نقاط قوته وضعفه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحرب الشعرية على الوهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: