مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المغربية زبيدة الخواتري: القصيدة تحوّل الصمت إلى حروف تنطق لذّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المرضي

المرضي


عدد المساهمات : 264
تاريخ التسجيل : 26/01/2012

المغربية زبيدة الخواتري: القصيدة تحوّل الصمت إلى حروف تنطق لذّة Empty
مُساهمةموضوع: المغربية زبيدة الخواتري: القصيدة تحوّل الصمت إلى حروف تنطق لذّة   المغربية زبيدة الخواتري: القصيدة تحوّل الصمت إلى حروف تنطق لذّة I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 15, 2013 1:15 am

عبد الغني لعويسي

تعتبر زبيدة الخواتري من بين الشاعرات المغربيات اللاتي شققن طريق الكتابة الشعرية بأسلوب قولي متمرّد يختزل الهمّ الوجداني العميق الذي يكبّل النفس الإنسانية ويجسده صورا شعرية تأخذ من الواقع عجينة تخييلها. هي شاعرة تشتغل في المجال الإعلامي الذي لم يمنعها من ممارسة فعل الكتابة الشعرية حيث صدر لها في الغرض ديوانان شعريان هما "حضور" و"مساءات" الذي صدر عن دار قرطبة للنشر.

استطاعت الشاعرة المغربية زبيدة الخواتري في ديوانها "مساءات" أن تتعامل مع اليوميّ بجميع مفرداته المألوفة تعاملا شعريا نهض على قاعدة الترقّي بالمألوف المادّي صوب المتخيّل وعلى هذا سينعقد حوارنا معها.

* الشاعرة زبيدة الخواتري، في البدء هل يمكن معرفة السرّ وراء هذا الجمال الإبداعي في كتاباتك؟

-أوّلا قبل أن أخوض في الجواب عن سؤالك لابد أن أشير إلى أن جزءا من الجواب على سؤالك يتعلّق بالجمال الإبداعي ولا يمكن أن تتحدّث عن ذلك إلاّ إذا كنت تكتب بلغة هذا الجمال الإبداعي فاللغة رسول الوجدان وبكل تواضع فالشاعر يقوم برسم هذه اللوحة الفنية باللغة التي يحس وبالألوان الحرفية التي تشتهي حدائق قصائده ربما تختلف الرؤية من شخص لآخر لكن الكتابة هي وجع جميل يحيلني إلى عوالم أخرى أستنشق فيها عبير الإنتشاء.

*ونحن نحتفي بلغة الضاد ماذا يمكن أن تقولي لنا عن لغة الصحراء؟

-إنها لغة الصحراء فعلا فهي تحمل داخلها هدوءها وبرحابتها ورياحها استطاعت أن تخرج من الصحراء إلى الوحي مرورا بكل الأعراق والسبب هو أن هذه اللغة استطاعت أن تتفاعل على مرّ العصور مع حضارات وأعراق دون أن تلغي أو تقصي الآخر، إنها لغة كونيّة من خلالها ولدت الحضارة الإنسانية وقد كان للحرف معنى في زمن كانت اللغة فيه متوّجة بتاج العلوم دون استثناء أما اليوم فنحن لم نتخلف باللغة عن ركب التطور لأن اللغة أقوى منّا نحن فهي متحوّلة لكننا نحن من لم يواكب هذا التحوّل الكوني ويزاوج بين الحضارات في لغة أكبر من أصحابها وأكبر حتى من همس حروفهم.

*كيف تنظرين إلى مستقبل اللغة العربية في ظل الأوضاع والتحوّلات الراهنة؟

-اللغة العربية و كما كان لها ماض وحاضر فلها مستقبل أيضا، وإذا أردنا التحدث عن المستقبل لابد أن ننظر إلى الحاضر وعلى أساس هذا الحاضر نبني المستقبل، في الحقيقة اللغة العربية بخير خصوصا أن هذا الزخم الإبداعي الذي نشاهده في المشهد الثقافي العربي خير دليل على ذلك، قد توجد مشاكل لكن هذا لا يعني بأن هذه اللغة أضعف من أن تقاوم هذه المشاكل بالعكس فلغة الضاد لها خصوصيتها التي تتفرد بها عن باقي اللغات وهذه الأخيرة هي التي تجعلها قويّة ومتينة لأن لها علاقة بالوجدان والوحي، كل هذه الأمور وغيرها كثير يجعل هذه اللغة قويّة وصامدة.

*أين يتجلى عشق الشاعرة زبيدة للحرف؟

-إن هذا التجلي الذي تحدثني عنه يسكن نبض الوجع الذي ينتابني حينما أحسّ برفس الكلمات وهي واقفة بباب مخيالي تطرق بعنف لينتابني حينها الشرود فأغيب عني ومني لأقلب بداخلي مجلدات الحرف كي أرتب الكلمات وأصنع لنفسي لحظة انتشاء إبداعي .إن العشق الحرفي الذي سألتني عنه يكمن في هذه المرحلة المتعاقبة من الألم الإبداعي وصولا إلى لحظة انتشاء غريبة يصعب وصفها.

إنك وأنت تكتب قصيدة تعيش لحظات مدّ وجزر تتخطى من خلالها كل الحواجز كي تتحول من الصمت المطبق المليء بالطلاسم إلى حروف تنطق لذّة وانتشاء.

*ماهي تجليات الكتابة الصحفية عندك؟ وكيف ترين الفرق بين الكتابتين الشعرية والصحافية؟

-الحديث عن الكتابة الصحفية يختلف بكثير عن الكتابة الشعرية لأن الأولى تستعمل فيها أساليب سلسة وواضحة تحتمل معنا واحدا ظاهرا لا غامضا لأنك بذلك تتحرى الوضوح من أجل إظهار شيء ما للقراء وتعتمد في ذلك على العديد من تقنيات الكتابة الصحفية سواء كانت إخبارية أو تحليلية أو تحقيقية. على العموم فالكتابة الصحفية تتوخى فيها الحذر لأنك تسلك مسلكا واحدا في التعبير وهذا يجعلك ربما تحتاج إلى مسالك أخرى ولا يمكن أن تجد هذه المسالك إلاّ في الأسلوب الشعري لأنه فضاء رحب تسافر فيه في كل الأزقة التعبيريّة بحريّة وتحرّر من كل قيود التعابير الصحفية المرهقة والتي تكبلك بتعابيرها وتقنيات كتاباتها كلاهما بلغة واحدة، لكن تعدد اللغة في الشعر يجعلني أكثر انطلاقا وأكثر انسجاما مع روح الحرف.

*ماذا يمكن أن تقولي عن اللغة في آخر شهقة من هذه الدردشة الجميلة مع شاعرة متألقة؟

-أولا أشكركم على هذه الاستضافة الكريمة وأشكرك على لطف أسئلتك وأتمنى أن نحيا فتحيا معنا لغاتنا لأن القبس الكوني الذي نختزله فينا يضمّنا في حروفه من غير وعي منا، إن التحدث عن اللغة العربية كبير جدا ولا يمكن أن تستوعب هذه الصفحات إحساس شاعر أو كاتب نحو بنت عدنان لأنها طبعا أكبر منّا وكما سبق أن قلت إن الإنسان مهما كبر لا يمكن أن يكون أكبر من لغته لأنها تعكسنا، وكل من غيّر جلدته وتنحّى عن هذا الكيان يصبح شريدا بين الآخر والذات.

إن اللغة العربية ليست مجرد لغة فقط فهي دين ودنيا. أشكركم وأتمنى أن لا أكون قد اطنبت في الكلام لكن الحديث عن اللغة العربية يجعلنا دائما قاصرين عن الحديث وما عسى الحديث أن يفعل إذا لم نشمّر عن سواعدنا ونخرج من قوقعة أنفسنا فننطق بالأبجدية التي هي منا ونحاكي العالم بلغتنا ونخلق التزاوج الإيجابي بين كل الحضارات لتنمو أفكارنا وتتّسع أحدقنا وهي ترى هذه النخلة تنمو ليس في الصحراء فقط بل في كل بقاع العالم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المغربية زبيدة الخواتري: القصيدة تحوّل الصمت إلى حروف تنطق لذّة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مركزية الذات في القصيدة المغربية الحديثة
» القصيدة خط الدفاع عن الحضارة
» الشوالي وسيف يلتزمان الصمت عند رؤية بعثة إسرائيل
» "غواية الصمت".. السرد بين تكثيف المعنى واختزال اللغة
» نصر دولي للدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: