مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في بكاء المسرح التونسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

في بكاء المسرح التونسي Empty
مُساهمةموضوع: في بكاء المسرح التونسي   في بكاء المسرح التونسي I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 24, 2012 10:21 am



العرب أونلاين- عبد الدائم السلامي

تتفق المعطيات التاريخية على القول بأنّ تونس عرفت الفن المسرحيّ منذ أقدم عصورها، ذلك أنّ النقائش الأثرية وكثرة المسارح الرومانية خير دليل على أنّ تونس قد عرفت ثقافة المسرح منذ العهد الروماني على غرار مسرح الجمّ الروماني "كولوسيوم تيسدروس Colosseum Thysdrus" الذي يرجع إنشاؤه سنة 238 م.

ألق مسرح الماضي

إلاّ أنّ الثابت أيضا في تاريخ المسرح التونسي القديم والحديث أنّ نشأته لم تكن نشأة محليّة ذاتية، بل كانت بفعل عوامل خارجية، رومانية فأوروبية "إيطاليا وفرنسا ومالطا" ثم عربية "مصرية ولبنانية وسورية"، من ذلك أنّ ظهور بوادر الفعل المسرحي الحديث كانت عام 1908، عندما قدم المسرحييْن المصري محمد عبد القادر المغربي ومسرحيته "العاشق المتهم"، والسوري سليمان القرداجي الذي قدم أعمالا تمثيلية تناول فيها الوضع الثقافي العربيّ آنذاك ونالت استحسان المشاهدين، وتمّ عرضهما بالمسرح البلدي الذي أُحدث عام 1902.

وبعد فشل تجربة "الجوق المصري التونسي"، وهو تكتّل لمجموعة من الفنانين التونسيين والمصريين، وبالنظر إلى ضآلة منجزاته المسرحية، تأسّست عام 1912 "جمعيّة الشهامة العربية" وهي أول فرقة مسرحية تونسية حديثة، حاولت بما قدّمت من أعمال فنية على غرار مسرحية "الانتقام" التي كتب نصها التونسيّ الشيخ مناشو، جلب انتباه الناس إلى إمكان بعث حركة مسرحية في البلاد تحافظ على هويّة الوطن العربية والإسلامية من سطوة لغة المستعمر الفرنسي وما تحمل من ثقافة تغريبية.

ومنذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى الخمسينات منه، عرفت تونس وفرة في عدد الفرق المسرحيّة التي مالت كثيرا إلى ترجمة النصوص المسرحيّة أو اقتباسها بسبب عدم نضج النص المسرحي التونسيّ، ولكنها مع ذلك خلقت وعيا لدى الناس بقيمة الفعل المسرحي واتكأت على الفكاهة سبيلاً إلى نقد ممارسات المستعمرين، والمطالبة بالتحرّر الوطني.

وبذلك شهد الفعل المسرحي حراكا كبيرا سواء من حيث الأعمال المسرحية أو من حيث كثرة فرق التمثيل وتنوّع اهتماماتها الفنية، فبعد ظهور فرقة مدينة تونس للمسرح، ظهرت فرق "مسرح الهواة" وفرق المسرح الجهويّ والجامعي ومراكز الفنون الدرامية والركحية، وفرق المسرح الخاص التي نذكر منها "مسرح الأرض" و"مسرح فو" و"المسرح العضوي"، ناهيك عن الفرق التي اتخذت لها دور الثقافة فضاءات لتقديم أنشطتها الفنية.

وهي فرق قدّمت أعمالا مسرحية نالت شهرة عربية وعالمية على غرار مسرحية "الماريشال"، التي اقتبسها الفنان علي بن عياد عن مسرحية "البرجوازي النبيل" لموليير في نهاية الستينات، ومسرحية "كلام الليل" لتوفيق الجبالي ومسرحية "المكّي وزكيّة" للأمين النهدي.

فساد حاضر المسرح

لا نعني بتوصيف المنجز في المسرح التونسي بعد الثورة بالفساد ذاك المفهوم السياسيّ أو الماليّ الذي عاشته، وتعيشه تونس اليوم، بل ما نعنيه هو الفساد الفني الذي طغى على مجمل الأعمال المسرحية التي حضرناها ووقفنا فيها على تردٍّ كبير للفعل المسرحيّ سواء على مستوى الإخراج أو على مستوى النص أو حتى على مستوى أداء الممثّلين.

ولا نعدم خروج من شاهد المسرحيات الأخيرة على غرار "خويا ليبر" لجمال المداني و"الكروسة" لسماح الدشراوي، و"الزمقري" لمحمد علي النهدي و"made in tunisia" للطفي العبدلّي، بحقيقة أنّ ما شاهده لا يعدو أن يكون ارتجالا مسرحيّا، بل هو فوضى من الحركات والأقوال التي وإن اختلفت مسمّياتها فإنها تأتلف جميعها في توسّل الكوميديا سبيلاً إلى تقديم صورة هزلية وهزيلة عن الأوضاع التي تعيشها تونس بعد 14 يناير 2011. حيث تمحورت تيمات هذه المسرحيات حول نقد النظام السابق وتوصيف المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المواطن ومنها خاصة غلاء الأسعار وظهور السلفية، وأداء الحكومة المؤقّتة.

ولئن يذهب في ظنّ البعض أنّ هذه المضامين ثرّة المعنى، بل وجديرة بالتناول المسرحي، فإنّ مسرحتها، وفق ما شاهدناه، ظلّت عملا سطحيا يهمّه إضحاك المتفرّج ولا يعنيه تشريح اللحظة التاريخية التي تعيشها تونس اليوم بأساليب فنية ورؤى جمالية ترتقي بالعمل المسرحي من فعل ضحك الممثّلين على ذقون المتفرّجين إلى فعل توعويّ إدراكيّ يكثّف الإحساس بأمراض الواقع المعيش ويدفع إلى تصوّر أشراط فكّ أزمته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
في بكاء المسرح التونسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  برؤيته التراجيدية يعيش المسرح دوما بجوهره الإنساني -2-
» المسرح المغربي وسؤال الهوية
» الصبيحي يعيد رسم خارطة المسرح المغربي
» برؤيته التراجيدية يعيش المسرح دوما بجوهره الإنساني -1-
» برؤيته التراجيدية يعيش المسرح دوما بجوهره الإنساني -3-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ثقافــــة وفنـــــون-
انتقل الى: