مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أعلام أدب الفنتازيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

أعلام أدب الفنتازيا Empty
مُساهمةموضوع: أعلام أدب الفنتازيا   أعلام أدب الفنتازيا I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 15, 2012 11:04 pm



العرب أونلاين- أبو بكر العيادي

"لا تكن غبيا !… أتهتمّ بالتنينات وكل هذه الحكايات السخيفة، في سنك !"… هذه الكلمات المأخوذة من "بيلبو الهوبيت" لتولكيان قد تلخّص رأي كثير من القراء الفرنسيين الذين ينظرون إلى الفنتازيا كجنس أدنى، كتسلية من نوع الـ"كيتش" مخصصة للأطفال والمراهقين أو لكبار يريدون الهروب من صروف الواقع، فيلوذون بعالم الإلفين " الإلف هو الجني الصغير في الأساطير الاسكندينافية " والفرسان الشجعان.


فهل هو احتقار متعمّد أم هو جهل بتيار أدبي ؟ وبصرف النظر عن تعالي الصحافة الفرنسية، لا يمكن تجاهل انتشار هذا الجنس في أوساط القراء، إذ توجد طائفة حقيقية من المعجبين والأنصار، من شتى الأعمار، تتجاوز نزعة الإضافية، " أي تلك الظواهر التي تصاحب العمليات العقلية دون أن تؤثر فيها "، فالجزء الأول من ثلاثية "عرش من حديد" لجورج مارتن بيع منه حتى الآن ما يقارب 160 ألف نسخة، و"الميراث"، الجزء الرابع من سلسلة "إيراغون" لكريستوفر باوليني يعد من أكثر الكتب مبيعا، حيث فاقت المبيعات 200 ألف نسخة، وهو ما يحسدهما عليه المرشّحون للجوائز الأدبية لهذا العام. حسبنا أن نذهب هذه الأيام إلى الجناح الثقافي بأحد المحلات التجارية الكبرى لنقف على الإقبال الشديد الذي تحظى به مؤلفات "معلم" هذا الجنس بلا منازع ج. ر. تولكيان " في موازاة عرض شريط " الهوبيت : رحلة غير منتظرة " للمخرج بيتر جاكسون، الذي يعدّ الحدث البارز في نهاية هذا العام."

ماذا يعني سوء التفاهم هذا ؟ كلمة فنتازيا لم تجد لها مقابلا في اللغة الفرنسية، برغم محاولات البعض، مثل إيرين فرنانديز التي استعملت عبارة " عالم الجنّ" في كتابها "دفاعا عن عالم الجن وتصويراته"، حيث تتناول عالم تولكيان مثلما تتناول عالمي هاري بوتر وتويلايت، أو فنسان فيري أستاذ الأدب المقارن في جامعة باريس الشرقية / كريتاي والمشرف على "معجم تولكيان" في المعهد القومي للبحوث العلمية، فهو يقول : "إن عبارة العجيب يوضع بموجبها الإنتاج الموجه لليافعين جنبا إلى جنب مع الأعمال الخاصة بجمهور ناضج عارف. ولكن لو حصرنا المسألة في معنى أدق، لوجدنا أن مؤلفات الفانتازيا تدور في عالم يكون فيه للسحر والعناصر فوق الطبيعية حضور جوهري، وتكون فيه الأجواء قروسطية وأحيانا ملحمية." وهذا معناه أننا إزاء مزيج من الأساطير اليونانية اللاتينية، والجرمانية، والخرافات الفلكلورية، والأناشيد القروسطية والأدب الأرثري " نسبة إلى الملك أرثر ".

وإذا كانت فرنسا أحد مهاد الخيال العلمي، فإن الفنتازيا تقر بنشأتها للعالم الأنجلو أمريكي. تقول آن بيسون الأستاذة المحاضرة بجامعة أرتوا حول الأصول التاريخية لهذا الجنس : "ولادة فكتورية، تأثر بالفن القوطي، ترهين القروسطية في القرن التاسع عشر، والفن التشكيلي ما قبل رافاييل." يعني أنها على النقيض من المذهب الطبيعي لدى "زولا".

والملاحظ أنه وجب انتظار ما يقارب العشرين عاما قبل أن تقع ترجمة "سيد الخواتم"، بالرغم من كونها علامة بارزة في هذا الجنس، فقد صدرت تلك الرواية في بريطانيا سنة 1954 ثم سنة 1955، ولم تظهر ترجمتها الفرنسية إلا سنة 1972 ضمن منشورات كريستيان بورغوا. وبالرغم من ترجمة رواية "بيلبو الهوبيت" عام 1969، " ظهرت ترجمة جديدة هذه الأيام قام بها دانيال لوزون للدار نفسها "، فإن مؤلفها تولكيان ظل مجهولا في فرنسا، ولم يدفع له الناشر سوى 600 جنيه استرليني كحقوق تأليف عن الأجزاء الثلاثة !

لقيت رواية "سيد الخواتم" قبولا حسنا منذ صدور ترجمتها الفرنسية، ولكن رواجها خارج فرنسا يعود إلى أواسط الستينات. يقول فيري : "في الولايات المتحدة، تبناها الطلبة، وكانوا يرفعونها في المركبات الجامعية كرمز لمقاومة الحرب والاستبداد والتعسف، ثم اتخذها أنصار الدفاع عن المحيط هناك لتمجيد الطبيعة." وبرغم اهتمام بعض الناشرين، خصوصا في طبعات الجيب، لم تشهد فرنسا في تلك الفترة مثل ذلك الشغف، حيث كانت الساحة الأدبية تعيش على وقع معارك السريالية والرواية الجديدة، وكان المثقفون لا يعيرون اهتماما لأحداث "غندالف في أرض الوسط".

ثم ظهر منذ مطلع الثمانينات جيل جديد متعطش لهذا اللون من الأدب، استفاد منه كتّاب آخرون مثل روبرت هوارد مؤلف "كونان" وميخائيل موركوك صاحب سلسلة "مولتيفرس" وتيري براتشيت في كتاب "حوليات العالم الأسطواني"… وبمرور الوقت، صار أولئك الذين انبهروا في صغرهم بتلك العوالم السحرية يؤلفون الكتب بدورهم. تقول بيسون : "كذلك نشأ عندنا جيل أول من الكتاب في نهاية التسعينات، مثل فابريس كولان ودفيد كالفو وماتيو غابوريت وهنري لوفنبروك وبيار غريمبير." وبرغم جهود دور النشر لم يفرضوا بعد إنتاجهم جماهيريا بشكل يعادل شعبية كتّاب الأجناس الأدبية العامة مثل موديانو وإيشنوز وديجان. ولا الموجة الأنجلوساكسونية الجديدة التي تلقى الرواج في المكتبات وفي المحلات التجارية الكبرى على حدّ سواء.

إن الفنتازيا، في جوهرها، جنس يلائم الخيال، أي الإبداع بواسطة الصور. و"قابلية التشكل" فيها هي أحد أسرار نجاحها، "لأننا نمسك هنا بعالم يمكن للقراء أن يدخلوه، تحلل فيري. يمكنهم إطالته وتبنيه من خلال إعادة كتابته، أو رسمه، أو إخراجه – لعب الأدوار مثلا -، أو باستغلاله في وسائل الترفيه مثل ألعاب الفيديو، وحتى الأفلام السينمائية." هذا التعدد غير مرغوب فيه في فرنسا، حيث غالبا ما ينزوي كل واحد في مجالات ثقافية محددة، ويعجز عن تحويل عمل أدبي ما إلى منتجات أخرى. وهذا، ليس من الفنتازيا في شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
أعلام أدب الفنتازيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: