مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مراكش عاصمة الابتسامة والفول المدبلج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

مراكش عاصمة الابتسامة والفول المدبلج Empty
مُساهمةموضوع: مراكش عاصمة الابتسامة والفول المدبلج   مراكش عاصمة الابتسامة والفول المدبلج I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 11, 2012 7:23 am

جميل ضاهر


في الجولات السياحية التي نقوم بها من خلال عملنا الصحافي نجد أن معظم الأماكن المخصصة لجذب للسياح لا تعمل على تسويق هذا المنتج، فمعظم فنادق العالم العربي لا تضع موسيقى عربية في باحاتها، ولا تقيم برامج لها بعد ثقافي فني لتعرض من خلاله إبداعات موسيقيين عرب عملوا بجهد على الحفاظ على الشخصية العربية الشرقية في مؤلفاتهم.. بل تختصر هذه الفنادق الموسيقى الشرقية وتاريخها بتقديم (راقصة) ترتدي ملابس تبدو (هندية) أحيانا، وغالبا ما تكون الراقصة أوروبية، ولعل هذا ما جعل المخرجين الهوليوديين يستعينون بوجوه ونجوم هنود لتقديم شخصيات عربية في السينما العالمية.

لابد من أن تكون السياحة مشهدا مكتملا، يبدأ من مطار الدولة، ولا ينتهي إلا بعودة السائح متأثراً بما رآه من التاريخ ومن الحاضر ومن الفنون التي تثري المشهد السياحي بمعارض الرسوم المرتبطة بالمكان، وبتقديم الخدمات المرتبطة بالنقل، والمطاعم، والتسوق بدون (التذاكي) على السائح و(سرقته) كما يفعل بعض المنتفعين في معظم الدول العربية باستثناءات قليلة، فالتاكسي له حصة الأسد في تشويه السياحة، خصوصا عند اكتشاف قائده أن السائح أجنبي فتتصدر فكرة الاحتيال مجمل اهتمامه.

بالإضافة إلى ذلك المطاعم، خاصة الشرقية منها، التي تتلاعب بالفاتورة على اعتبار أن السائح لن يعود مرة ثانية، فما المانع من (تشليحه) وأخذ الكثير مما لديه من المال، ويضاف إلى هذا تلك العصابات المنتشرة في محيط الأماكن السياحية التي تقدّم أسوأ صورة لتاريخ بلادها، وغالباً ما تكون هذه العصابات مرتبطة برجال الشرطة التي يشارك أفرادها محصولهم من (السرقة) المعلنة، والأمثلة كثيرة يعرفها جيدا زوار المواقع الأثرية في المدن التاريخية، فعندما نزور تركيا نجد الكثير من الأماكن التي تقدم الفنون المحلية الصرفة بشكلها التقليدي وأنغامها الخاصة وهو ما يصبو إليه القادم من صخب الغرب، وكذلك اليونان حيث تجد آلة البوزوكي وسط كل الفرق الموسيقية، وفي أمريكا الجنوبية نجد موسيقى السالسا والفلامنكو وغيرهما من الموسيقى المحلية هي العنصر الأساس للجذب السياحي، فما قيمة أن تغني لهؤلاء القادمين أغانيهم الغربية مثلا.. أو تغني للسائح الخليجي أغنياته بأصوات تشوبها ألف شائبة؟ ما قيمة أن تذهب إلى لندن لتسهر في مطعم عربي يقدم المشاوي والمقالي ويقدم كل الأغاني الهابطة في الوطن الأصل؟

مشهدان في مراكش

لفتني في رحلتي الأخيرة إلى مدينة مراكش المغربية مشهدان يملؤهما التناقض العجيب.. الأول يكمن في تجمهر السائحين الغربيين حول عازفين يقدمان موسيقى بدائية على آلة وترية صحراوية وصوت إيقاع ينبعث من قطعتي نحاس، ويصدر هذان العازفان ألحانا خاصة جدا، ولا تملك الكثير من نواحي الإبهار إلا أن السائح الغربي ينشد إلى هذه البدائية باهتمام شديد، وقد لا يحصل على هذا الاهتمام أكبر نجم من نجوم الأغنية العربية الذين حملوا أنفسهم ألقاباً وهمية لا قيمة لها أمام هذا اللون من الموسيقى القادم من الأرض، ومن حبيبات الرمال المنتشرة في الصحراء، ومن ليل لا يعرف ظلامه سوى من تاه وسط العدم، وهذا ما جعل بعض الفرق المغربية تشتهر على مستوى العالم لحفاظها على الموروث المميز والطابع الأصيل في تقديم الموسيقى المغاربية، ولعل أشهر هذه المجموعات فرقة (جيلجلالة ) وفرقة (ناس الغيوان).


وفي المشهد الآخر الذي ترك عندي كل التساؤلات التي تدور في فلك الانحطاط الثقافي الذي وصلنا إليه بسرعة مذهلة.. مطعم من نوع آخر يقدم موسيقى لبنانية ومصرية وغالبية الحضور من السياح العرب أو المحليين الذين لا يتدّخلون كثيرا في ما يقدّم لهم تحت شعار التسلية البحتة... اللافت كان صعود مطرب مصري إلى المسرح وتقديمه مجموعة من الأغاني تمحورت حول (الحيوانات) ومن دون أية مبالغة هذا ما شاهدته وسمعته... فمصر عبده الحامولي وعبدالوهاب وأم كلثوم وأسمهان وعبدالحليم وسيد درويش لم تتمكن من لفت هذا المطرب، بل لفتته أغنية تبدأ بصوت (نباح) الكلب وهي (عو عو عو) لتليها أغنية أخرى عن الوز والبط، ولم ينهِ هذا المطرب وصلته، لكنه نجح في إجباري على الانسحاب قبل أن يختم فقرته حين قدّم أغنية بعنوان بحبك يا (حمار)..!!!

دلائل وفواصل ومؤشرات مربكة- كيف يمكن أن يأتي إلينا الآخر ونحن على هذه الشاكلة؟ نغرق في أدوات كهربائية مصدرة لأصوات مزعجة ومركبة خالية من الإحساس الإنساني... كيف نثبت احترامنا لتراثنا كي يحترمه الآخر؟ هل فعلا لا يريد السائح أن يتعرف على موسيقانا؟ وما هي الأسباب؟ أليس جديرا أن تعمل وزراة السياحة على تجهيز وترتيب الفرق المحترفة المتخصصة بتقديم التراث بمسؤولية في الأماكن التي يرتادها السياح وأن تتخلى تلك الأماكن عن الاكتفاء بفكرة (الشروال) والطربوش واختصار التراث بهذه الأشياء كسيدة تخبز على التنور وما شابه..؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
مراكش عاصمة الابتسامة والفول المدبلج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة واحـــة وسياحـــة-
انتقل الى: