العرب أونلاين
بالتزامن مع وجود وفد لبناني في العاصمة الموريتانية لبحث إمكانية الاستفادة من رئيس جهاز مخابرات معمر القذافي المحتجز بموريتانيا في استجلاء المصير الغامض للإمام الشيعي موسى الصدر، وصل الثلاثاء وفد ليبي إلى نواكشوط لإعادة تحريك ملف تسليم عبد الله السنوسي الذي عرف جمودا في الأشهر الأخيرة، بعد أن راجت شائعات حول قرب تسليمه لسلطات بلاده.
وتعكس الزيارتان وجود سباق شرس للفوز بمن يسميه ملاحظون بالصندوق الأسود للقذافي في إشارة إلى الكم الهائل من الأسرار التي يحوزها السنوسي بشأن فترة حكم القذافي التي أديرت شؤون الدولة خلالها بطرق مافيوية فيها من الخفايا والأسرار أكثر من المكشوف والمعلن.
وتبدو العديد من الدول شديدة الاهتمام بملف السنوسي من بينها لبنان على خلفية المصير الغامض للإمام موسى الصدر، وفرنسا التي كانت دائما في تقاطع مع نظام القذافي وتواجهت معه في حرب بالوكالة في تشاد، وتتهمه بالقيام بأعمال إرهابية ضدها، قبل أن تتصل حبال الود بين الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والقذافي، لتروج بعد ذلك شائعات عن تلقي الأول أموالا من الثاني في حملته الرئاسية لسنة 2007.
وعلى رأس المهتمين بتسلم عبد الله السنوسي ليبيا التي يريد قادتها الجدد إجلاء الغموض عن مرحلة من تاريخ بلادهم وإطلاع الرأي العام على مقدار ما بلغته الجريمة السياسية في زمن القذافي.
وضم الوفد الليبي إلى موريتانيا وزيري العدل علي حميده شعبان والمالية حسن مختار حميده بن زقلان.
وسيلتقي الوفد كبار المسؤولين الموريتانيين بمن فيهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وتعمل طرابلس منذ الإعلان عن اعتقال عبد الله السنوسي في آذار- مارس على زحزحة الموقف الموريتاني المطالب بضمانات لمحاكمة عادلة له وبعدم تعرضه للتعذيب أو سوء المعاملة طبقا للقوانين الدولية.
غير أن ملاحظين يعتبرون الموقف الموريتاني من قبيل المساومة كون نواكشوط تعرف قيمة "الصيد" الذي بيدها.
وحضور وزير المالية الليبي ضمن الوفد المفاوض على مصير السنوسي ذو دلالة في هذا الباب، حيث لا يستبعد أن يغلق الملف بصفقة مالية، على غرار ملف تسلم رئيس وزراء القذافي البغدادي المحمودي من تونس
.
وتخشى عديد الأطراف أن تبدأ في موريتانيا عملية بيع بـ"المفرق" لأسرار السنوسي.
وأثار ملاحظون هذه المخاوف بمناسبة زيارة وفد لبناني إلى نواكشوط في محاولة لمعرفة مصير الصدر
.
وكان وزير الخارجية اللبناني ترأس الأحد وفدا إلى موريتانيا في زيارة استمرت ثلاثة أيام الهدف منها حث سلطاتها للمساهمة في التحقيق حول اختفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان موسى الصدر في 1978 بليبيا.
وقال مصدر دبلوماسي إن وجود رئيس الاستخبارات الليبي السابق عبد الله السنوسي في السجون الموريتانية، وراء الأمل في إمكان الحصول على عناصر معلومات حول اختفاء الصدر بعد مرور 34 عاما على هذه القضية من دون حل.
وكان الصدر تلقى في آب – أغسطس 1978 دعوة من نظام القذافي لزيارة ليبيا. ووصل إلى البلد برفقة مساعده وصحافي. ومنذ ذلك الوقت، اختفى أثر الرجال الثلاثة.
وأكدت أجهزة نظام القذافي على الدوام أن الصدر غادر إلى إيطاليا.
وأطيح بالقذافي في 2011 وقتل. وفر صهره رئيس جهاز الاستخبارات عبد الله السنوسي من ليبيا واعتقل في موريتانيا واتهم بدخوله البلد بصورة غير قانونية وبأوراق ثبوتية مزورة. وأعلن الرئيس عبد العزيز أن السنوسي سيحاكم قبل أي قرار يتعلق باحتمال ترحيله.