مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً 1l3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً  1l3 Empty
مُساهمةموضوع: الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً 1l3   الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً  1l3 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 08, 2012 8:56 am



أول تنظيم سياسي أهوازي
بعد عودة الشاه من منفاه و الهجمة الشرسة التي تعرضت لها القوى الوطنية والديمقراطية في إيران عموما، وفي الأهواز خاصة اختفت وتراخت التنظيمات والأحزاب التي كانت تعمل في الاربعينات وحتى اوئل الخمسينات، ونشأ عن ذلك ما يمكن تسميته بالفراغ السياسي، فأخذت نخبة من المخلصون من ابناء شعبنا العربي، والذين كانو يحتلون مواقع متميزة في عملهم، وفي الوسط الاجتماعي، وسبق وأن عايشوا الاحداث السياسية، بالتفكير الجدي لتأسيس تنظيم سياسي، ذي أهداف وتوجهات سياسية، واسفرت جهودهم في عام 1958 عن تشكيل تنظيم سياسي، اطلقوا عليه اسم "اللجنة القومية العليا " للدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الأهوازي، وهو ما وجد حماسا واستحسانا كبيرا من أبناء الشعب العربي في الأهواز.

ولكن كان لاتساع هذا اللجن مشكلة أخرى، حيث تضخمت قواعده مما جعل القيادة غير قادرة على توجيهه، الأمر الذي سهل عملية انضمام العناصر الانتهازية الى مكانات عليا في هيكله التنظيمي، واكتشافه من قبل الساواك، فألقي القبض على قادته وعناصره البارزين، ليعدم بعضهم ويحبس بعض آخر بينما يلوذ بعض ثالث بالهروب خارج البلاد.

ومن أبرز أسماء رعيله الأول محي الدين حميدان آل ناصر وعيسى المذخور، ودهراب اشميل، الذين أعدموا يوم الاحد الموافق 11|6| 1963، بينما حكم على كل من سيد كاظم السيد موسى و عبد الزهرا السلامي بالاعمال الشاقة والسجن المؤبد، واما جليل المالكي، الحاج جبار البوغبيش، والسيد حيدر السيد طالب وسيد نور بن سيد طالب حكموا خمسة عشر عاما وأما سيد هادي الموسوي وراضي الحمداني ورضا محمدي وعلي الرملى وعبود حرداني فقد صدر بحق كل منهما ثلاث سنوات سجن.

واما الباقون فقد أطلق سراحهم، لعدم ثبوت الادلة ضدهم، وكان من بين اللذين اعتقلوا هناك عناصر تسلقت التنظيم ووصلت الى درجات متقدمة فيه ولكنها كانت تعمل لصالح الساواك وشهود زور في المحاكم الصورية الايرانية اثناء محاكمة تنظيم اللجنة، وقد ثبتت ادانتهم من قبل الله والشعب( لمزيد من المعلومات يمكن مراجعة" تاريخ خوزستان از د وره افشاريه تاد وره معاصر " تأليف الاستاذ موسى سيادت ص 885 ج2.
ربما كانت واحدة من أهم أخطاء اللجنة اول تنظيم سياسي للعرب الأهواز هو التركيز على اسلوب واحد للنضال، وهو الانتفاضة الشعبية المسلحة، ولم تركز على اساليب النضال الاخرى، خاصة الاساليب السياسية والمطلبية كالإضرابات والمظاهرات، ولم تولي الجانب الايدولوجي والتثقيفي أهمية، ولم تحاول ايجاد تحالفات مع القوى الديمقراطية والتقدمية الإيرانية الأخرى، رغم عظيم دورها في استعادة الروح الوطنية والقومية الأهوازية في نفوس الشعب الأهوازي.

وبالقضاء على اللجنة القومية العليا لم يسد الصمت و الهدوء السياسي ، منطقة الاهواز العربية وحسب، وانما ساد عموم إيران وأجهزت السلطات الامنية على كل بادرة أمل لدى الشعب، و أمتلأت السجون بالمناضلين، وأصبح التعبير عن الرأي، في ظل نظام الشاه شبه مستحيل أو ضربا من الخيال.

من هنا لم يكن امام التيارات الجديدة من الاجيال السياسية الإيرانية من وسيلة غير الكفاح المسلح، وأخذت تخطط لاستخدام السلاح، ولعل أبرز تعبيراته اللاحقة ظهور منظمتي "فدائي الشعب الايراني" ومنظمة مجاهدي خلق الايراني" اللتين انتهجتا اسلوب الكفاح المسلح، لاسقاط النظام الشاهنشاهي ولكنهما ليسا موضوع حديثنا هنا.

أهوازيا ظهرت تنظيمات أخرى بعد اللجنة القومية العليا كان من أهمها في فترة الستينات جبهة تحرير عربستان، وجبهة التحرير الاهوازية وغيرها من الجبهات.
وفي السبعينات، واثر اشتداد الخلافات بين العراق وايران تأسست جبهة جديد’ اطلق عليها اسم الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز واثناء تواجدها في الخارج نسجت الجبهة ولاول مرة في تاريخ العمل الوطني الاهوازي علاقات تعاون مشتركة مع بعض التيارات الايرانية كمنظمة فدائي الشعب الايراني والجبهة الشعبية لتحرير بلوجستان الغربية، والحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني، وحركة المثقفين الاتراك، ومع الأحزاب والحركات الوطنية والعربية ومع المنظمات الفلسطينية، وحضرت العديد من المؤتمرات الاقليمية و العالمية، وقداعتبرت الجبهة ومن خلال برنامجها السياسي ونظامها الداخلي، على انها جبهة تستوعب فصائل ثورية، تهدف الى تحقيق حق تقرير المصير للشعب العربي في الاهواز وتؤمن باسقاط النظام الشاهنشاهي في ايران، واقامة نظام ديمقرطي، يعطي للشعوب الايرانية كالعرب في الاهواز، والبلوش في بلوشستان والأكراد في كردستان، والترك في آذربايجان، وساير الاقليات في ايران، حقوقها القومية بما فيه حقها في تقرير مصيرها بنفسها، وقد رفعت الجبهة راية الكفاح المسلح من أجل تحقيق اهدافها ، وقدمت في هذا المجال الكثير من الشهداء والسجناء، وقد استطاع الجناح التقدمي في هذه الجبهة ان يطور نفسه باستمرار وأن يناضل من اجل التحرر القومي، والنضال من اجل التحرر الاجتماعي والسياسي، ومن هنا اعتبر نضاله جزءا لايتجزأ من نضال الشعوب الايران الاخرى.

جاء سقوط حكم الشاه نتيجة لنضال الشعوب الايرانية المستمر بعد عدة عقود من الزمن، وحلما راودهم جميعا، ولكن بعد إمساك رجال الدين بالسلطة، واقامة جمهورية رجال الدين الاسلامية، اخذت الامور تسير بالاتجاه المعاكس لرغبات الشعوب، فلم تمض الا شهور حتى ظهرت بوادر الالتفاف على الثورة، وانتهج الحكام الجدد تجاهها أساليب أكثر وحشية وأكثر قمعا من نظام الشاه السابق، فحدثت مذبحة الشعب التركماني، وتلتها مذبحة الشعب الكردي، و مذبحة الشعب العربي، ومطاردة الشعب البلوشي، ومن ثم التوجه الى العمق الايراني، لضرب القوى الوطنية والديمقراطية الايرانية كافة.


معارضة الأهواز والثورة الإيرانيةكان الشعب العربي الأهوازي ينتظر سقوط النظام الشاهنشاهي الدكتاتوري، وإقامة نظام ديمقرطي في ايران، وقدمت في سبيل ذلك الكثير من الشهداء والجرحى والمعوقين، وقد أعربت عن تأييدها لتوجهات النظام الجديد، وعن حسن نواياها حينما أعلنت ان النضال السلمي الديمقراطي هوخيارها الوحيد لتحقيق اهدافها .

وعندما استقر الأمر، وتشكلت اول حكومة مؤقتة، في مرحلة مابعد الشاه، برئاسة السيد مهدي بازركان ، شأركتها الحركة الوطنية الاهوازية مختلف الفعاليات السياسية ، والاجتماعية كما جرت اتصالات بين الزعيم الروحي للشعب العربي آية الله الشيخ الشبير الخاقاني، والسلطة المركزية في ايران، خاصة وقد قاد المقاومة ضد الشاه في الأهواز، وأدار شئونها بعد انهيار مؤسسات الدولة من خلال الجماعات العربية التي كانت تعمل وفق توجيهاته، حول حقوق ومطاليب الشعب العربي، وعرض مظلومياته من العهد السابق وسائر الشعوب الإيرانية الأخرى.

وفي اعقاب المظاهرات المتتالية التي قام بها الشعب العربي للمطالبة بحقوقه، طلب الشيخ الشبير من الحكومة المركزية، إرسال من ينوب عنها الى المنطقة ليطمئن الشعب العربي على حقوقه، خاصة بعدما صدرت تصريحات من لدن بعض اصحاب القرار في طهران، تعتبر منافية لتطلعات شعبنا لا بل تجاهلا متعمدا لوجوده في ايران، وهو ما استجابت له الحكومة فيما بعد.

ونظرا لحساسية الموقف ، قدم الى المنطقة رئيس الحكومة المؤقته السيد مهدي بازركان في مارس عام 1979، وتوجه على الفور الى مدينة المحمرة للقاء الشبير في منزله، وقد ترافقت زيارة بازركان، مع مظاهرات عارمة اشترك فيها اكثر من نصف مليون عربي، مطالبين بالاعتراف بحقوق الشعب العربي، وعدم تجاهل حقوقه القومية المشروعة، إلا أن بازركان صدم هؤلاء حيث توجه على الفور بعد لقائه بالشبير، الى استاد عبادان الرياضي، والقى خطابا تجاهل فيه حقوق الشعب العربي ، ورفض فية الافصاح عن عما دار بينه وبين الشيخ الشبير ، في الوقت الذي اعلن فيه الشيخ الشبير انه اتفق مع بازركان على ارسال وفد الى طهران، يحمل مطاليب الشعب العربي ومن أجل التفاوض حولها، وكيفية التعاطي معها، والعمل على تلبيتها.

وعلى ضوء ذلك، بدأ الشبير لقاءاته التشاورية مع الفعاليات السياسية والثقافية العربستانية، من أجل الاتفاق معهم حول قائمة مطالب الشعب العربي التي سترفع للحكومة، وكانت وجهة نظر الشيخ الشبير أن سقف هذه المطالب يجب أن لايتجاوز ما يهدد وحدة الاراضي الايرانية وسيادتها الوطنية في اطار نظامها الاسلامي الجمهوري.
وبعد عدة ايام (في 9 مارس1979)، اكتملت مطالب الشعب العربي، وصاغها المثقف الأهوازي السيد يوسف عزيزي بني طرف، وبعدها تقرر سفر وفد بها إلى طهران، حاملا معه مذكرة تحتوي على اثني عشر فقرة وهي مطالب الشعب العربي وفي جملتها لا ترتقي حتى لابسط مقومات الحكم الذاتي.

وفي سبيل اضفاء الشرعية على هذه المطالب، وكإعلان عن حسن النوايا سافر الشيخ الشبير الى مدينة الاهواز والتقى بجماهير الشعب العربي في استاد المدينة الرياضي وفي خطابه الموجه للشعب العربي، اكد الشيخ الشبير على حقوق الشعب العربي، ومعربا عن تأييده لتوجهات النظام الجديد، ومؤكدا على وحدة الاراضي والسيادة الوطنية الايرانية، طارحا موضوع سفر الوفد العربي الى طهران.
ومقارنة مع ذلك اصدر المثقفون العرب الاهوازيون ، وبعد اجتماع لهم في مدينة الاهواز اصدرو بيانا عاما يطالبون فيه النظام الجديد الاعتراف بحقوقهم القومية والثقافية و ختموا بيانهم بثلاث نقاط رئيسية، جاءت على النحو التالي:

1- الاعتراف بالحقوق الثقافية والقومية للشعب العربي الأهوازي .
2- مشاركة الشعب العربي في المجلس التأسيسي بنسبة تناسب عدد السكان فيه.
3- الديمقراطية للجميع، بمافيها الشعب العربي (الايراني) الاهوازي .
ونهاية الجلسة طالب الحضور من وسائل الاعلام، استخدام لفظ الشعب العربي، بدلا من العشائر العربية، وقد نشرت هذه المطاليب في جريدة كيهان اليومية في 14 | 12|1358 تقويم ايراني (1979)، وفي غيرها من وسائل الإعلام الإيرانية.
وفي آوخر نيسان من عام 1979 سافر وفد مكون من ثلاثين عضوا، يمثلون كافة الفعاليات السياسية والثقافية العربية من الاهواز الى طهران، يحملون المطالب الآتية للشعب العربي في الأهواز:
1- الاعتراف بقومية الشعب العربي، ووضع ذلك في دستور الجمهورية الأسلامية ايرانية.
2- تشكيل مجلس للحكم الذاتي في الأهواز، ومشاركة الشعب العربي في ايران في المجلس التأسيسي، والمجلس الوطني وكذلك مشاركته في مجلس الوزراء للحكومة المركزية بما يناسب عدد سكانه.

3- تشكيل محاكم عربية من اجل حل مشكلات الشعب العربي في الأهواز.
4- اللغة العربية تكون اللغة الرسمية في منطقة الحكم الذاتي، مع التأكيد بأن اللغة الفارسية، هي اللغة الرسمية لعموم ايران.
6- تأسيس مؤسسات تعليمية وجامعية باللغة العربية في الأهواز والاستفادة من البعثات الدراسية للحكومة.
7- التأكيد على حرية التعبير والنشر والإعلام ورفض الرقابة.
7- حل مشاكل التوظيف وسائر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للشعب الأهوازي عبر تخصيص قدر كاف من عائدات البترول في أرضه لتنميتها.
8- تعريب جميع أسماء المدن العربية والمناطق التاريخية في الأهواز، بعد أن غيرت في العصر البهلوي.
9- مشاركة أبناء الشعب العربي في حكم بلادهم، بعد أن تم حرمانهم من تولى المناصب العليا في عهد الشاه.

12 - إعادة النظر في قانون الاصلاح الزراعي، وتقسيم الاراضي على الفلاحين، استنادا الى قوانين الجمهورية الاسلامية.
وبعد انتهاء اللقاء مع مهدي بازركان، التقى الوفد الخوميني في مقره ب قم ولكنه لم يسمعهم ما يطمئنه على قضيتهم ومطالبهم أو يظهر تعاطفا معها، جرا للجميع نحو سبحه الأيدولوجي والخطابي.

وبعد عودة الوفد الى عربستان، وجه بيانا للشعب، شرح فيه مفاوضاته مع السلطة المركزية، والتقط بعض الأمور الإيجابية فيها، التي حددها في سببين بشكل رئيس:
اولا: الاعتراف الأول من الدولة المركزية في إيران بالمطالب العادلة والحقة للشعب الأهوازي وغيره من شعوب المنطقة.
ولكن ما عاد الوفد حتى نشطت في معاداته الاتجاهات العنصرية وبعض التابعين لها، وصار الحديث عن مؤامرة تدار من الخارج من قبل نشطاء عربستان، وبمساعدة من الحرس الثوري نشطت دعوات لتقسيم المعارضة الأهوازية بعد الثورة، وتشتيت مؤسسات وتشويهها، وهو ما تزعمه الأدميرال البحري ومحافظ عربستان احمد مدني بمساعدة مجموعة من الرموز القبلية والدينية العربية وغير العربية بغية كبح جماح الوعي السياسي المتنامي لدى الشعب الأهوازي.

وقد سعى هؤلاء إلى تشكيل مؤسسات موازية متمثلة بمراكز عسكرية ثقافية، الغالبية العظمى من اعضائها من غير السكان الاصليين، مدعومة بالمال والسلاح، لموجهة المراكز الثقافية، وشكلت ما يسمى ب"ستاد عشائرعرب" لمواجهة المنظمة السياسية، وهذا التنظيم تزعمه شخص عربي رجل دين يسمى الشيخ عيسى الطرفي، في مواجهة المنظمة السياسية.

وفي السابع من أيار/ مايو من عام 1979 اخذ مكتب التنسيق للحرس الثوري الايراني في عربستان يسمم الاجواء ويرفع تقاريره الكاذبة الى المسؤولين، التي طالت الجميع بما فيهم الشيخ شبير الخاقاني- وعمره ثمانون عاما حينئذ- الذي اتهمته بأنه يتردد بين الحين والحين في سيارته البليزر الى الحدود لنقل السلاح، رغم أن هذا الشيخ كان شبه فاقد لبصره كذلك، كما اتهم حضور مجلسه من العلماء والشيوخ بالجهل والمؤامرة.

وجاء رد الفعل الأهوازي في تظاهرات شهر(أيار/ مايو 1979) بدعوة المنظمة السياسية في مدينة المحمرة، وفي المقابل اعلن المركز الثقافي العسكري والدوائر المرتبطة بمدني ان هذه المظاهرة تتم بدعوة من الشبير ونعتت المركز الثقافي واعضاءه بالأمريكان وعملائهم، وبينما كانت المظاهرة تمر من امام المركز الثقافي العسكري لم تتمكن الجماهير من السيطرة على مشاعرها وهي ترى استفزاز الموالين للحاكم العسكري للأهواز، فوقعت اشتباكات مبيتة استغلها الحاكم أحمد مدني في استدعاء قوات من طهران لقمع ما وصفه بأنه انتفاضة انفصالية لعملاء ضد الثورة. ثم وجه انذارا الى المواطنين بتسليم ما لديهم من سلاح وفي الوقت نفسه طلب من بعض رجال الدين المناوئين للشيخ الشبير وبعض زعماء القبائل الوقوف الى جانبه وهو ما حدث بالفعل.

وفي الثامن والعاشر من أيار/ مايو العام 1979 خرجت مظاهرة عربية قوية في مدينة الاهواز وصفتها الصحافة الايرانية وأخرى نسائية، أعلن فيها المتظاهرون المطالة بحقوق الشعب العربي واصدروا في نهاية المظاهرة بيانا من سبع مواد طالبوا فيه باطلاق سراح السجناء العرب، وإيجاد تغييرات جذرية في وضع المحاكم الثورية، وطرد العناصر الانتهازية من اللجان والمؤسسات الحكومية، وتشكيل المجالس وغيرها.

ولكن بالمقابل أعلن أحمد مدني في 22 ارديبهشت 1358 الموافق 12 ايار/ مايو 1979 اعتقاله لمجموعة من المناضلين العربستانيين، ادعى انها عناصر انفصالية ومتأمرة وعميلة تسعى لبث الفتنة و التفرقة بيت الشعب الواحد.
ورغم ما نالته جهود الشيخ الشبير الخاقاني من تقدير واهتمام من بعض المسئولين في الحكومة- كان من بينهم المرشد الحالي على خامنئي- إلا أن مدني نجح في النهاية في تنفيذ خطته وبرنامجه في تشويه القضية ورجالاتها والسيطرة عسكريا وبوليسيا على مدن الأهواز، رغم البيانات التي خرجت من القوى الأهوازية، وفي مقدمتها المركز الثقافي فرع الاهواز، الذي أصدر بيانا من اربع نقاط ترفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلا:

1 - يؤيد الشعب العربي سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر آل شبير الخاقاني مطالبته بالحكم الذاتي لمنطقة عربستان "خوزستان ".
2 - يدين أي مؤمراة تتهم الشعب العربي المسلم بالانفصال، ويعلن تأييده للمراكز السياسية والثقافية للشعب العربي .
3 – استبدال الحاكم العسكري أحمد مدني بآخر من أهل المنطقة يستطيع إدارة مشاكلها واستيعاب مظلومياتها.
4 - تخصيص مساحة مقبولة من وسائل الإعلام من اجل تنمية الوعي الثقافي لدى الشعب العربي.
ولكن انتهت المباحثات والمفاوضات التي قادها الشيخ الشبير الخاقاني في مواجهة أحمد مدني وبحضور وفد من العاصمة طهران بتنفيذ أجندة مدني في النهاية, وإغلاق مختلف المراكز الثقافية ومؤسساته في الأهواز.

واستجلب في سبيل ذلك قوات من الحرس واللجان والملثمين الذين دخلوا على مدينة المحمرة، استعدادا للهجوم الذي وقع صبيحة يوم الاربعاء التاسع من خرداد عام 1358م، الموافق للتاسع والعشرين من أيار/ مايو سنة 1979 وتم اقتحام مركز المنظمة السياسية ومقر المركزالثقافي في المحمرة، بأعدد كبيرة من قوات الجيش والحراس والمليشيات الدينية، واشتبك معهم المواطنون ووقع مئات الضحايا قتلى ومصابين، وفي النهاية أعلنت حالة الطوارئ في مدينة المحمرة وفي مدينة عبدان، وفرض حظر التجوال على المواطنيين، كما عمدت السلطات الى اغلاق الطرق المؤدية الى المدينتين، من اجل منع اي مساعدات قد تأتي الى مدينة المحمرة من المدن الاهوازية الاخرى، ويقدر المراقبون المحايدون، أن عدد شهداء يوم الاربعاء الأسود هذا بلغ مايقارب 817 قتيل بالاضافة الى مايربو على 1500 جريح .

هكذا قمعت الحركة الاهوازيه، وبدأت الحرب الايرانية العراقيه لتزيد الطين بلة و تهجّر الاهوازيين من بلادهم الى العمق الايراني لمدة 8 سنوات، وطوال تلك الفترة تقريبا لم تشهد الاهواز حركة سياسية ملموسة، مثلها مثل سائر المناطق الايرانية، حتى انتفاضة عام 2005 في عهد السيد خاتمي والتي تظاهر الأهوازيون فيها احتجاجا على الوثيقة التي تسربت من الحكومة الايرانيه، وكانت تفيد بانّ للخكومة الايرانية لتهجير الاهوازيين من مناطقهم واستبدالهم بالفرس..



.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً 1l3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً 1l1
» الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً 1l2
» الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً 1l4
» حربنا مع إيران!
» مفاجأة الشعب «غير الثوري» في إيران!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة تـــاريخ وحـضارة-
انتقل الى: