مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ليلى عيد… قريبا من الرموز بعيدا عن الميتافيزيقيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفجر

الفجر


عدد المساهمات : 295
تاريخ التسجيل : 26/01/2012

ليلى عيد… قريبا من الرموز بعيدا عن الميتافيزيقيا Empty
مُساهمةموضوع: ليلى عيد… قريبا من الرموز بعيدا عن الميتافيزيقيا   ليلى عيد… قريبا من الرموز بعيدا عن الميتافيزيقيا I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 29, 2012 7:18 am



العرب أونلاين- جورج جحا


صدرت مؤخرا مجموعة شعرية جديدة "أحيانا أرقص… لو تراني" للشاعرة والصحافية اللبنانية ليلى عيد ،عبرت فيها عن حالات من الواقع بطريقة تحفل بالرموز والمجازات لكنها تبدو عامة بعيدة عن أي ادعاء ميتافيزقي.

المجموعة هي العمل الثالث لليلى عيد، إذ سبقته مجموعة أخرى ورواية وقصائد مترجمة إلى الفرنسية. وردت المجموعة الحالية في 131 صفحة متوسطة القطع ولوحة الغلاف هي صورة للرسام بيتر هوبين. وقد صدرت المجموعة عن دار نلسن للنشر السويد -لبنان.

والمجموعة عبارة عن قصائد نثرية، فيها الكثير من الصور والموسيقى المحدودة المخفية غير المرتفعة. فالشاعرة تتكلم بهدوء دون صخب أو ضجيج فهي تبدو كمن يخاطب نفسه أحيانا وبعيدة عن مخاطبة جمهور. إنها أقرب إلى مخاطبة شخص واحد أو شخصين إذا أخذنا القارئ بعين الاعتبار. إنها وسط هذا العالم ومشكلاته، وإن كانت تلتقط بعض ما فيه بعين تحول المرئيات إلى مشاهدات رمزية وتأتي بالتعبير حافلا بالمجازات التي يصعب أن نصل إلى الرمز دونها.

في القصيدة الأولى تتحدث الشاعرة عن عدم القدرة على الانفلات من جاذبية "الشوق" مهما أمعنا في الارتفاع إلى أعلى. فتعبر عن ذلك بطريقة تصويرية في بعض الأحيان .

عندما نقرأ قصيدة "كواليس" التي تشكل بداية المجموعة. تقول الشاعرة واصفة هذه الجاذبية التي تتحكم بها "يطالني الشوق/ مهما ارتفعت/ مسافرة في سماء/ أنحني وسط المسافة/ أنكسر/ غيوم خضراء/ استعارت طراوتي. "ليست كلمات هذه/ قطع من قلبي/ أرتق بها ثقوب غياب".

كما أن واقع الأمومة يرافق كثيرا من قصائد الشاعرة إذ أنها تشير إليه مباشرة أو مداورة.

تتابع هنا فتميز بين الاختفاء والاختباء فتقول "لا أبتعد/ أختبئ/ حاملة نطفتك/ ألد صوتا / مثل صوتك/ أهدهده لا يغفو/ مهما نسيانا رضع".

تختم القصيدة بتوق إلى ما ينعش النفس مفتقدة ذلك. تقول "ظننت أنني نسيت/ كيف أنادي اسمك/ الورود لا تموت / تنتحر/ في إناء نسينا أن نضع فيه/ روحا تدغدغها نجمة/ أو ابتسامتك/ أقص شعري/ لا أقص انتظاري."

وفي أحيان وإن تكن غير كثيرة قد نحار في فهم ما ترمي إليه الشاعرة إذ يبدو كلامها ملغزا. في قصيدة "أحيانا أرقص… لو تراني" تقول "برودة ساخنة/ تقطعني/ عابثة بالفطر والمياه/ تغرب عني شمسان/ تنبت على كفي شفة ميتة/ ربيع ضامر/ لا يشبه نهد بيروت."

وتضيف قائلة "على الشاطئ/ على الخصر/ قبلات عجوز/ شعر منبوش/ قصة فينيق."

وفي تصوير يمزج الواقعي بالرمزي والمادي بالمعنوي تقول "رقصات من دخان/ جثث من ورق/ تكدست/ تناسلت طعنات أخرى/ وذاكرات."

وتبرز تصويرية حادة عندها في قولها "تصمت نظرتك/ أنا على حافة ثرثرة/ أهذي كرأس مقطوعة/ أبتلع أقراصا لأفيق/ عيناي نمر محاصر/ روحي تنز لعابا أزرق/ تأكل أحجار صمت/ تتماهى/ أسئلة من نار."

وتنتقل إلى القول في هدوء متوتر "أخاف أن تصمت/ ويجتاحك على غفلة/ زحف أصداء/ لا يتوقف دبيبها/ تأكل نبرة في صوتك/ هي كل ما أحتاج.

"أخاف أن تغفو/ أيضا على غفلة/ تخبو نجمة/ أو عينك/ يفلت وهم تشبثي بيدك/ بين جدران ممغوطة/ وأشداق."

وفي مجال آخر تقول "في شوارع منطفئة/ شباب غابر/ أمكنة هزيلة/ يحيلها سكرنا الملول/ وشهواتنا البائتة/ جليدا دافئا/ رائحة بيت/منديل أم/ ذقن والد حليقة/ ووجهك كأنه يبتسم/ يبتسم لا يبتسم/ ينقضي ليل."

وفي قصيدة أخرى تعود بنا إلى الأمومة فتقول "أطفئ الصباح بالقهوة/ أثمل/ الليل بستان بارد/ عشرة ذئاب/ سبع شموع غير مضاءة/عيناك نسران/ يذرفان جمرا/ أعطيك ثدييي/ هل تهدأ…"

"متى أصبحت أما/ مازلت طفلة/ لم أشبع نوما/ لا حلما ولا لعبا/ أمي/ لو تنهضين/ تسندين ثقلي/ قبل أن أهوي."

وفي قصيدة أخرى من تلك القصائد غير المعنونة التي اشتملت عليها المجموعة تقول "لغيابك وقع حداد/ موت قصيدة بحزن أبيض أصغي إليه/ حرير مجروح/ في صندوق عرس".

"لكنها روحي/ التي تؤلمني/ تطول بعذاب/ سخي/ ببراءة/ أبعد من ضباب/ لا تعود إلا بخفة ثلج/ كم يجب أن أبرد/ ليتلاشى صقيعي/ ليزهر غضن رماد/ لتنضج شمس/ شمس/ هي تفاحة روحي النضرة."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليلى عيد… قريبا من الرموز بعيدا عن الميتافيزيقيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: