مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً 1l1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتـدى
Admin
ادارة المنتـدى


عدد المساهمات : 1842
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً  1l1 Empty
مُساهمةموضوع: الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً 1l1   الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً  1l1 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 08, 2012 8:49 am

معهد العربية للدراسات والتدريب


تتطرق هذه الدراسة التي أعدها الباحث موسى شريفي إلى مسألة الأهواز، والجذور التاريخية للقضية الأهوازية وخارطتها الراهنة وأحزابها المعبرة عنها، في ظل الإهمال الدولي والعربي لهذه القضية المستمرة قبل تسعة عقود هذا الإقليم الواقع جنوب غرب إيران، على رأس الخليج العربي بمحاذاة العراق وتقطنه أغلبية عربية قوامها ‏5‏ ملايين نسمة.

وكانت الدولة الصفوية قد أطلقت على الإقليم قبل ‏5 ‏قرون اسم عربستان غير أن السلطات غيرت الاسم إلى خوزستان‏، ‏كما غيرت الأسماء العربية لمدن الإقليم إلى أخرى فارسية منذ عام ‏1936 ‏في عهد الشاه رضا بهلوي الذي خلع حاكمه الشيخ خزعل الكعبي وفرض السيطرة الإيرانية على الإقليم منذ عام 1925‏. ‏

ويضم الأهواز نحو ‏85‏% من البترول والغاز الإيراني‏، و 35 بالمائة من المياه في إيران ويقع على رأس الخليج بالقرب من جنوب العراق والكويت، وتعود أصول عرب الأهواز إلى قبائل عربية أصيلة من قبيل بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل خميس وبني كنانة وبني طرف وخزرج وربيعة والسواعد.

‏كما تعد أراضيه من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط كما تجري هناك ‏3‏ أنهار كبيرة هي كارون والكرخة والجراحي وتتهم المعارضة العربية الأحوازية حكومة طهران بحرمان السكان العرب من هذه الخيرات الطبيعية، مما يجعل البعض يصف الشعب الأحوازي بأنه أفقر شعب يسكن أغنى الأرض خصوبة وخيرا‏.

ورغم نضال امتد لأكثر من تسعة عقود لا زالت الحكومات الإيرانية تمارس أعتى ألوان القمع لهذا الشعب بمختلف تنوعاته، من تجفيف الروافد وغلق المراكز الثقافية وعدم تدريس اللغة العربية، حتى الإعدام للنشطاء كما حدث العام 2008 وفي 18 يونيو هذا العام 2012 حيث تم إعدام ثلاثة نشطاء من العرب الأهوازيين- من بين خمسة محكومة عليهم بالإعدام رغم المناشدات الدولية الرافضة لذلك من قبل حكومة طهران! ( انظر قناة العربية والعربية نت في 18 يونيو سنة 2012)


الجذور التاريخية


يمر الشعب العربي في الأهواز- أو عربستان- بظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، نتيجة وقوعه تحت اضطهاد قومي حاد قل نظيره، منذ أن حلت به النكبة الكبرى نيسان / أبريل عام 1925، والمتمثلة في انهيار الحكم العربي في البلاد، وابتلاء الوطن بحكم إيراني عنصري مستبد بقيادة رضا خان البهلوي الذي التقت نزعاته الشوفينية وطموحاته الاستعلائية الجامحة مع مآرب الدول الاستعمارية الغربية ومصالحها في المنطقة، بعد قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917، في نقطة استراتيجية بالغة الأهمية والخصوصية، وهي إقامة دولة إيرانية قوية تشكل سدا منيعا أمام التغلغل الشيوعي إلى المياه الدافئة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط.

وكان ذلك بداية مرحلة مأساوية لم تكتف إيران البهلوي خلالها بضم الأهواز إلى سيادتها قسرا، وبمعزل عن إرادة جماهيرنا، فحسب، بل بذلت كل ما بوسعها لانتزاع هويته القومية وإلغاء خصوصياته الثقافية وصهر عروبته في بوتقة قومية فارسية مشبعة بتعصب بغيض ضد كل ما هو عربي، وتحويل أبنائه إلى مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة، معتمدة على أساليب الترغيب تارة، والترهيب والتهديد، واستخدام سلاح القهر والبطش تارة أخرى.

وهكذا فقد تبخرت آنذاك آمال وطموحاته المشروعة في تقرير مصيره بنفسه، بل فُرضت عليه مواجهة غير متكافئة وصراع مرير من أجل الحفاظ على الوجود. وكان من أبرز سمات هذا الصراع تعمد الحكم البهلوي طمس معالم العروبة في الأهواز، من استبدال الأسماء العربية التاريخية للمدن والقرى والشوارع بأسماء فارسية مختلقة، إلى منع التحدث باللغة العربية في المدارس والدوائر الحكومية، بل تجاوز ذلك كله إلى التهجير الجماعي واغتصاب الأراضي العربية وزرعها بمستوطنات فارسية، على غرار المستوطنات الاستعمارية المعروفة عبر التاريخ.

وكانت الحصيلة النهائية لتلك السياسات العنصرية والممارسات التعسفية تخلفا وتأخرا شديدا في الوطن الأهوازي على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، على الرغم مما تحتويه أرضنا من مصادر طبيعية، وثروة نفطية هائلة تشكل نحو تسعين في المائة من صادرات إيران البترولية!، وبروز أزمة هوية لدى قطاعات كبيرة من شعبنا ظلت تضغط بآثارها السلبية على أوضاعنا الداخلية حتى يومنا هذا.

وفي غياب أي اعتراف أو دعم دولي أو عربي حقيقي للقضية الاهوازية العادلة، فقد وجد الشعب الاهوازي نفسه مضطرا لخوض نضاله المرير بأبسط الوسائل المتاحة، خاصة وأنه كان خلال تلك المرحلة الحالكة من تاريخنا يفتقد إلى تنظيمات سياسية ذات تأثير بالغ على مجرى الأحداث. وإلى ذلك فقد أخفقت جميع الانتفاضات والحركات الاحتجاجية التي تفجرت على أرض الوطن، في تحقيق أهدافها السياسية والنضالية، على رغم كل ما قدمته من تضحيات جسام.

وللأسباب ذاتها لم تتمكن التنظيمات السياسة الأهوازية المناضلة التي أنشئت منذ خمسينيات القرن الماضي من تغيير الواقع السياسي المأساوي في الوطن، أو جعل القضية رقما صعبا في المعادلة السياسية في إيران أو المنطقة، برغم أنها لم تتوان في سبيل أهدافها الوطنية عن تقديم قوافل من الشهداء والسجناء.
ولكن مع ذلك فإنها قد ساهمت بدور أساسي في كسر حاجز الخوف، ورفع مستوى الوعي السياسي والقومي لدى الجماهير، كما أنها نجحت رغم كل ما كانت تواجهه من ظروف وأوضاع سياسية وأمنية قاسية، في تحقيق أحد أهم أهدافها المرحلية، إلا وهو إبقاء شعلة النضال الوطني متوهجة، وتسليم راية الكفاح الوطني إلى الأجيال الصاعدة من المناضلين.

أما بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979 فإن سياسات حكام طهران تجاه شعبنا العربي لم تتغير في جوهرها ومراميها، على الرغم من مساهمة شعبنا الفاعلة في تفجير تلك الثورة وانتصارها، وبرغم كل ما كان يرفعه قادة الثورة ورموزها من شعارات إسلامية ثورية حول الحرية والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم والتمييز، والدفاع عن حقوق المحرومين والمستضعفين، والقضايا العادلة في العالم.

فما إن رفع الشعب الأهوازي صوته مطالبا ببعض من أبسط حقوقه الطبيعية المعترف بها إسلاميا ودوليا، والتي طالما عمد نظام الشاه البائد إلى سحقها، حتى سقط القناع المصطنع من الدين والأخوة الإسلامية عن وجوه الحكام الجدد، حيث أنكروا أيا من تلك الحقوق والمطالب العادلة، وأسرعوا باستخدام سلاح التهديد والقمع، والذي بلغ ذروته خلال المجزرة البشعة التي أرتكبها نظام الخميني في مدينة المحمرة، في يونيو/ حزيران عام 1979، والتي شكلت بداية مرحلة جديدة من نضال مرير فرض على الشعب الاهوازي الذي أبدى كعادته صمودا ومقاومة وبطولة تدعو إلى الفخر والاعتزاز، و لم يتقاعس عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل أهدافه الوطنية ومطالبه العادلة.

وهكذا لم تفشل الثورة الإيرانية في ردم الهوة الواسعة التي تفصل الشعب الاهوازي عن الدولة الإيرانية فحسب، بل قضت على جميع الفرص لبناء جسور بين الجانبين، مما دفع الأمور نحو مقاطعة تامة بين الجماهيرالأهوازية ونظام ولاية الفقيه، خصوصا بعد أن شروع النظام في تنفيذ ما يسمى بمشروع قصب السكر الذي جرى استخدامه كغطاء لاغتصاب أراض عربية شاسعة، ضمن مخطط توسعي بالغ الخطورة والطموح يقضي بإقامة مستوطنات فارسية على أراض انتزعت من أصحابها العرب كتلك التي أنشأها نظام الشاه السابق بالقرب من مدينة الحويزة، وأطلق عليها اسم (يزد نو).

وفي السياق ذاته فلا بد من الإشارة إلى الحرب الإيرانية العراقية التي استطاع راكبو موجة الثورة من خلالها طرد منافسيهم من دائرة الحكم، والاستئثار بالنفوذ والسلطة في البلاد. فعلى الساحة الأهوازية استخدم النظام الإيراني الحرب وما رافقها من ظروف وأوضاع استثنائية لفرض أجواء بوليسية، وتصعيد العمليات التعسفية ضد حركات المقاومة في الوطن. كما استغل ويلات الحرب ونتائجها المدمرة لتنفيذ عمليات تهجير جماعي للعرب خارج الوطن، ومصادرة المزيد من الأراضي العربية، غير أن كل ذلك لم يزد شعبنا إلا إصرارا على مواصلة التحدي والصمود، خاصة وأن تبعات الحرب قد ساهمت بدور كبير في تنوير المجتمع الأهوازي سياسيا وقوميا، ومما عزز هذا التوجه الجماهيري الطفرة النوعية التي حققها الشباب العربي الأهوازي في مجال التعليم العالي خلال السنوات العشر التي تلت نهاية الحرب المذكورة.

أما بخصوص الحصيلة النهائية للحرب، وتبعاتها، فكان من الطبيعي أن يؤدي اضطرار نظام ولاية الفقيه لإنهائها، وفشله الذريع في تحقيق مشروعه التوسعي البالغ الطموح والمتمثل في ما يسمى بـ ( تصدير الثورة إلى الخارج )، إلى فتح الباب أمام تنامي تطلعات شعبنا إلى تغيير واقعه المأساوي، خاصة بعد التطورات العاصفة التي جدت على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وانتهاء الحرب الباردة الذي أدى إلى تغيير جذري في الخارطة السياسية للعالم.

ومما ساعد هذه النهضة على تعاظم بأسها واتساع دائرة نفوذها، الظروف الموضوعية التي جاءت بها تطورات سياسية واجتماعية بالغة الأهمية طرأت على الساحة الإيرانية بصفة عامة، والساحة الأهوازية بوجه خاص، خلال السنوات القليلة الماضية، وأهمها إيرانيا تفاقم الصراع على السلطة في طهران، وفشل نظام ولاية الفقيه في تحقيق معظم شعاراته ومشاريعه الطموحة، واستفحال الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية، وارتخاء هيمنة الدولة وتراجع المناعة الأمنية للنظام وتصاعد المد القومي لدى الشعوب غير الفارسية.

أهوازيا تدنى مستوى الخدمات إلى حد مريع في الإقليم، وتفشى الفقر وارتفاع معدل البطالة إلى أرقام قياسية، وانتشار ظاهرة إدمان المخدرات وتلوث البيئة ومياه الشرب على نحو فظيع للغاية، وقيام نظام الملالي بوضع مخطط قصب السكر الاستيطاني موضع التنفيذ في المنطقة، وتحول المثقف العربي الملتزم إلى قوة فاعلة في المجتمع، من خلال ما يقوم به من دور مهم ومؤثر في تعميق الوعي الجماهيري حول الثقافة العربية، وتاريخ الأهواز العريق، وتفعيل الدور السياسي والاجتماعي للمجتمع الأهوازي.

وإلى ذلك، فقد تحولت هذه اليقظة القومية وما جسدته من قيم وآراء ومواقف سياسية واجتماعية إلى مرجعية مشتركة للشعب باتت تمهد الطريق نحو تصعيد النضال الوطني، وتطويره إلى مستوى يتصف بالقوة والتماسك والنضوج.

ولا بد من الاستدراك هنا بأن المعطيات الإيجابية والمتغيرات الجذرية هذه برغم كل ما تحمله من أهمية بالغة، لا تشكل بالضرورة ضمانا لتحقيق مطالب شعبنا العادلة، وتطلعاته المشروعة إلى غد أفضل، طالما ظلت حركتنا الوطنية تفتقد للأدوات الضرورية لتحقيق أهدافه المنشودة، وأهمها تنظيمات سياسية بالغة التأثير في مجرى الأحداث على الساحة الداخلية، والتي سبب غيابها فراغا سياسيا هائلا ظلت القضية الأهوازية تعاني من تبعاتها على جميع الأصعدة طوال العقود الثمانية الماضية .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elkasmi.mountada.net
 
الأهواز في إيران.. القضية المنسيّة عربياً ودولياً 1l1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة تـــاريخ وحـضارة-
انتقل الى: