مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بين الهامش والمتن: الثورات العربية لم تصنع ثقافة مغايرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

بين الهامش والمتن: الثورات العربية لم تصنع ثقافة مغايرة Empty
مُساهمةموضوع: بين الهامش والمتن: الثورات العربية لم تصنع ثقافة مغايرة   بين الهامش والمتن: الثورات العربية لم تصنع ثقافة مغايرة I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 12, 2012 9:20 am



العرب أونلاين- عبد المجيد دقنيش


تعددت الأصوات الأدبية الإبداعية العربية إبان التغيرات السياسية الأخيرة وما يعرف بالربيع العربي. وتصاعدت أمواج الخطابة اللغوية والكل يريد اقتناص اللحظة الإبداعية التاريخية والتعبير عنها بشتى الوسائل. فهل جاء المولود الثوري الجديد معافى وسليما من الناحية الجمالية الفنية، أم جاء مسخا مشوها ومجرد انفعالات خطابية لغوية مبالغ فيها ولا تمت للإبداع بصلة؟

إشكالية يصعب الحسم فيها باعتبار تعاملنا مع كائنات روحية أدبية وخوضنا في قضية إبداعية جمالية فنية تثأثر لزاما بالمزاج الفردي والاجتماعي والسياسي والظروف الحياتية المتغيرة في كل لحظة.ولكننا حاولنا أن نختصر هذه الإشكالية في هذا السؤال الذي طرحناه على مجموعة من الكتاب والمثقفين التونسيين.

أي نوعية من الولادة الأدبية تولد الآن، وهل التحولات السياسية التي تعرفها المنطقة العربية تؤثر على فعل الكتابة ومواضيعها؟

وليد سليمان: ارتفاع سقف الحرية خلق مواضيع جديدة

يعيش الأدب العربي حاليا حالة مخاض. وأعتقد أن التحولات السياسية الأخيرة التي عرفتها منطقتنا هي تتويج لسنوات من الغليان ولن تمرّ دون أن تترك أثرها على عالم الإبداع والكتابة بشكل خاص. فالأديب لا يعيش بمعزل عن السياق الذي يتحرك فيه.

لكن، في المقابل، أعتقد أن رصد هذه التغييرات التي انعكست في الأدب مازال أمرا سابقا لأوانه باعتبارأن صيرورة التحولات السياسية والمجتمعية مازالت متواصلة ولا أحد بإمكانه أن يتنبأ أين ستقودنا هذه الموجة. فبالنظر إلى سيرالأحداث، قد تحدث انتكاسات أوانحرافات من شأنها أن تهدد مكاسب مجتمعية ومدنية طالما اعتقدنا أنها بمأمن عن أية تجاذبات.

إلا أنه من المؤكد أن ارتفاع سقف الحرية في عدد من الدول العربية قد شجع بعض الكتاب على الخوض في مواضيع كان يصعب مجرد التفكير فيها. وهو أمر استوجب تغييرا في أساليب الكتابة، إذ أن أفق التلقي لدى القارئ قد شهد هو أيضا تحولا كبيرا.

نصر سامي: لا أرى أيّ ولادة إبداعية جديدة

لا أرى أيّ ولادة. ربّما أخيّب ظنّك بإجابتي هذه، لكنّ ما أراه أنّ ما كان سابقا هو ما يوجد الآن. نفس الأسماء هي التّي تكتب الآن. بعضها تغيّر لكنّنا نتذكّر ماضيه. ونضحك بصمت في أعماقنا من محاولاته. بعض الكتاب استبدل نصّا بنصّ ولكن الرّوح هي نفسها والطّريقة هي نفسها ونبرة الادّعاء هي نفسها. في الشّعر مثلا يدهشك الادّعاء العالي لبعض الأسماء بأنّهم هم من كانوا صوت الثّورة وهم لم يكتبوا نصّا واحدا قبل 14 جانفي"يناير". كتاب كثيرون ابتعدوا تماما عن المشهد، لم نقرأ نصوصا هامة. حتى بعض القصائد التّي عرفت لبعض الأسماء هي استعادة لمناخات مشرقية وتمارين لغويّة تدّعي التّجريب وتدّعي الجدّة وما تجرّبه جرّب من قبل بنجاح وعمق في الشّعر التّونسي.

لا أرى أيّ ولادة. ربّما وجدت نصوص أغلبها عاطفي يتغنّى بالثّورة أمّا غير ذلك فلا أراه. أمّا الجزء الثّاني من السؤال فإنّ التحوّلات السّياسيّة تنذر بخطر حقيقيّ في رأيي ربّما يؤدّي إلى مزيد من التّشدّد والتّقييد من الحرّيات وربّما دفع ذلك الكاتب إلى المقاومة وإلى استحداث طرق جديدة للتعبيرعن رأيه. وبالطّبع إذا أضفنا إلى ما قلت صعوبة وضع الكاتب في تونس وعدم قدرته على النّشر والتوزيع وضمان الحقوق فإنّ الوضع ينذر بالخطر.

أبوبكر العيادي: أنّى للكاتب أن يقارب واقعا لا يني يتغير

للرواية نهاية لا بد منها، وللزمن سيلان لا يعرف نهايته إلا الله. فأنّى للكاتب أن يقارب واقعا لا يني يتغير، ويمسك بزمن يمور بالشيء ونقيضه في اليوم الواحد ؟ كانت الأمور واضحة في البداية، ثورة شعبية عارمة قوضت دولة الفساد، وحكمت على رأسها وبعض من بطانته بالفرار. وكنا نظن، وبعض الظن إثم لا يغتفر، أن البلاد ستشهد من بعده عهدا من العدل والحرية والأمان، فلا جور ولا اضطهاد ولا قمع بعد الرابع عشر من يناير 2011.

وكنا نتهيأ لمقاربة هذا الوضع المستجد، لنستلهم منه معانيه ونصوغ من تضحيات شبابنا ملحمة، ولكن الانتكاسة نزلت بأسرع مما كنا نتوقع، فإذا هي فوضى اختلط فيها الحابل بالنابل، والأخبار التي تجيئنا، نحن المهاجرون، تحمل في طياتها نذر فتنة وشيكة، نكاد لا نتبين فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حيث بات المضطهد قامعا والمنفي نافيا والمفسد مصلحا والفاجر ورعا والمستبد ديمقراطيا والواشي مناضلا والصحفي المأجور منظرا والمناشد إماما والبوليس صحافيا، وصارت البلاد مرتعا لدعاة الفكر الظلامي ومقاتلي القاعدة، فيما بات المواطن لا يأمن قوله ولا سلامته في ظل حكام جدد يعيدون إنتاج الدكتاتورية. فكيف للمبدع أن يمسك بتلك المتناقضات وهي تتوالد كالفطر غب المطر؟ وإن تجاسر وفعل فسوف يكون المولود مجرد مسخ مجهض.

وفي رأيي أن القصة والشعر قد تنهضان بذلك الدور، لقدرتهما على التقاط تفاصيل الحياة اليومية والإمساك باللحظات الهاربة، أما الرواية فقدرها أن تنتظر عرك العجين ثم اختماره. والله وحده يعلم متى يأزف ذلك الحين. كتبت مجموعة قصصية "جمر كانون" أول عهدنا بالثورة، ثم توقفت، لأن المشهد أمامي ملبد بشكل لا يمكن اختراقه كيفما جئته.

الشادلي القرواشي: الأديب يكتب ثورة فنية جديدة

شهد المشهد الأدبي في المرحلة الأخيرة كتابات عديدة انبجست من رحم الثورة والتحولات السياسية الأخيرة. وقد اتسمت هذه الكتابات في الواقع بكثير من الخطابة وتميزت بشحنتها الوجدانية الكبيرة. فالشعر مثلا ابتعد شيئا ما عن الرؤى الفنية والتبس أكثر بالواقع حتى أنه أصبح أداة تسجيلية لما يقع من أحداث في صلب المجتمع.وهذا أمر طبيعي نجده في كل الثوراث العالمية، حيث تتعدد الأصوات وتصبح مشحونة بطاقة انفعالية عالية تواكب ما يشهده المجتمع وتتحايث معه.

والأدب التونسي بصفة عامة يعيش الآن على وقع الأدب الثوري، ولكن هناك أقلام نادرة استطاعت أن تجمع بين ماهو خطابي انفعالي وبين ماهو فني جمالي وفي نظري هذا هو الأدب الذي يدوم والذي بوسعه أن يثمر بعد مدة لأن المجتمعات غالبا ما تتخطى الثورة فيكتب الأديب ثورة فنية جديدة وهذا هو المرتقب منه بوصفه مبدعا مختلفا.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
بين الهامش والمتن: الثورات العربية لم تصنع ثقافة مغايرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: