مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نصير الشيخ يحلق مسكونا بمحنة خوف العصافير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

نصير الشيخ يحلق مسكونا بمحنة خوف العصافير Empty
مُساهمةموضوع: نصير الشيخ يحلق مسكونا بمحنة خوف العصافير   نصير الشيخ يحلق مسكونا بمحنة خوف العصافير I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 16, 2012 8:45 am



العرب أونلاين- حيدر عبد الرضا


الشاعر العراقي نصير الشيخ يحاول أن يغوص في عوالم القصيدة. يواجه بحرا متلاطما من المشاعر والأحاسيس في تداخل بين العاطفة الجياشة ومتاهات الصور . نصير الشيخ فضل أن يستظل بشجر كي يتقي حرّ الوقت.


إن العملية القرائية لعوالم قصائد" شجر من محنة الوقت" للشاعر العراقي نصير الشيخ، تأتي على أساس من صور شعرية مضمرة الايقاع والخطاب والعرض والمضمون، والقارىء لها لربما يشعر بأن مكونات عاملية " الظاهر- المضمر" هو من بات يشكل جملة توليفية البعيد والقريب، من زمن ايحائيات الممكن من خصائص منظومة " فكرة + صورة" . فالصورة الشعرية في قصيدة "شجر من محنة الوقت" مكوّن مؤلف من آفاق تتبدى، نحو بنيات ذات موصولات حسية، وكثيرة الانغمار داخل دلالات اسمية، قادمة من محورية أفعال حاضرة القيمة والتجربة، والخصوصية الانزياحية :

"بدموع لامعة،
تطرز أيامها الغائمة .
وبصبر مرير،
تحوك عمرا آفل .
من عجين يديها. تمرع البراري
وكلما يهمي قمر. تبارك الرب بألف دعاء"." ص27"

إن القارىء لمشهدية هذه المقاطع الشعرية، لعله يدرك بوضوح رسومية ذلك الشكل البياني، من وراء معطيات تلك الأفعال القولية المفردة، وعبر دليل مؤشري، يلوح نحو الخاصية الذاتية، في إنشاء مستوى المؤولات الفعلية المحايثة لشكل فواصل العلاقة مع زمن الوظيفة الماضوية، التي هي تابعة إلى مدارات الإنتاج المدلولي الحاضر في النص . فمثلا نعاين مجالات تظهير مفعولات جملة قول البدء في النص "بدموع لامعة"، ثم حلولية جملة" تطرز أيامها" .

فبحدود هذه الإظهارات من بنائية الخطاب المتشكل، تتضح بأن هناك، حالة افتراضية مدعومة، بموجب إدغامات فعلية وانفعالية من زمن ذاتية الآن نفسه، كما وأن هناك، حالة من التأسيس الإظهاري والتعرفي، ما بين دال "أيامها" ودال "بدموع" وإلى حد انشراح التوصيف المقطعي، إلى حدود فرضية جملة "وبصبر مرير" .

و لكن نلاحظ بأن الانتخاب السياقي للحالة الشعرية في افتتاحية النص، لربما هي تنحو إلى منطقة التدليل، بموجب حالات تمثيلية للفاعل الشعري، بطريقة شبه ارتكازية من زمن حالة المؤول "عمرا آفل" حيث من الصواب هنا، أن يكون الدليل الإظهاري هو "أيامها الغائمة" و ليس دال ملفوظ " آفل "، وعلى هذا نلاحظ بأن الشاعر راح يوجه علاماته الوصفية في القول، نحو علاقة دلالية ضمنية، قريبة من حدود الانفعال بخاصية الأفعال الشعرية، و ليس إلى خاصية مدلولية الأفعال الشعرية في إنتاج التجسيد الدلائلي في الخطاب:

"سأعتذر
لخوف العصافير، و نحن نهم بافتضاض
حبات السنبل الأخضر قبل انقضاضها .
لسيدة الأحزان ..
وهي على شفا حفرة
تطفىء نصف دزينة من عمرها
بانتظار مسيحها الغائب"." ص50 "

من الغريب القول إن شاعرية الاستثمار الموضوعة في مجال شعرية نصير الشيخ، تجري بطريقة غريبة جدا، فمثلا ما وجه الانتساب في دلالة العصافير بدال جملة

"حبات السنبل الأخضر"، ثم ما هو وجه الانتماء المحوري في جملة "مسيحها الغائب"؟ وما علاقة موضوعة الاعتذار بثيمة خوف العصافير؟. إن محاور قصيدة الشاعر، تبدو كما لو أنها مجرد ألفاظ منتقاة دون وحدة موضوعية دالة. ثم وأخيرا ما علاقة شاعر يعيش في أحضان المدينة بخطاب السنابل والمسيح والعصافير .

أعتقد من جهتي أن في قصيدة الشاعر ثمة أفعال قد جاءت بطريقة الانتقاء الانفعالي وتحت تأثير فاعلية الاطلاع والقراءة و لربما التناص أيضا . إن الشاعر أخذ يكتب هذه القصيدة بنوع علائقي خاص من برنامج نظام المقطوعات الشعرية المجتزئة من سياقاتها الأصلية الدالة، فمثلا نرى تركيبة الالتجاء الدلالي في النص، حيث جاءتنا مبنية بموجب تعرفية مثقلة، بمحمولات الأصوات والذوات التوسيعية في مكامن فراغ الروابط ومجريات الموضوعة بشكل خاص، فعلى سبيل المثال، نعاين هذه الجملة الاستهلالية من مقدمة القصيدة : "سأعتذر – لخوف العصافير".

إن حركية المظاهر الدلالية في هذه المقطوعة الصورية، تبدو كما لو أنها تمهد لمجريات تعريفات إخبارية أخرى، بشأن موضوعة اعتذار الشاعر للعصافير، أي بمعنى أن هناك حلقة مفقودة في هذه الجملة المقطعية، مما جعل صيغة الطرح الدليلي في خطاب النص، تتخذ لذاتها ثمة تماثلات شبه فعلية، من زمن الإظهار بمظهر جملة "سيدة الأحزان" وجملة "شفا حفرة" . وتبعا لهذه المؤولات في الأداة القولية، يتضح لنا بأن دليل الاعتذار للعصافير، ما هو إلا انفعال فعلي من مقولة وأدلة "مسيحها الغائب".

وبهذا الشكل صارت لدينا موضوعة الإظهارية في دليل "الاعتذار" بمثابة الجنوح الهامشي نحو خلفية شبه قارة بمعاينات محورية تسمية الدليل والدلالة . وبناء على هذا الحال، فإن قراءة قصيدة ديوان " شجر من محنة الوقت" تعد بمثابة الأشكال الاحتضانية لحالات تتجاوز أيقونية العبارة الشعرية، بما يجعل وظيفية فضاء القصيدة، تمتد نحو مساريات قائمة على أساس ترابطات مضمونية شبه جادة .

في ضوء الانفتاح السياقي والتشكيلي في قصيدة ديوان "شجر من محنة الوقت"، لاحظنا أن هناك ظواهر اشتغالية مهيمنة على شروطية ذاكرة الشاعر، وعلى وجه التحديد في معيارية ديوان هذه القصائد، فمثلا هناك لدى الشاعر اعتمادية واضحة على ظرفية "الدليل المظهري" ومفهوم " نصية الفعل الحاضر" . مما وفرللقصيدة في الديوان، ذاكرة استحضارية ملفتة في معاينة، خصوصيات المحاور والأفعال والصور في النص ولكن المشكلة في هذا النوع من الاشتغالية هذه، هي منظوماتها القولية، التي وجدناها تنداح بموجب توكيدات قصدية خاصة، من وظائف الذوات الفاعلة والمنفعلة من زمن الدليل المظهري في الخطاب:

"سأعتذر
للقطارات المحملة بالقيظ والحنين والطحين
وأغاني عجلاتها الصدئة
لصبايا الحي وهن يترقبن طلوعي
في أول الندى،
ليرشقن وجهي بابتسامة بلهاء ."

إن أصوات هذه المقاطع من القصيدة، فيها ما يجعلنا نعتقد بأنها، محض حبكات فاعلية الروي والمروي الذي يعادل ويشكل هذه المعادلة : "الذات – الموضوع التصور- الأفق". و لكن إن دققنا فيها، وجدنا أن هناك العديد من الدلالات المقحمة وبموجب لحظة تحفيز انفعالية من نتائج الخطاب التوصيفي. فمثلا ما حدود المقارنة الاستثمارية ما بين جملة "سأعتذر للقطارات" ومعادل جملة "المحملة بالطحين وأغاني عجلاتها"؟، ثم ما دور كل هذه الدلالات، بموقع دليل "وهن يترقبن طلوعي " ؟. ألا يعتقد نصير الشيخ بأن قصائد مجموعة " شجرمن محنة الوقت" ربما لا تجسد ولا تمثل ما عليه كتاباته الشعرية في المراحل السابقة. ثم ما دور هذه التقابليات الوصفية من حدود تشكيلات الذوات الانفعالية في النص التي تصب خارج حدود البنيات الاسترجاعية والتقابلية من روي زمن النتاج الدلائلي الموحد والصائب؟

إن حياة القصيدة في مجموعة" شجر من محنة الوقت" كتابة كاشفة داخل متحركات فواعل تتشاطر فيما بينها حدود "الانفعال- الفاعلية "، ودون أدنى تواصل خارج هذا المعنى: هل أن السبب في كل هذا هو أن الاحتكام السببي في مشروعية القصيدة صار يقع داخل شفرات سلسلة وقائع متنافرة الوصوف والبناء الفني؟ أم أن وقائع رسومات المخيلة في هذه القصائد ما هي إلا نتائج مرحلة خارج أحداث تجربة الممكن الاسترجاعية في الدليل الشعري؟

هكذا هي قصائد" شجر من محنة الوقت" زمان وصفي في لحظات من الانفعال والفاعلية، تنطلق نحو مشاهد توهم أن الخلاء هو المكان والصحراء هي الماء والدهر هو الزمان والمحوي هوالحاوي . إن القصيدة في هذا المشروع الشعري، جاءتنا حركة وصفية لافتة من الإضمار والكشف، كما أنها طبيعة عكسية لمجريات فاعلية وخصوصية اتجاهات لغة الأشياء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
نصير الشيخ يحلق مسكونا بمحنة خوف العصافير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لاكريمات الشيخ عبد الله نهاري
» عيد الحب الشيخ عبد الله نهاري
» الشيخ نهاري ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﺤﺮ ﻓﻤﺎ ﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ ؟
» بنكيران المسؤول فهمتيني ولا لا- جديد الشيخ سار
» ربيع كما اردناه الشيخ عبد الله نهاري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: