مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لميس المرزوقي تغرق في بئر اللغة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

لميس المرزوقي تغرق في بئر اللغة Empty
مُساهمةموضوع: لميس المرزوقي تغرق في بئر اللغة   لميس المرزوقي تغرق في بئر اللغة I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 12, 2012 9:15 am



العرب أونلاين- رضاب نهار


مبتعدةً عن كل التقاليد المعروفة في النشر والكتابة الشعرية، والتي كانت تقتضي وجود مقدمة وفهرسٍ للقصائد أو المقاطع التي يتضمنها أي ديوان شعري وأية مجموعة شعرية، خطّت الشاعرة الإماراتية لميس فارس المرزوقي من مواليد أبوظبي 1977 مجموعتها "النقطة السوداء في جيبي" الذي صدر عن مشروع قلم في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في العام 2010.

فقد قسّمت المرزوقي قصائدها داخل الكتاب إلى أرقامٍ من 1 إلى 36 وتحت كل رقم كتبت مقطعاً شعرياً قصيراً صوّرت من خلاله حالة معينة من الانتظار والحب والأمل والألم. حتى بدت مقاطعها الشعرية حالات روحانية تتوالى واحدة بعد الأخرى إلى أن وصلت إلى الرقم 36، خاصةً وأنها لم تحمل عناوين تجعل لكل مقطعٍ كيانه الخاص. ويخيّل إلى القارئ أن الكتاب من بدايته إلى نهايته قصيدة واحدة تفصل بين مقاطعها الأرقام والصفحات.

لكن مقطعاً واحداً من بين الجميع حمل عنواناً كان شبيهاً بالإهداء أو بلفت النظر إلى أنها تتحدث عن شيء بالتحديد دون آخر، وهو المقطع رقم "2" وعنوانه "إلى الوردة التي جفّت على الطاولة".. وجاء فيه وهي تتحدّث عن العجز اللغوي في التعبير عن اختناق القلب ووحدته:

"ماذا سأقول؟
وكل ما أعطتني إياه اللغة مجرد كلام
أصوات، حتى لا يخيفها الموت
كيف سأنقل لك قلبي الموبوء
كرمانة مستلقية وحيدة في الصحراء
أي حدود تصنع لي؟
وأي بلاد حزينة كبلادي ستوقظني؟"

ينتمي الكلام الموجود في "النقطة السوداء في جيبي" إلى نمط الشعرالحرالذي لا يتقيد بعدد التفعيلات في البيت الواحد ولا يتقيّد بقافية واحدة، بل اعتمدت على موسيقى الجملة الشعرية عند قراءتها وسماعها. وهنا أيضاً تظهر الصيغة التجريبية عند لميس المرزوقي حيث كسرت القواعد مرةً أخرى، واخترعت صيغة شعرية خاصّة بها تجسّد معاناتها الحقيقية ضمن الواقع الذي بات يفتقد لجوهرالأشياء فيه. فلم يكن الشعر فيما تكتبه مجرد كلمات جميلة منسّقة وفق قواعد أدبية وشعرية، إنما ظهر كطاقة تعبيرية فرضت نفسها بتفاصيلها وشكلها الجديد على أنها شعر حقيقي.

ففي عالم باتت الفوضى صفته الأساسية والأولى، لا مكان لوجود القواعد ابتداءً من العنوان الغريب "النقطة السوداء في جيبي". الكلمات تخرج من تلقاء نفسها، والجمل تغدو قصيرة ومقتضبة. وأما المواضيع فغالبا ما تتمحور حول "الأنا" عند الشاعر، تنطلق من ذاته بكامل اختلاجاتها وتعبيراتها، مشيرة بلقطات سريعة إلى الشخصيات والأماكن والأشياء ضمن حالة من الانتشاء العاطفي حتى ولو كان من الألم والحزن. وقد بدا هذا واضحا بشدة من أول صفحة في المجموعة، والتي تضمنت الكلمات التالية:

"غريبة أسماؤنا
كمنزلي القديم
وحلم طفلة كانت تناديني أنا".

كذلك كتبت المرزوقي في المقطع رقم "11" تنعي حالة نكران الذات والمحيط التي نعيشها في مجتمع يعجّ بالغرباء من حولنا، وبكل الوسائل التي من شأنها إبعاد الإنسان عن ذاته ليصبح جسدا دون ذاكرة ودون ماض، فمن نحن في جسد من دون حياة:

"حين يفقد جسدي ذاكرته
ويلامس كفا أخرى
يصرخ بي
تتصلب فيه بقايا الإنسان."

وعن الزمان الماضي الذي نشتاق لكل تفاصيله، حتى أننا ربطناها جميعها بمشاعر خاصة تليق بكل لحظة على حده، حاولت المرزوقي أثناء تجسيدها لحالاتها الشعرية، استحضار حالات لها علاقة بشخصيات من ذاكرتها:

"مستلق هناك
عند أول النهار
وحولك الكروم
وندبة قديمة
على الجبين
هناك حيث لا عيون
ولن يغيب في زمانك الزمان
هناك حيث ليس سوى السكون
وموقدٍ من الجليد
لوجه أمٍ
سقطت من كف الزهر إليك
تماماً حيث لا نهار."

هذه االكلمات كانت من المقطع رقم "20"، ونلمح فيه كما قلنا سابقا حنينا إلى زمان مضى حيث الهدوء والطمأنينة، الشيء الذي نجده في مقاطع كثيرة من بين الـ 36 الموجودة في المجموعة، كالمقطع "4" الذي كتبت في بدايته:

"ما زلت أعود
حيث الشارع مخبوء تحت ضفيرة."

قد ينطبق على شعر لميس فارس المرزوقي قول "ترسم بالكلمات"، لأنها تصوّر لنا في كتاباتها أحداثاً وحالاتٍ مختلفة كثيرة أخذت منها ما يعنيها أو ما هو المختصر الذي يفي بالغرض الشعري وقدّمته لنا، تماماً كما يحدث في الفن التشكيلي التجريدي، حيث أنّ الفنان تتجلى وجهة نظره في أيّ موضوع من خلال رسم شكل معين يعمل على أبعاده وتجلياته.

ولا بد أن نذكر هنا، أنّ شاعرتنا الشابة التي نتحدّث عنها هي فنانة تشكيلية تعشق كل ما هو غامض وترسمه، حتى لا تشبه لوحاتها أي لوحات أخرى، وكأنها تبحث في الغموض عن أجوبة لأسئلة كثيرة تخطر في بالها. وقد حازت على جائزة المرأة الإماراتية للإبداع في الفن التشكيلي في المركز الثالث عام 2009.

وإلى جانب الشعر والفن التشكيلي، تكتب لميس الرواية إذ صدرت لها عن دار صفصافة للنشر في القاهرة عام 2010 رواية بعنوان "حدثتنا ميرة"، وقد أعلنت مسبقاً عن رواية جديدة ستظهر اسمها "رائحة الطين". كما سبق وأن نشر لها دار كنعان في عمان ديوان شعري عام 2009 بعنوان "شفاه أيبسها الرعب".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
لميس المرزوقي تغرق في بئر اللغة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المرزوقي: هناك قمة مغاربية هذا العام
» المرزوقي: الأسد سيرحل.. حياً أو ميتاً
» المرزوقي اعتذر.. وسلفية تونس يريدون رأسه!
» رفيف الشعر في بستان اللغة
» المرزوقي: المجموعات المتشددة فى تونس تجاوزت الخط الأحمر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ادب وشــــــــــــعر-
انتقل الى: