مغاربة ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السؤال الديني والممارسة السياسية في المغرب الحديث ( 1/2 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المرضي

المرضي


عدد المساهمات : 264
تاريخ التسجيل : 26/01/2012

السؤال الديني والممارسة السياسية في المغرب الحديث ( 1/2 ) Empty
مُساهمةموضوع: السؤال الديني والممارسة السياسية في المغرب الحديث ( 1/2 )   السؤال الديني والممارسة السياسية في المغرب الحديث ( 1/2 ) I_icon_minitimeالخميس أغسطس 30, 2012 12:41 am


د.محمد العمري


جرد تاريخي

سيكون من المفيد في تأسيس ثقافة سياسية جديدة تأخذ المتغيرات الثقافية والدينية بعين الاعتبار مراجعة تاريخ المعارضة في المغرب. أقصد المعارضة الطبيعية التي امتدت جذورها في مقاومة الاستعمار وتفرعت أغصانها في مقاومة الاستبداد الذي حل محل الاستعمار. يمكن أن نتحدث من ذلك التاريخ إلى اليوم، عن ثلاث مراحل:

1ــ مرحلة التكامل

تمتد هذه المرحلة من بداية مقاومة الاستعمار، أواسط الأربعينيات، إلى أواخر الستينيات من القرن الماضي. في هذه المرحلة كان المكون الديني الإسلامي يتكامل مع المكون الاشتراكي التحرري الذي اجتاح العالم. بل كانت سلفية هذا الزمن تبحث عن عناصر القوة في الفكر الحديث وتحاول استلهامها للخروج بالمسلمين من ظلمات عصور من التخلف والجمود. كان سؤال: لماذا تقدم العالم وتخلف المسلمون يؤرق السلفيين، من جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، إلى أبي شعيب الدكالي وعلال الفاسي ومحمد بلعربي العلوي.

عشنا هذا في سعيهم الحديث إلى إدخال العلوم الحديثة للتعليم العتيق. وأحسن مثال للعالم السلفي المشبع بالفكر الديمقراطي الحديث المرحوم عمر الساحلي الذي كان مديرا للمعهد الإسلامي بتارودانت الذي ساهم في تأسيسه مع ثلة من علماء سوس.

وأكثر من ذلك أنك حين تقرأ وثائق جيش التحرير، في جنوب المغرب، الذي كان يشرف عليه المناضلان المجاهدان الفقيه محمد البصري رحمه الله، ومحمد بن سعيد أطال الله عمره، وهما من الجناح الثوري الذي اختار استمرار القتال في جنوب المغرب إلى أن يتم تحرير المغرب في حدوده التاريخية ستفاجأ بأن العناصر الحجاجية التي استعملت في تعبئة المقاتلين كانت دينية وطنية حقوقية، حيث شبه المقاتلون الذي توجهوا لتحرير الصحراء، والصحراويون الذين استقبلوا الدعوة لقتال المستعمر بأصحاب الرسول الذين هاجروا والذين آووا ونصروا من أجل نعيم الآخرة4.

وإلى هذين البعدين الوطني والديني أضيف المكون القومي الاشتراكي، بل احتل الواجهة نتيجة التقاطب بين المعارضة والمخزن الذي سعى للتخلص من جيش التحرير، من جهة، ونتيجة أيضا لانقسام العالم العربي إلى "تقدميين" قوميين متحالفين مع المعسكر الاشتراكي (مصر، سوريا العراق، الجزائر، المعارضة المغربية...)، و"رجعيين" يرفعون شعار الإسلام ويتعاملون مع المعسكر الرأسمالي (تركيا، الباكستان، السعودية، المغرب الرسمي...).

ومعنى ذلك أن المكون الديني لم يكن عنصرَ تمييزٍ في المغرب، في بداية الحركة الوطنية، فأحرى أن يكون عنصر تفريق وأزمة، برغم ظهور بوادر الدفع في هذا الاتجاه مبكرا عند من اقترحوا إضافة صفة (أوظيفة) "أمير المؤمنين"، في لحظة من الصراع، بعد موت محمد الخامس الذي كان يجسد هذا التداخل. ولذلك استمرت المكونات الوطنية الدينية والاشتراكية القومية تعمل في تناغم إلى أواخر الستينيات معتبرة المعطى القومي قيمة مضافة. كان في قيادة الاتحاد خريجو التعليم الأصيل، وخريجو التعليم العصري الحديث.

يتبين مما سبق أنه لم يكن في الثقافة السياسية المغربية، إلى أواخر الستينيات، ما يدعو إلى ظهور اختار سياسي على أساس ديني خالص. وهذا بخلاف ما وقع في الشرق العربي حيث ظهر فكر الإخوان المسلمين كبديل انقلابي، ليس على الوضع في مصر والعالم العربي حسب، بل كبديل كوني، يسعى لإنقاذ البشرية جمعاء مما اعتبره سيد قطب ترديا في القيم. وهذا يناقض الفكر السلفي التقليدي الذي تولد عن ظروف النهضة. لن يدخل هذا الفكر في التداول السياسي المغربي إلا في المرحلة اللاحقة، كما سنبين.

2 ــ المواجهة الأيديولوجية

لا شك أن طرح مشروع الكتلة، أوائل السبعينيات، في أفق اندماجي، يدل على أن الخَرقَ لم يتسع بعد. فقد ذكر الأستاذ الحبابي (من قيادة الاتحاد الوطني وقتها)، في تصريح له حديثٍ، أن المرحوم علال الفاسي كان منفتحا ومتسامحا إلى أقصى الحدود اتجاه هذا الخيار.

ولكن الأكيد كذلك أن الاتحاد الوطني كان بين نارين، بل بين عدة نيران: نار الجهاز النقابي المعرقل، ونار المخزن المراوغ، ونار الحركة الماركسية الحالمة، الزاحفة على النخبة المتعلمة، خاصة في الجامعة، جارة معها خيرة شبيبة الحزبين اليساريين: الاتحاد الوطني، والتحرر والاشتراكية. كان المرحوم عمر بن جلون مِجَسَّ، أو محرار (Thermomètre) سخونة هذا المكون الثالث، وأكثر فهما لخطورته وتفاعلا معه. وقد وعد في حوار عسير له مع الجبهة الماركسية، بكلية الآداب بفاس (وكانت تطالب بفك الارتباط بـ"الرجعية"، هكذا)، بأن الصيف سيأتي بالجديد، وطلب الانتظار إلى الصيف. وفعلا عرف صيف 1972 أحداثا كان عمر من المتحمسين لها، من أهمها ظهور الاتحاد الاشتراكي، في امتداد الاتحاد الوطني.

لم يحدث اهتزاز كبير في الثقافة السياسية المغربية إلا في أواخر الستينيات، خاصة بعد هزيمة العرب 1967، حيث اعتبرت الهزيمة هزيمةً للأنظمة العربية. كانت الإدانة من الإسلاميين والماركسيين على حد سواء. غير أن ظروفا محلية وقومية وعالمية، (طابعها الاستبداد والفساد المحلي، والهزيمة العربية، والفورة التحررية الكونية (ظروف 1968))، هيأت لهيمنة الحركة الماركسية أولا، وإلى حين.

كانت الحركة الماركسية التي اكتسحت الجامعة المغربية تتغذى من الأدبيات اللينينية والماوية، وتحاول أن تحاكي تجارب الحركات الثورية العالمية في ارتباط مع حركة المقاومة المسلحة في فلسطين، الجبهة الشعبية خاصة. كانت هذه الحركة في غالبها غير عابئة بالمكون الديني في ثقافة الشعب المغربي باعتبارها حركة ثورية تروم التغيير، وليس مجرد الفهم. غير أنه ما إن بدأ تصريف الأفكار والتحليلات الماركسية، في التعليم ما قبل الجامعي (الذي كان أكثر اتساعا وأكثر ارتباطا بالمجتمع)، حتى وقع رد الفعل، من أسفل هذه المرة، من عالم المعلمين والتلاميذ. والأسلحة المضادة التي تم اللجوء إليها هذه المرة كانت من جيل آخر، فالسلفية الإصلاحية (سلفية علال الفاسي مثلا) صارت متجاوزة، ولذلك تم اللجوء إلى الأصولية التكفيرية التي طورت في مصر باعتبارها خطة إسلامية للاستيلاء على الحكم (معالم في الطريق).

نحن، الآن، بصدد حركة أصولية ماركسية (يقال جذرية) نازلة من الجامعة نحو الثانويات، تقابلها أصولية دينية صاعدة من التعليم الابتدائي والثانوي، بل من المساجد حيث غضَّتِ الدولة الطرف عن أنشطتها، ثم استوردت العتاد الوهابي لتدعيمها، وكذا لمنافستها، وعرقلة خطاها، عند الحاجة. سيكون أول مجال للصدام في ثانويات الدار البيضاء قبل أن ينتقل إلى الجامعات لنشاهد الصدامات العنيفة بين القطبين أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. في مواجهة كتب لينين وماوتسيتونغ صار الشباب يتداولون كتب سيد قطب وأبي الأعلى المودودي، وغيرهما من منظري الإسلام السياسي... الخ

بهذا التلقيح الإخواني تحولت سلفية المغرب الإصلاحية المحافظة ـــ كما تحولت الوهابية في الحجاز ـــ إلى حركتين تكفيريتين عنيفتين تؤمنان بالاغتيال والانقلاب ليفلت الزمام مع الجميع بظهور القاعدة وطالبان.

لقد تلقي الإخوان المسلمون الكثير من الضربات نتيجةَ سياستهم الميكيافلية القائمة على التحالف التاكتيكي مع المستبدين والطغاة، أو من يعتبرونهم كذلك، قبل الانقلاب عليهم. فنظرا لأن الأنظمة التي كانت تبدو لهم ـــ كما بدت للماركسيين الجذريين قبلهم ـــ هشةً، كانت، في الواقع، تمثل مصالح فئات وطنية ودولية تحرص على استمرارها، فإنها كانت تسحقهم بسهولة بعد كل نكث للعهد. وقع لهم ذلك من جمال عبد الناصر (أطلقوا النار عليه وهو يخطب)، والسادات (أطلقوا النار عليه وهو في منصة يشاهد استعراضا)، ووقع لهم مع ضياء الحق، ومع النميري، ولهم في كل حال قصة تستحق ان تروى. وتكرر ذلك حتى لم يعد أحد من القادة السياسيين يثق بهم. ولذلك غيروا تاكتيكهم الحالي فوسعوا تحالفهم ليشمل الضامن الأمريكي الذي وجد صعوبة كبيرة في اجتثاث جذور القاعدة (دون أن يجتث جذور المشكل، وهو رفع الظلم عن الفلسطينيين).

ساهمت المواجهة العنيفة بين الأصوليين الإسلاميين والماركسيين الجذريين في بقاء الخلاف داخل البيت الاتحادي في حدود المواجهة بين الاختيار الثوري (الذي صار انقلابيا، والاختيار الديمقراطي الذي صار ما ترون). ويوم سار عمر بنجلون، رحمه الله، في اتجاه ردم الهوة بين النظرية والممارسة من أجل التقريب بين كل مكونات اليسار قرر الأصوليين تحييده في إطار تحالف مع النظام الذي ورطهم ورجع إلى الوراء مقلما أظافرهم.

أربكت جريمة اغتيال عمر بن جلون (رحمه الله) مشروع الشبيبة الإسلامية. ولكن المخزن، الذي كان يعرف هدف العملية وحجمها، اكتفى ببتر بعض الأعضاء، وتشذيب البعض الآخر بطريقة تحفظ للشجرة نموها بالحجم والشكل الذي يريده. يظهر ذلك في حصر المتابعة في المنفذين المباشرين، والشروع في إدخال عناصر جديدة في اللعبة. المهمة التي اضطلع بها وزير الأوقاف ووزير الداخلية.

تعامل النظام، خلال السبعينيات، مع الماركسيين بصرامة وقسوة، في حين غض الطرف عن أنشطة الأصوليين، لدرجة أن بعضهم سمى ذلك العهد، أي ما بعد قتل عمر بن جلون، "دار الغفلة"!5، الغفلة التي أسسوا فيها جمعيات سياسية بقناع دعوي.

3ــ المواجهة السياسية

بعد منتصف الثمانينيات بدأت ترتيبات جديدة: دعيت المعارضة الاشتراكية للمشاركة في الحكم، ودعي الإسلاميون للدخول في إطار الشرعية البرلمانية دخولا مرتبا، بحجم محدد. لم تصمد فكرة المساندة النقدية. لاحظ الأصوليون، كما جاء في تصريح للدكتور الخطيب، أن الاشتراكيين عازمون على تمرير تصوراتهم الخاصة، فغيروا وجهتهم نحو اليمين المحافظ، ظهر ذلك في أول امتحان حقيقي: خطة إدماج المرأة في التنمية.

أول مواجهة بين الجبهة الأصولية الصاعدة والقوة اليسارية المنهكة كانت بمناسبة طرح قضية القضايا في الفكر الأصولي، وهي قضية المرأة. فبعد نجاح العهود الدولية في فرض تحريم الإماء وما ملكت اليمين ضاق الاختيار بالنسبة للفكر الأصولي، ولذلك اعتبروا تحديث مدونة الأسرة هجوما على آخر قلعة من قلاع الإسلام6.

لقد كانت خطة إدماج المرأة في التنمية أول اختبار يجتازه اليسار في مدى قدرته على التعامل مع المكون الديني للثقافة السياسية المغربية. بينت له هذه التجربة، كما بينت للمثقفين الحداثيين، أن كونية المبادئ والأفكار ونصاعتها، ومسايرتها للمسار التحرري لتاريخ البشرية ليس كافيا لنقلها من النظر إلى مجال الممارسة، أي لتصريفها سياسيا. هناك مسبقات أو متحجرات تأخذ قوتها من التداول والاستقرار، ومصادقة السلف بقطع النظر عن مدى عقلانيتها (أو معقوليتها)، ومدى نفعها حالا أو مستقبلا، ولكنها مدرجة تحت خانة الديني.

اكتشف اليساريون (بمرارة عند البعض) أن مقاومة هذه المتحجرات لا يمكن أن يتم بفعالية إلا من داخل النظام الذي أنتجها، بأدواتها العقدية والبلاغية، أي ببعث الجوانب الحية والعقلانية من التراث الفقهي والمقاصدي (الممارسة والنوازل المحلية: حق السعاية مثلا) وتقديمها بطريقة مقنعة. وهنا كان أثر علماء دين وفقهاء وبلاغيين شوكة في حلق الدعاوى السياسية التي تنتقي من الدين، خارج السياق، ما تبرر به مواقفها وتصوراتها الخاصة التي لا ينازعها فيها اليساريون فقط ولكن جبهات عريضة من الأصوليين أنفسهم.
من هؤلاء الفقهاء الأستاذ إدريس حمادي، أستاذ الأصول بشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بفاس، ومحمد الهبطي المواهبي، وعبد الهادي بوطالب، وأحمد الخمليشي، ومحمد المرابط، وآخرون. والنتيجة العامة لهذه الآراء، على تفاوت فيما بينها، تنسيب المسالة، وإخراجها من مجال القطعية إلى مجال الاجتهاد...7 وقد كتب لي أن أشارك في هذه المعركة بنقد الخطاب الأصولي بلاغيا وبيان تهافته، وذلك بمجموعة من المقالات بعنوان: الإعنات والمغالطة فيما شأن الأخذ والعطاء. (موجودة في موقعي على الأنتيرنيت).
ولا أدل على ما نقوله من أن أغلب المقترحات التي ثار الأصوليون ضدها وجدت صيغة ومبررا شرعيا، وتمت المصادقة عليها بدون تحفظ، عندما وُضع الملف بين يدي الملك. ومن أشهر الاعتراضات الطلاق، و الولاية، وسن الزواج، وتقييد التعدد..الخ.

إن ضبط المفاهيم والمبادئ، وتمحيص الأيديولوجيات، مُهِمٌّ جدا، ولكن الأهم منه هو تسويغها، وتسويغها يقتضي ثقافة سياسية واعية بحاجيات المتلقين الفكرية والعاطفية، كما يقتضي معرفة بحجج الخصوم والقدرة على تفنيدها. وهذا يقتضي برنامجا وطنيا.

الحاجة إلى ثقافة سياسية: هل مازال الاتحاد مدرسة؟

هناك عطب في مجال الثقافة السياسية بالنسبة لليسار عامة وللاتحاد الاشتراكي خاصة. والمقصود ليس ثقافة القادة ولا ثقافة المثقفين الاحتياطيين المجمدين على هامش اليسار، بل الثقافة التي تجيب عن أسئلة اللحظة في العلاقة بالجمهور المصوت والخصوم المنافسين. بل الأخطر من غياب هذه الثقافة هو غياب الإحساس بالحاجة إليها. فلشدة وضوح دور الثقافة وبداهته في التوجيه السياسي والحشد الجماهيري يكف المناضلون عن النظر في الموضوع، بل تظهر نزعات ميدانية سياسوية وشعبوية تعادي العمل الذهني والثقافي، ومع الكف عن الاستشكال يقع أمران:

1ـ أولهما، عدم أخذ المستجدات بعين الاعتبار، والاستمرار في اجترار حلول لمشاكل متجاوزة، والعجز عن الجواب عن أسئلة آنية. وفرارا من شعور العجز نلجأ إلى التعالي والانطواء على الذات، إلى أن تكشفنا الانتخابات، فنبدأ في التبرير.

إذا قارنا بالحملات التي قادها الأصوليون ضد الصيغة الأولى للدستور الجديد، ثم في التعبئة للتصويت على الصيغة التي ارتضوها، ومدى تجاوب مستعملي بعض المواقع الأكثر انتشارا، سندرك مدى الأزمة التي يوجد فيها خطاب اليسار حاليا: عدم استيعاب اللحظات، وغياب الاستجابة السريعة المناسبة.

2ـــ تعطيل الآليات المنتجة للثقافة الجديدة لعدم إدراك الحاجة إليها. ومن ذلك تنظيم لقاءات بين المثقفين والمناضلين والجماهير الحزبية. تنظيم أنشطة تنويرية لفئات من الشعب حسب انتماءاتها وأسئلتها: الأطر، الطلبة، ... الخ وهذا المجال مُشتغَّـل اليوم من قِبَل الأصوليين بشكل قوي ومنهجي.

وحتى لا يساء فهم كلامي ويمس بجهود الأفراد العاملين في الإعلام الحزبي، وتضحياتُهم غير خافية، والمعادلة التي هم مطالبون بتحقيقها صعبة، ومستحيلة أحيانا، أنبه إلى أن ما أطلبه هو ترتيب الأولويات: اعتقد أن لكل لحظة أولويات، وأولوية هذه المرحلة هي الحسم في الثقافة السياسية لليسار في حوار مع أسئلة الهوية، وفي مقدمتها السؤال الديني. وقد سجل واقع الحال، في أكثر من مناسبة، عدم مسايرة الاتحاد الاشتراكي لهذه الوتيرة، خاصة في اللحظات الحاسمة.

المعركة السياسية الحالية هي معركة ثقافية، ولذلك أعتقد أن على الاتحاد الاشتراكي أن يعتبر أي مثقف حداثي، أو عالم نزيه، اتحاديا ويقصده ويخاطبه ويحتضنه، ويفتح أمامه الطريق للقاء المناضلين، وجمهور المواطنين، حسب فئاتهم، بعيد عن أي احتفالية جماهيرية التي تترك لوقتها ومكانها. وحتى من انتقد الممارسة الاتحادية، أو سلوكَ فئة من المناضلين بمقاييس علمية ونضالية حقيقةً او زعما ينبغي الاستماع إليه ومناظرته بدل قذفه ونبذه. فالقذف والنبذ يصنع القلاع المحصنة ويستر العورات، من الطرفين.

من حين لآخر يقوم بعض المثقفين والصحفيين بمبادرات مفيدة في استنفار العلماء والمثقفين لإبداء الرأي في قضايا حساسة فيكشف هذا الإجراء عن طاقات علمية فكرية ونضالية كامنة، في حكم النائمة، في حين يظل الفضاء النضالي ضحلا. استحضر هنا مبادرة الأخ الأستاذ أنور المرتجي بإعداد مجموعة من الأسئلة المحيطة بإشكالية الربيع العربي في اللحظة المناسبة وتعميمها على عينات من العلماء والمثقفين، ومنهم من خفَتَ صوتُه منذ سنوات يأسا من الواقع، ومنهم من لم يعتَدْ الخوضَ في القضايا السياسية بشكل مباشر، ومنهم المستأنسون بالمجال. وقد قرأت أجوبتهم بعناية كبيرة راصدا مواضع التقاطع والاختلاف، فأثار انتباهي أن لدى الصامتين من الأفكار والحماس والعبارة البليغة ما ليس عند المستأنسين بالحديث في الموضوعات السياسية الذين صار لديهم وهْمُ التملك فمالوا إلى الاستسهال فتسطحت أفكارهم. مازلت أتذكر عمق أجوبة الأستاذين محمد المصباحي (فيلسوف)، وسعيد بنكراد (سيميائي). فأنا أعرف بحكم الزمالة مكانتهم العلمية الرفيعة وانتماءهما الحداثي، ولكن الجديد بالنسبة إلى هو اندماجهما في اللحظة، واجتهادهما الإبداعي في صياغة الأمل. وهذه الطاقات هي التي زهدت فيها أحزاب اليسار، وصارت تقتاتُ من ثقافة مستهلكة ضحلة مما يسمح به وقت المناضلين المشغولين اليومي.

أتمنى أن يضطلع أحد الصحفيين الأَكْفاءِ، أو المثقفين المناضلين، بعمل مماثل في موضوع "الديني والسياسي". توضع أسئلته بعناية فائقة من قبل مفكرين حداثيين ذوي اختصاص ودراية، فالموضوع أرق من حد السيف، والسير فيه محفوف بكثير من المزالق التي ينتظرها المغرضون8. كما أتمنى بذل جهد لتجميع هذه المواد وتنسيقها وتسهيل الوصول إليها، وفتح النقاش حولها ورقيا وإليكترونيا.

المعرفة المطلوبة

ما هي المعرفة التي يحتاجها المناضلون والمواطنون عامة لكي يخرجوا من العمائية الأصولية ويمارسوا قناعاتهم واعتقاداتهم عن يقين وبينة؟

1ــ يحتاجون إلى معرفة علمية نقدية بالتاريخ: تاريخ الأساطير والديانات والأفكار، تاريخ يجعل المواطن يعرف نفسه بنفسه، ويعي أبعادَ شخصيته، وخفايا نفسه وثقافته. يجب أن يعرف شبابنا إلى أي عصر ينتمي، ولن يتم ذلك إلا بمعرفة مسار التطور البشري. يجب أن يعي المثل المغربي الذي يقول: "ما طَحْنُوهْ حتَّى عْياوْ مَنْ تَغزازُو"9، حتي لا يقضي حياته في تغزاز مواد علَكها أجداده من بني البشر قرونا، ثم تخلوا عن تغزازها عندما اقتنعوا بعبثية مسعاهم. تاريخ التحرر من إكراهات الطبيعة والمجتمع مهمة جدا، ومنها تاريخ الرق وكيف تحررت منه البشرية تدريجيا، ومنها تاريخ العقوبات والسجون، الانتقال من نظام العقوبات الجسدية المشوهة إلى العقوبات الحبسية التي يتم فيها إعادة التربية والإدماج في المجتمع: من الانتقام إلى التربية. من لا يقرأ التاريخ جيدا يكرره. الأصوليون لا يتعظون، مهمتهم في الحياة هي التغزاز والتكرار، لعجزهم عن رؤية المستقبل، ولذلك نعتوا، منذ كانوا، بالظلامية. ومن غباء شعب من الشعوب أن يضع مصيره بيد أصولي لا يتبين أين يضع خطاه.

2ـــ يحتاجون إلى معرفة حقيقية بنشوء الأحزاب والفرق والمذاهب في الإسلام. ولماذا يكفر بعض المسلمين بعضا، على طول التاريخ، من القرن الهجري الأول إلى الآن! أليس هذا سؤالا جديا، في الجواب عنه عبر تخدم الإسلام.

الطوائف القوية المسيطرة من الشيعة تكفر أهل السنة، قديما وحديثا، لأنهم لا يؤمنون (في نظرهم) بأصل من أصول الدين وهو إمامة علي وبنيه، وطوائفُ من أهل السنة (من الوهابية خاصة) تكفر الشيعة لهذه البدعة نفسها، ولأنهم يقدحون في صحابة رسول الله (ص) ويعتبرونهم مرتدين إلا قليلا منهم.

والقرضاوي الذي يُعتبر المرشدَ الحقيقيَّ للإخوان المسلمين، ليس أكثرَ من عميل عند الكثير من الفرق السلفية، (مثل الأحباش وحزب التحرير)، بل اعتبره بعض السلفيين (مقبل بن هاني الوداعي) مجردَ كلب ينبح، فألف فيه كتابا بعنوان: إسكات الكلب العاوي، يوسف بن عبد الله القرضاوي. وهو أكثر الكتب تحميلا على الأنتيرنيت.

فمن المغالطات التي تُمارسُ اليوم "الحديث باسم الدين" من قِبَل جميعِ الفرق والأحزاب الأصولية الحديثة، الخائضة في معمعان السياسة. والواقع أن تصورات الفرق الدينية للشأن السياسي (بل والعقدي كما تقدم) مختلفة، بل متناقضة لدرجة تكفير بعضهم بعضا. فالخوارج المغاربة الذين صاروا يدعون سلفيين (مقاتلين وقَعَدَةً) يسفهون الاختيار الصوفي للعدل والإحسان، ويعتبرون المنتمين إليه خرافيين. وهذا مسجل في كتبهم، وموضوع بأصواتهم الحية على الأنتيرنيت.

بل إن الخوارج يسفهون بعضهم بعضا، على نحو ما قاله المغراوي في الفزازي أبا وابنا، وما قال محمد الفزازي في المغراوي. ترتفع الأصوات وتخفت حسب الظروف. وهؤلاء جميعا يعتبرون المؤسسة الدينية الرسمية خارج الاختيار والاختبار. ويتطلعون لـ"نشر الإسلام من جديد"!

وهذا الاختلاف والتناطح المحلي امتداد في الجغرافيا والتاريخ لواقع المسلمين، من القرن الأول الهجري إلى الآن. في ظل هذا الصراع، بين التصورات لما ينبغي أن يكون عليه الحكم الإسلامي، أُغتيل الخليفة عمر بن الخطاب، وعثمان با عفان، وعلي بن أبي طالب، وابنه الحسين...الخ.

واليوم مازال الشيعة يلعنون أبا بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعائشة، رضوان الله عليهم جميعا، ويتمنون استخراج معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد من قبريهما للانتقام منهم.
آفاق المد الأصولي مسدودة

مع كل ما سبق، لا مجال لليأس، فمن التسرع غير العلمي ما وقعت فيه بعض المنابر الإعلامية من تشاؤم مبكر من مصير الربيع العربي نتيجة مشاركة قوى أصولية فيه، ثم توسع هذا التشاؤم بعد الصعود غير المتوقع لحركة النهضة في تونس واكتساح الساحة من قبل الإخوان المسلمين والسلفيين في مصر.

والواقع، كما نبهنا إلى ذلك في حينه، أن اللحظة تتعلق باستحقاق تاريخي حقوقي لم نكن مؤهلين لإنجازه في وقته؛ منذ ثلاثة عقود 1979. استحقاق الكرامة وحقوق الإنسان، كانت هناك انتفاضات وقمع دموي، ولكن اللحظة لم تكن مسعفة. الآن انطلق المسلسل، ولا شك أن عجلاته ستصطدم أثناء سيرها نحو الهدف، بهذا الحاجز أو تلك الحفرة، ولكنها ستصل إلى هدفها، وهو الديمقراطية والحداثة، لا ريب في ذلك.

الأصوليون يحسون اليوم بكثير من الارتياب والشك، وهم يرون "حركتهم العالمية" التي تخيلها القرضاوي مكتسحة ماسحة للنُّظم وللعلمانيين والحداثيين على حد سواء.. يرونها تتكسر على عدة صخور:

1ــ صخرة الواقع الذي لا يلينُ إلا بالعمل العلمي والتكنولوجي والخبرة الإدارية والإنسانية، وهذه خيرات وخبرات لا توجد إلا في أيدي العلمانيين الحداثيين. وما لجوؤهم، في المغرب ومصر، إلى التيكنوقراط وبقايا أجهزة النظام الذي أدانوه، إلا دليل على هامشية تصورهم وتكوينهم. الدولة الحديثة لا يمكن أن تضبط وتسير بعقلية الدوار والقرية.

2ــ صخرة القوى الحداثية الديمقراطية التي استرجعت أنفاسها، وتُعيد تقييم الوضعية ورص الصفوف. ومن ضمن هذه القوى القوى الحقوقية التي تتابع وتحتج على كل محاولة للتراجع عن المكتسبات. بل تجس النبض هنا وهناك. وهذه القوى مدعومة بمنطق التاريخ الذي يسير فيه العالم وترعاه قواه الحية المتجددة المتوقدة من خلال فرض حقوق الإنسان بالوسائل الضرورية لكل حالة.

3ــ ثم أخيرا صخرة المنتفعين وبقايا الأنظمة وجيوب مقاومتها. وهي صخرة كان يمكن زحزحتها بسهولة أكثر بإشراك جميع الطاقات الحية في البلاد الراغبة في محاربة الفساد، ولكن القوم يخافون من فتح هذا الباب بطريقة لا يتحكمون فيها وحدهم، وربما يودون أيضا تلافي انفجار ألغام في وجوههم تفصم عرى تحالفهم الحكومي، وتنزع ثقة الجهات الأخرى. وهذا ما يفسر الفلسفة الجديدة في تسويغ الفساد باستعمال القرآن لتبرير الإفلات من العقاب.

رغم أن هذه الكوابح موجودةٌ في جميع البلاد العربية التي عرفت ثورات أو تحركات فإن قوة كل منها تختلف من بلد لبلد. لقد استطاع اللواء شفيق، آخر رئيس وزراء سابق للرئيس مبارك، أن يزعزع يقين الإخوان المسلمين، ويكسر غرورهم، وقد ظنوا في لحظة انتشاءٍ أنهم أخذوا مُلكَ مِصرَ، وصار نهرُ النيل يجري من تحت أقدامهم. وقد انكشف هذا الغرور من خلال تنكرهم لرفاق ميدان التحرير بالتوقف عن التظاهر والشروع في التنسيق مع المجلس العسكري والتراجع عن كل الالتزامات السابقة، وعلى رأسها عدم الترشح لرئاسة الجمهورية، وعد اكتساح الساحة. وسار الأمر بهم اليوم إلى حدود قبول توسط وزيرة الخارجية الأمريكية لدى المجلس العسكري.

ثم كان عزوف الشعب الجزائري عن الخوض في اللُّجة، لأسباب تاريخية وظرفية، عائقا لحسابات خاصة بالمغرب الكبير. (كانت جولة رئيس تونس لدول المغرب العربي، وزيارة وزير الخارجية المغربي للجزائر مراهنة كبيرة على ما سيؤول إليه الوضع في الجزائر، فجاءت الخيبة، وعادت الحكومة الجزائرية إلى دَيْدَنِها). وأخيرا جاءت المفاجأة الكبرى من ليبيا، فمن الأكيد أن من تابع، من الخارج، عمليةَ الماكياج الكثيف التي أنجزتها قناة الجزيرة وهي تقدم إسلاميي ليبيا، ومقدار التوسيخ الذي مورس على صورة أحمد جبريل المعتبر ليبراليا، قد اقتنع بأن الأصوليين سيكتسحون الساحة. (أنا نفضت يدي من "الثورة" الليبية عندما شاهدت الطريقة الهمجية التي عوملت بها جثتا القذافي وابنه، وزهِدت في نخبتها عندما سمعت المستشار عبد الجليل يقدم المرأة غنيمة حرب بدون حياء).

أما في المغرب فرغم أن بطتنا عرجاء، منذ البداية، وليس في نيتها الطيران منذ البداية، فإن ما يجري في الساحة وعلى الأرض يقتضي الكثير من الحذر. فالأمر ينذر بالرجوع إلى الصفر.

__________

1 ــ "اليوم أكملت لكم دينَكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا". (المائدة 3). "ما فرطنا في الكتاب من شيء" (الأنعام 38). "وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ " (النمل 6).

2 ــ لا يتعلق الأمر بتكوين حزب "إسلامي"، بجرعة مدنية زائدة، (وعقلانية تستثمر التراث المعتزلي)، إلى جانب الأحزاب الأصولية القائمة. ليس هذا هو المقصود في تصوري، خلافا لما تبادر إلى أذهان بعض الزملاء، بل المقصود هو أن هناك إمكانية للدفاع عن أي مشروع مدني يحترم كرامة الإنسان من داخل مقاصد الدين الإسلامي القائمة على العدل والحرية والتضامن. شريطة التفريق بين المقاصد الثابتة والإجراءات المتغيرة، حسب المجتمعات وما يتيحه تطور البشرية من إمكانيات. فمؤسسة السجن، مثلا، تحولت إلى إصلاحيات مؤهلة تؤدي المقصود من العقوبات الجسدية وزيادة. ومادامت الحجة السياسية الأولى هي التاريخ، فيمكن هنا أخذ العبرة من الحوار، بل السجال، الذي دار حول الخطة الوطنية لأدماج المرأة في التنمية، فالخطة بنيت، أولا، في أفق إنساني حقوقي، وأمكن الدفاع عنها ضد خصومها من الأصوليين وجمهور المحافظين والانتهازيين المتملقين لمواقع القرار من قبل الفقهاء، وعلماء الأصول. فهناك قاعدة أصولية عامة تقول: "حيث توجد المصلحة فثم شرع الله". إننا هنا في إشكالية تنزيل العلاقة بين الدين والسياسة في أمم وشعوب أمية متخلفة فكريا.

3 ـ صارت كلمة يسار تعني عندهم الكفر وجميع الانحرافات. هذا ما عبر عنه تلاميذهم في التعليق على مقال لي على الأنتيرنيت. القعدة هم الخوارج الذين أنهكتهم الحروب فاختاروا الاحتفاظ بمعتقداتهم والقعود عن الحرب، والنافرون منهم هم المصرون على الخروج للقتال في جميع الظروف: قال شاعرهم:
أبا خالد! يا انفر، فلست بخالد وما جعل الرحمان عذرا لقاعد

4 ــ مما جاء في ذلك: "أيها الأبطال [إن] أنتم إلا شبيهون بالمهاجرين والأنصار الذين قاموا بنصرة الدين في جميع البلاد، وهجروا ديارهم وبلادهم وأولادهم في سبيل الله، ولأجل إحياء كلمة الإسلام، إن القيادة العليا لجيش التحرير تحثكم على مبادئ الإسلام السامية، وعلى الاتحاد، وعلى أداء الصلاة في أوقاتها، فإن سلاحنا الذي نعتمد عليه، قبل كل شيء وبعده، هو الإيمان والتقوى". (وثائق جيش التحرير، في جنوب المغرب. ج2. نشر مركز محمد بن سعيد. الدار البيضلء.2011).

لقد جعلت قيادة جيش التحرير الإنسان في مركز اهتمامها، بخلاف ما وقع سنة 1975 حيث اهتمت الدولة المغربية بالأرض والمواقع الاستراتيجية، وعندما تحكمت فيها وجدتها فارغة من السكان الذين اختطفتهم المخابرات الجزائرية.

5 ــ يقول الريسوني: "نعم لقد أسسنا الجمعية الإسلامية في أيام (للا الغفلة). ففي 1976 التي أسسنا فيها الجمعية الإسلامية لم يكن عند المسؤولين المحليين في المغرب أي فكرة عن العمل الإسلامي، ولا أي حساسية، أو أي تعليمات ضده". (جريدة أخبار اليوم رقم 814. 22/07/2012). الصحيح في هذا الكلام هو الجملة الأخيرة: غياب التعليمات ضده.

6 ـ ولست أدري ما هي الدلالة لتي يمكن إعطاؤها إلى انضمام قائدين كبيرين من قادة الاتحاد إلى الجبهة المحافظة التي جيشها الأصوليون ضد حكومة التناوب بمناسبة مدونة الأسرة. أقصد المرحومين: محمد الفقيه البصري، والحبيب الفرقاني. قد يعتقد البعض أن الأمر يتعلق بمجرد رد فعل ضد اختيار لم تكن لهما فيه كلمة، ولكن هذا الفرض لا ينبغي أن ينسينا ثقافة الرجلين، باعتبارهما من خريجي التعليم العتيق(؟)

7 ــ مأخوذ من كتابنا: دائرة الحوار ومزالق العنف. والمقال في موقعنا على الأنتيرنيت.

3ــ لست بصدد تقييم حضور المثقفين وجهودهم الشخصية، وإلا لكان علي أن أخصص حيزا كبيرا للعمل الفكري التنويري الذي يقوم به مجموعة من الأساتذة، هذا العمل الذي ينضوي في مدرسة اتحادية عريقة شيد سرحها المرحوم محمد عابد الجابري، الذي كان أمة وحده.

9 ــ التغزاز: مضغ مادة غير قابلة للمضغ مثل الفول اليابس، فيطول العلك بدون فائدة، بل قد تكون الخسارة بكسر الأسنان. فمن سوء تدبير المرء أن يصر على المضغ رغم وجود المطحنة، بحجة أن المضغ هو الأصل، فهذا أصولي كليل البصر، قصير النظر.



.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السؤال الديني والممارسة السياسية في المغرب الحديث ( 1/2 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السؤال الديني والممارسة السياسية في المغرب الحديث ( 1/1 )
» مَن يقود مَن في المغرب اليوم: سؤال الثقافة أم ثقافة السؤال
» المكون الديني والتغيير الثقافي
» الشعب المغربي يستحضر باعتزاز منجزات باني المغرب الحديث
» جوانب من تاريخ المغرب : المعرفة العلمية في خدمة السلطة السياسية (3)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مغاربة ونفتخر :: . :: بـوابــة ديــــن وفلسفــــة-
انتقل الى: